17-يوليو-2019

دخل المسلحون ببدلات رسمية سوداء وخرجوا من الباب الخلفي بعد تنفيذ الهجوم (رووداو)

الترا عراق - فريق التحرير

قتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم دبلوماسي تركي رفيع، بهجوم مباغت نفذه مسلحون مجهولون، وسط مدينة أربيل في كردستان، بعد عملية تركية أطاحت بخمسة من قيادات حزب العمال الكردستاني.

قتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم دبلوماسي نائب القنصل التركي بهجوم مباغت نفذه مسلحون مجهولون غربي أربيل

وتشير المعلومات التي وردت لـ "الترا عراق" من مصادر أمنية وإعلامية وأخرى طبية داخل الإقليم، أن الهجوم وقع في نحو الساعة الثانية ظهرًا، حين اقتحم أشخاص يرتدون بدلات رسمية سوداء ويحملون أسلحة كاتمة مطعم ومقهى "هوكباز" في مجمع "إمباير" غربي أربيل، وهو جزء من سلسلة مطاعم تركية حول العالم، يديره شخص مقرب من نيجرفان بارزاني رئيس كردستان، وأطلقوا النار على أعضاء من البعثة الدبلوماسية التركية، الذين يرتادون المطعم غالبًا.

اقرأ/ي أيضًا: تركيا ستفتح ثلاث قنصليات في العراق وزيارة قريبة لأردوغان

أسفر الهجوم عن مقتل نائب القنصل التركي ويدعى "بيت الله"، فيما أصيب اثنين من مرافقه، فضلًا عن مقتل شخصين آخرين، فيما أشارت المصادر إلى أن "المسلحين دخلوا من الباب الأمامي للمطعم خلال انعقاد اجتماع تجاري فيه، وخرجوا من بابه الخلفي بعد تنفيذ الهجوم".

من جانبها، سارعت السلطات في إقليم كردستان إلى فرض إجراءات أمنية مشددة حول منطقة الحادث وفي مداخل مدينة أربيل، فضلًا عن قطع خدمة الإنترنت وحجب خدمة فيسبوك، كما انتشرت قوات "الزيرفاني" الخاصة بمكافحة الإرهاب داخل المطعم ومنعت وسائل الإعلام من الوصول إليه، لكن "ألترا عراق" تمكن من التقاط بعض الصور ورصد لقطات للمطعم بعد لحظات من وقوع الهجوم عبر مراسله في كردستان.

لقطة قرب موقع الحادث التقطتها عدسة "الترا عراق" بعد لحظات من وقوعه

ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم، لكن أصابع الاتهام وجهت إلى حزب العمال الكردستاني "PKK" خاصة وأن الحادث وقع بعد مقتل خمسة من قيادته على يد القوات التركية شمال العراق، مؤخرًا. فيما سارعت الحركة المسلحة إلى نفي أي صلة بالهجوم عبر ديار دنير،  مسؤول إعلام قوات حماية الشعب الجناح المسلح للعمال الكردستاني، مؤكدًا عدم "امتلاك أية معلومات عن الهجوم".

تقول مصادر إن الهجوم نفذه أشخاص يرتدون بدلات رسمية سوداء بأسلحة كاتمة ضمن مطعم يديره مقرب من نيجرفان بارزاني

بدورها، قالت مديرية الأمن الكردي في أربيل "الأسايش" في بيان، إن "هجومًا وقع في مطعم في أربيل وللأسف أسفر عن مقتل أحد العاملين في القنصلية التركية ومواطن آخر وإصابة شخص. ونحن إذ نند بشدة بهذه الحادثة ونعزي عوائل الضحايا فإننا نطمئن مواطني أربيل والمقيمين فيها وبالأخص الدبلوماسيين، بأننا لن نسمح بأن يتزعزع الأمن والاستقرار في المدينة وقد بدأت التحقيقات وسينال الجناة جزاءهم العادل".

بالعودة إلى المصادر، فإنها بعضها ذكر لـ "الترا عراق"، أن قوات الأمن الكردي بدأت بمراجعة كاميرات المراقبة في محل الحادث لكشف هوية المهاجمين، وسط إجراءات مشددة على مداخل المدينة لمنع خروجهم منها.

أما تركيا فقد أصدرت عدة مواقف تلخصت بـ "التوعد برد مناسب على الهجوم"، حيث قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الهجوم عبر حسابه الشخصي على تويتر،: "أدين الاعتداء التعسفي على موظفينا القنصليين في أربيل. أتمنى رحمه الله لموظفنا الذي استشهد في الهجوم". وأضاف: "نحن نواصل جهودنا مع السلطات العراقية والسلطات المحلية لضمان العثور على مرتكبي الهجوم بسرعة".

المطعم الذي وقع فيه الهجوم ويعد من أرقى مطاعم كردستان

ذات الموقف صدر عن جهات تركية رسمية أخرى من بينها وزارة الخارجية والبرلمان، فيما تحدثت وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة، عن إمكانية علاقة عدة أطراف بالعملية، من بينها حزب العمال الكردستاني، وجماعة فتح الله غولن التي تتهمها أنقرة بتنظيم انقلاب تموز/يوليو عام 2016، إضافة إلى جماعات إسلامية متشددة تقول تركيا إنها تشترك في محاربتها شمال سوريا.

وتعهدت حكومة كردستان في بيان رسمي بـ "متابعة جدية من أجل اعتقال المنفذين وفرض العقوبات القانونية بحقهم"، لكنها رفضت الكشف عن أية معلومات عن الهجوم في الوقت الراهن بعد اتصال هاتفي بين رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني ووزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، أكدا خلاله "أهمية على الحاجة لحماية أمن واستقرار المنطقة".

أدانت السلطات العراقية الحادث وتعهدت بملاحقة المهاجمين، فيما توعدت أنقرة برد مناسب على الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه

فيما تسارعت بيانات الإدانة من قبل وزارة الخارجية العراقية وقوى سياسية وبعثات دبلوماسية أبرزها السفارة الأمريكية في بغداد التي قالت إن "بعثة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد تدين الهجوم البشع على موظفين القنصلية التركية في أربيل، ونتقدم بتعازينا القلبية للبعثة الدبلوماسية التركية، ونعرب عن تضامننا في الدفاع عن سلامة الدبلوماسيين الأجانب والبعثات الدبلوماسية في العراق".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كركوك و"ولاء" البيشمركة.. مهلة قصيرة و"أزمات معقدة" في كردستان!

سباق تركيا وإيران على مياه العراق.. عطش الرافدين على الأبواب!