20-فبراير-2021

أجهزة وفحوصات مكلفة لأغراض إحصائية لا بحثية (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

دخلت وزارة الصحة في العراق رسميًا سباق تشخيص السلالة الجديدة، بعد الإعلان عن إدخال الأجهزة والمختبرات القادرة على تشخيص نوع سلالة الفيروس، بعد أن بدأت الإصابات تتزايد عقب أسابيع طويلة من استقرارها حول معدل الـ600 إصابة يوميًا.

في أكثر من مناسبة كانت الصحة "تقلّل" من أهمية وجدوى تشخيص السلالة أو دخولها العراق

ومنذ ظهور السلالة الجديدة في بريطانيا، بدأت المخاوف والنقاشات تتعمق على المستويات الشعبية فيما يخص وضع السلالة الجديدة في العراق، وما إذا كانت قد دخلت البلاد دون علم وزارة الصحة، إلا أن الوزارة كانت تراهن على معدل الإصابات المستقر، وتنفي بشكل مستمر تسجيل إصابات بالسلالة الجديدة، كون هذه السلالة تتميز بسرعة الانتشار، الأمر الذي يجعل استقرار الإصابات دليلًا كافيًا لاطمئنان وزارة الصحة حينها، حتى وصفته بأنه "دليل علمي" لعدم وجود السلالة الجديدة في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: جدل حول تسجيل أول إصابة بـ"السلالة الجديدة".. لماذا وزارة الصحة "مطمئنة"؟

وفي أكثر من مناسبة، كانت الوزارة "تقلل" من أهمية وجدوى تشخيص السلالة أو دخولها البلاد، معللة ذلك بأن البروتوكولات العلاجية هي نفسها المستخدمة حاليًا مع النسخة الأولى من الفيروس، ما يعني عدم ترتب أي إجراءات إضافية في حال تشخيص السلالة الجديدة.

في وقت سابق، قال مدير عام الصحة العامة رياض الحلفي في تصريحات صحفية رصدها "ألترا عراق"، إن "فحوصات العراق لا تعطي نوع السلالة ولكنها تستطيع تشخيص الحالة إذا كانت موجبة أو سالبة حتى عند الإصابة بالسلالة الجديدة". 

وأكد الحلفي أن "وزارة الصحة لا توجد لديها أي إمكانية لمعرفة السلالة الجديدة لكورونا، وليس لدينا قلق حتى من ظهورها كون البروتوكولات العلاجية نفسها تستخدم مع المصابين بالفيروس أو المتحور". 

الصحة ترفع قدرتها التشخيصية.. المزيد من الأموال

أجبرت وزارة الصحة في العراق على إدخال الأجهزة التشخيصية القادرة على كشف السلالة الجديدة، عقب بدء الارتفاع المتسارع للإصابات منذ نحو أسبوع، حتى شخصت وجود السلالة الجديدة في العراق بالفعل وسجلت إصابات عديدة بها، إلا أن الوزارة يبدو وكأنها غير مكتفية بمعرفة دخول السلالة الجديدة للبلاد وتنوي ملاحقتها في كل الأزقة، دون معرفة جدوى هذا التوجه.

مدير المركز الوطني للمختبرات التعليمية التابعة للوزارة محمد غانم مهدي قال في تصريح للوكالة الرسمية إن "وزارة الصحة قدمت خطة كاملة للتوسع في المختبرات لإجراء الفحوصات الطبية لفيروس كورونا"، مشيرًا إلى أن "هذه المختبرات ستدخل للعراق خلال الفترة القليلة المقبلة لتشخيص السلالة الجديدة". 

وذكر مهدي أن "هنالك مرحلة تسمى بالفلترة التي تمر بها عينات المريض، وتحدد من خلالها المريض المرشح لفحوصات السلالة الجديدة"، مشيرًا إلى أن "فحص السلالة الجديدة عالي الثمن والأجهزة مكلفة، لذلك الوزارة عملت على توفيرها". 

