اقتصاد

أزمة نفوق الأسماك تذكر بتحذيرات العطش: العراق قد يشتري مياه الشرب مستقبلًا

6 يوليو 2023
GettyImages-1501995195.jpg
أزمة المياه قتلت الأسماك هذه المرة (Getty)
حمزة سلام
حمزة سلامصحفي من العراق

مئات الآلاف من الأسماك النافقة على حافات المياه، بهذه الصورة ظهر "نهر العز" في محافظة ميسان ليبيّن حجم الأضرار المأساوية التي تعيشها الأنهر العراقية، وكذلك الأهوار، والتي سبّبها انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات بسبب قلّة التدفقات المائية القادمة من إيران وتركيا. 

الأهوار

وتزامن حدوث حالة النفوق، مع إعلان وزارة الموارد المائية عن حملة لإزالة أحواض تربية الأسماك المتجاوزة على نهر دجلة، ضمن إجراءات التخفيف من حدّة الشحة المائية وتوفير الكميات المطلوبة بعيدًا عن الهدر.

لجنة تحقيق

وفور إعلان حالة النفوق السمكية، أعلنت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة، تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب حدوث هذه الحالة في محافظة ميسان، قبل أن تعلن الدائرة نتائج التحقيق بعد ساعات.

وتبيّن من خلال التحقيق، أنّ "هناك انخفاضًا في نسبة الأوكسجين مع إطلاقات مائية قليلة وارتفاع نسبة الأملاح، ما أدى إلى نفوق الأسماك".

ويعيد نهر العز إلى الأنظار مشهد عاشته محافظة بابل عام 2018، حين ضربت موجة نفوق الأسماك نهر الفرات بسبب انتشار فيروس "تعفن الغلاصم"، بعد أيام قليلة من إعلان العراق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية.

مياه قليلة قبال الزيادة السكانية

ويعزو وزير البيئة السابق، جاسم الفلاحي، نفوق الأسماك في ميسان، إلى انخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات، مشيرًا إلى وجود قلّة في التخصيصات المالية قبال زيادة كبيرة في السكان مما يؤدي إلى "قتل الأراضي الزراعية" مستقبلًا. 

نحو 40 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العراق معرضة للتدهور والتصحر

ويصنف العراق من أكثر الدول تأثرًا بالتغيير المناخي، نتيجة الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، إضافة إلى "سياسات دول المنبع فيما يتعلّق بزيادة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات"، بحسب الفلاحي. 

ويقول الفلاحي لـ"ألترا عراق"، إنّ "نفوق الأسماك في جنوب العراق حصل نتيجة الانخفاض في الحصص المائية وارتفاع نسبة الملوحة، وهذا أدى إلى قلة الأوكسجين المذاب، فضلًا عن أن هذا كله "نتيجة التراجع في الإطلاقات المائية".

ويحذّر وزير البيئة من تأثير حجم الزيادة السكانية في البلاد مستقبلًا مع تقلّص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة، فيما يبيّن أنّ "هناك نحو 40 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة معرضة للتدهور والتصحر".

وبحسب الفلاحي، فإنّ 33 بالمئة من نسبة سكان العراق مهددون نتيجة الجفاف، موضحًا أنّ "تلك النسبة تمثل السكان الذين يسكنون الريف ويعملون في مجال الزراعة وتربية الحيوانات". 

الأسماك

هل هناك "حلول دبلوماسية"؟ 

 المتحدث باسم وزارة البيئة، أمير الحسون، قال في حديثه لـ"ألترا عراق"، إنّ "وزارته حذرت منذ سنوات طويلة ولأكثر من عقد، من تأثر العراق بين حين وآخر بمشاكل التغير المناخي وهذه الأمور تتفاقم على مستوى الكوكب".

وتتفاقم المشكلة ـ بحسب الحسون ـ  بشكل أكبر على مدن الجنوب والأهوار العراقية، إذ أنّ "ملايين من العراقيين يحتاجون إلى هذه الأهوار للزراعة والصيد وأمور كثيرة".

وطالب السلطات التركية بـ"النظر مرة أخرى للعراق وأن تراعي الجانب الإنساني والبيئي".

ولفت الحسون إلى أنّ "وزارته ناشدت وزارة الموارد المائية لإطلاق حصص مائية طارئة لأهوار الجنوب، منها أهوار الحويزة الأكثر تأثرًا لمحاولة من الاستفادة من الخزين القليل المتوفر لوزارة الموارد لإنعاش هذه المنطقة".

