21-فبراير-2021

إصابات متفشية دون لقاح (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

أطلقت وزارة الصحة والبيئة العراقية المزيد من التحذيرات من خطورة تصاعد الإصابات بفيروس كورونا والدخول في موجة ثانية خصوصًا مع الضربات التي تلقتها دول كبرى في العالم على يد كوفيد – 19 قبل أن ينتشر إصداره الجديد وما عُرف بالسلالة الجديدة أو الفيروس المتحوّر.

يقول مدير قسم تعزيز الصحة في الوزارة هيثم العبيدي إن فيروس كورونا الجديد تسبب بوفاة أطفال خلال الأيام الماضية

وأكدت السلطات العراقية عدم تسجيل أية حالات إصابة بالسلالة الجديدة رغم وصولها إلى مناطق قريبة من العراق بينها إيران التي أعلنت مؤخرًا عن تسجيل أول حالة وفاة بالفيروس المتحوّر. وقد ردّت الوزارة على أحد المدّعين بإصابتهم بالسلالة الجديدة نافيةً وجود مثل هذه الحالات في العراق. لكن وزارة الصحة رفعت دون مستجدات واضحة توصيةً بإعادة الإجراءات الوقائية.

اقرأ/ي أيضًا: تشخيص السلالة الجديدة.. هل تبذر وزارة الصحة الوقت والأموال دون فائدة؟

تمّ لها ذلك من خلال إعلان اللجنة العليا للصحة والسلامة فرض حظر التجوال الشامل أيام الجمعة والسبت والأحد، والجزئي في الأيام الأخرى مع إغلاق المساجد والحسينيات وصالات الأعراس ومراكز المساج وغيره.

بعد الإعلان مباشرةً قالت وزارة الصحة إنها "رصدت حالات إصابة بالفيروس الجديد تزامنًا مع صعود قوي في أعداد الإصابات عمومًا".

وفي اليوم الأول لتنفيذ حظر التجوال أعلنت الوزارة أن "نصف الإصابات المسجّلة هي من السلالة المتحورة"، كما أكد الوزير حسن التميمي تسجيل إصابات شديدة بين الأطفال والشباب "ما ينذر بخطرٍ كبير"، ذلك قبل أن يتخطى العراق حاجز الأربعة آلاف إصابة، فيما يشير متخصصون إلى وجود عشرات أضعاف الإصابات المعلنة في الموقف الوبائي.

محطّم الأطفال

تحدّث المتخصصون عن الفروق الأهم بين السلالة المتحورة وكوفيد – 19 بينها سرعة الانتشار بين الناس، ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر إن "سلالة كوفيد – 20 ذات انتشار أسرع وأخطر وتصيب فئات لم يصبها الفيروس السابق"، وأشار البدر في تصريح تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" إلى "إمكانية نقل عدوى كوفيد – 20 عن طريق الأطفال دون ظهور أعراض عليهم".

وأطلق المتحدث باسم الصحة هذا التصريح مطلع شباط/فبراير الجاري قبل أن تؤكد وزارته تسجيل حالات وفيات في صفوف أطفال أصيبوا بالسلالة الجديدة، ولعله الفرق الأهم بين الفيروسين. إصابة الأطفال.

يقول مدير قسم تعزيز الصحة في الوزارة هيثم العبيدي إن "فيروس كورونا الجديد تسبب بوفاة أطفال خلال اليومين الماضيين"، حيث أن الفيروس لم يمهل طفلًا "سوى ساعة واحدة في طوارئ مستشفى النعمان في بغداد قبل أن يقتله"، إذ يتسبب كوفيد – 20 بتحطّم رئة الأطفال ما يؤدي إلى موتهم، بحسب العبيدي.

وحول التغذية المطلوبة للأطفال، يشير العبيدي في تصريح تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" إلى أن طعام الأطفال المعروف بـ"السيريلاك" يحتوي على عناصر كثيرة مفيدة ويضاف له فيتامين A من قبل الأطباء، لكن العبيدي شدد على "ضرورة تناول اللحوم بالنسبة للأطفال الكبار نسبيًا"، مشيرًا إلى "سوء استخدام بعض الناس للمكملات كالزنك وفيتامين سي والمبالغة في شرب العصائر".

إصابات متفشية دون لقاح

في تجربة أجرتها وزارة الصحة في الشارع المتنبي وسط بغداد، وجدت الفرق الصحية من خلال إجراء الفحوصات أن "أربعين بالمئة من الناس أُصيبوا بفيروس كورونا وتماثلوا للشفاء دون أن يشعروا"، بحسب العبيدي الذي أشار أيضًا إلى دراسات رصدت ما بين 85 إلى 90 بالمئة من الناس مصابين بكورونا دون أعراض تظهر عليهم.

يقول مدير قسم تعزيز الصحة هيثم العبيدي إن 2% فقط من المجتمع كانوا يستخدمون الكمامة قبل فرض حظر التجوال

ورغم حصول بعض الدول القريبة من العراق على لقاح مضاد لفيروس كورونا إلا أن مدير قسم تعزيز الصحة لا يرى أن العراق قد تأخّر بالحصول على اللقاحات، مبينًا في الوقت ذاته أن "اللقاح لا يغني عن الكمامة".

اقرأ/ي أيضًا: جدل حول تسجيل أول إصابة بـ"السلالة الجديدة".. لماذا وزارة الصحة "مطمئنة"؟

ويقول الأخصائي في الصحة العامة أحمد الرديني إن أغلب دول الشرق الأوسط لم تعطِ لقاح ضد كورونا إلا لعدد محدود من سكانها، وذلك باستثناء الإمارات و"إسرائيل".

 ووسط ترجيحات بتمديد حظر التجوال فيما إذا استمر ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا، تؤكد السلطات الأمنية فرض الإجراءات والغرامات على المخالفين، وتشديد الرقابة عليها حتى خلال أوقات فتح حظر التجوال، ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا إن "الشرطة المجتمعية ستطلق حملات توعية بهدف التزام المواطن ذاتيًا".

يأتي ذلك مع حديث مسؤولين في وزارة الصحة عن تدني نسبة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، حيث يقول مدير قسم تعزيز الصحة هيثم العبيدي إن "2% فقط من المجتمع كانوا يستخدمون الكمامة قبل فرض حظر التجوال".

في الأثناء، حذر وزير الصحة حسن التميمي، مجددًا من أزمة في النظام الصحي نتيجة الموجة الجديدة من الجائحة.

وقال الوزير في مؤتمر صحافي، 21 شباط/فبراير، إنّ "حالات كورونا الحرجة سجلت زيادة مقلقة، ونظامنا الصحي قد يواجه مشاكل في حال استمرار تزايد الإصابات".

وأكّد التميمي، تسجيل "زيادة ملحوظة لحالات الإصابة بفايروس كورونا والسلالة الجديدة"، مشيرًا إلى أنّ "نسبة الدخول للمستشفيات بات ملفتًا للنظر وارتفع من 700 إلى 1596 حالة".

قال وزير الصحة إن نسبة الدخول للمستشفيات بات ملفتًا للنظر وارتفع من 700 إلى 1596 حالة

كما أشار التميمي، إلى ارتفاع الحالات الحرجة من 123 إلى 316 وهو ما اعتبره "نذير خطر"، مبينًا أنّ "الوزارة قامت بتوفير كافة المستلزمات العلاجية لمواجهة الجائحة".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الجائحة تفتك في العراق على الرغم من الإغلاق

وزير الصحة يرد على المشككين بإحصائية عن الحالات الحرجة