ما الجدوى؟

"أجهزة مكلفة" تتجه وزارة الصحة لتوفير المزيد منها، و"فحوصات عالية الثمن" تخطط وزارة الصحة لإتلاف واستخدام الآلاف منها يوميًا أثناء فحص المشتبه بإصاباتهم.

تقول مسؤولة في وزارة الصحة إن ما يهمنا هو الحث على التزام أكبر بالإجراءات الوقائية والحد من أعداد الإصابات وكسر سلسلة انتشار الوباء

وبالعودة لتصريحات وزارة الصحة، التي أكدت في وقت سابق أن البروتوكولات العلاجية المستخدمة مع السلالة الجديدة هي نفسها المستخدمة مع النسخة الأولى للفيروس، يظهر أن العراق يتجه لحرق ملايين الدولارات لتشخيص السلالة الجديدة لأغراض "إحصائية" فقط، دون فائدة تذكر سوى تحديد عدد المصابين بالسلالة الجديدة في العراق، وهو الأمر الذي لا فائدة ملموسة منه ولا يترتب عليه أي اجراءات علاجية أو وقائية مميزة، سوى مادة إعلامية وخبرًا جديدًا يضاف لأخبار الموقف الوبائي اليومي في البلاد، بحسب مختصين.

الصحة تعترف: لا فائدة من معرفة السلالة!

تقول عضو الفريق الطبي الإعلامي الساند لوزارة الصحة الدكتورة ربى فلاح، في حديث لـ"ألترا عراق" فيما يخص جدوى تشخيص السلالة، إنه "لا يهم ماهو نوع السلالة المتواجدة أو التي تصيب الأشخاص، بقدر أهمية حث المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية من لبس الكمامة وتعقيم اليدين والتباعد الاجتماعي، حيث امتازات هذه السلالة بسرعة الانتشار وإصاباتها للفئات العمرية الصغيرة".

اقرأ/ي أيضًا: الصحة: السلالة الجديدة تهدد بخطر فقدان السيطرة

وتضيف أن "السلالة ما زالت حديثة الظهور، ومن الممكن أن الأعراض تكون مختلفة من شخص لآخر، وما زالت البيانات حولها غير مكتملة ولا نعرف مدة خطورتها، ما يعني نحتاج لفترة أطول لذلك".

وتبيّن أنه "على الرغم من أن البروتوكولات العلاجية المستخدمة لعلاج المصابين بالسلالة الجديدة هي نفسها المستخدمة سابقًا مع النسخة الأولى للفيروس، إلا أن ما يهمنا هو الحث على التزام أكبر بالإجراءات الوقائية والحد من أعداد الإصابات وكسر سلسلة انتشار الوباء".

ويبدو مما تقدم، أن الفائدة الوحيدة التي يمكن انتظارها من معرفة دخول السلالة الجديدة للبلاد، هو الحث على تشديد الإجراءات الوقائية بالمستوى الذي يعادل سرعة انتشار هذا النوع من السلالات، إلا أن هذا الأمر يكفي بمعرفة دخول السلالة الجديدة للبلاد دون الحاجة لملاحقة وتشخيص عدد الإصابات اليومية ومعرفة نوع السلالة لدى كل شخص.

وطرح "ألترا عراق"، سؤالًا إلى المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور سيف البدر، حول جدوى استمرار العراق بإجراء فحوصات الكشف عن السلالة الجديدة، خصوصًا وأن البروتوكولات المتبعة واحدة، وما إذا كانت الوزارة تصرف ملايين الدولارات لتشخيص السلالة الجديدة لأغراض إحصائية، لا بحثية، لكن المتحدث باسم الوزارة لم يعط أي إجابة لغاية كتابة التقرير.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصحة: أجهزة جديدة ستدخل لتشخيص السلالة الجديدة من فيروس كورونا

متحدثة في وزارة الصحة: "كارثة وبائية" ستضرب العراق