الأسماك

ويتحدث الحسون عن "معالجة أزمة المياه قريبًا عبر الطرق الدبلوماسية مع تركيا"، كما زعم أنّ "هذه الحكومة ستنجح بمعالجة مشكلة الإطلاقات المائية من الجارة التركية مثلما نجحت في الملفات الأخرى".

لكنّ "مرصد العراق الأخضر"، تحدث عن تحذيراته للمعنيين بملف المياه، بأن "صيف العراق المقبل سيهلك الثروة المائية والحيوانية للبلاد"، مستدركًا لكن "السلطات العراقية تاركة قضية المياه لحلول السماء وليس التفاوض مع دول الجوار".  

قد نضطر لشراء الماء

ويدعو الخبير البيئي حيدر معتز، إلى الإسراع في وضع الحلول للجفاف القادم قبل تفاقم الأمور إلى حد "شراء الماء الصالح للشرب"، على حد تعبيره.

ويقول معتز لـ"ألترا عراق"، إنّ "التصحر والجفاف المائي ونفوق الأسماك ظواهر تضر بالبيئة ومن الممكن أن تهدد الأمن الغذائي العراقي، وأيضًا وتؤثر سلبًا على الجانب الاقتصادي، مع التنوع الحيوي".

الأهوار

وبدأ التغير المناخي في العراق منذ قرابة 20 عامًا دون حلول له، إذ يرى معتز ضرورة أن يتم توقيع بروتوكولات دولية مع الدول الجوار، سيما إلزام تركيا مع إيران بزيادة الإطلاقات المائية".

وحذر من أن الجفاف قد يدفع بأبناء العراق إلى الاضطرار مستقبلًا لـ"شراء الماء الصالح للشرب إذا ما استمر الوضع المائي الحالي".

وينتقد معتز "عدم وجود أي تحرك حكومي حقيقي نحو دول الجوار للاتفاق على معالجة أزمة المياه وزيادة إطلاقات نهري دجلة والفرات".

 

الكلمات المفتاحية

محمد شياع السوداني

قرارات مجلس الوزراء: رفع رسوم معجون الطماطة وتضمين وثيقة باتفاقية زيت الزيتون

مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية الـ 45


صادرات النفط العراقي.jpg

3 أسباب لـ"سعادة" واشنطن ولندن بانسحاب "لوك أويل" من العراق

بعد "ظروف قهرية" إثر العقوبات الأميركية


صادرات النفط العراقي.jpg

تحذير من اضطراب في الإنتاج.. هل ستغادر "لوك أويل" العراق قريبًا؟

"ربما ستشتري إحدى الشركات الأميركية حصتها"


شركة السكك.jpg

قطار "حولي بغداد" بدل السكك القديمة.. مشروع يمتد من اليوسفية إلى التاجي

أعلنت وزارة النقل إطلاق مشروع خط سكك حديد يدعى "حولي بغداد" يتضمن رفع جميع خطوط السكك داخل العاصمة واستبدالها بخط حديث يمتد من اليوسفية إلى التاجي

واسط
راصد

منع "البرمودة" في واسط.. الشرطة تصدر توضيحًا إثر انتقادات وردود ساخرة

أثار قرار منع ارتداء "البرمودة" ردودًا غاضبة وأخرى ساخرة ما دفع الشرطة إلى إصدار توضيح رسمي

انتخابات
أخبار

مركز حقوقي يحذر من الدورة النيابية المقبلة: برلمان للترهيب وإسكات الرأي الآخر

بعد خسارة "ساحقة" للقوى المدنية


.

الدعايات الانتخابية في العراق.. من مكاتب المصمّمين إلى ليلة النفير على الحديد

فوضى بصرية حاصرت الأشجار والشوارع

الاحزاب الناشئة
سياسة

بين التشتت والقانون والبذخ غير المسبوق.. ما أسباب خسارة "المدنيين والتشرينيين" في انتخابات 2025؟

تفاجأت القوى المدنية والاحتجاجية "التشرينية" بخسارة ساحقة في انتخابات مجلس النواب للدورة السادسة

الأكثر قراءة

1
سياسة

يوم الانتخابات في العراق.. أبرز التفاصيل وأعداد الناخبين والمرشحين


2
مجتمع

كيف يحدث التشويش على GPS وتطبيقات الخرائط في المنطقة الخضراء وسط بغداد؟


3
سياسة

موزع ماريجوانا في ديترويت.. من هو مبعوث ترامب إلى العراق؟


4
سياسة

مشروع قطاع خاص يتحول لـ"ابتزاز" انتخابي.. مرشح مع السوداني يفصل موظفين لرفضهم انتخابه


5
سياسة

البرلمان يمرر قائمة السفراء المرسلة من السوداني.. حديث عن مخالفات و"إصرار على المحاصصة"