08-ديسمبر-2017

مؤيد محسن/ العراق

(قداستها ملطخة بصدأ المعابد)

وضفيرتها تتدلى من عانتها

مفروكةً

بالويسكي

الرديء في حمّام (البلوك)*

ا ل

ب ل

وك

:

(....)* الإسمنت المتحجر، والملتصق بتوأمه الرماد من الراس

لن تنجح أي سكين في فصلهما عن بعض.

 

الساكنةُ في الرأس

امرأة سريالية، تفتح النافذة، هكذا تفتح الفلين المزيّت في "الجمجمة"، هكذا بأصابعها الملطخة بحبر السدرة، وحبر الهواء الشرقي، وحبر المستنقعات بين البيوت الطينية المحملة بصحون دبقة صحن النت، وصحن التمر اليابس، وصحن المطر.

الكلبة التي تغمض عينيها وجعًا، وتسقط من بين أسنانها: زقزقة بحجم نبقة وقعت من مؤخرة السدرة

 تتأمل واقعًا سرياليًا

حيث تطفو مكيّسةً أسماك أندريه بروتون المُحاربة

"التي نجت من القنّاص هذه المرة"

..............

تقيمين هنا

تخرجين من هذا الرأس حين يموت الشاعر

 

حين يتوعك

تجمعين أوراقًا معطرة للزكام

وأعقاب سجائر كي يصل للنجوم بواسطة دخان

محشوًا بالاعتذارات

هنا تلحسين قشور الرطب اليابسة

وتتزحلقين

على قشور الشمّام

عليك أن تهتفي: واو.. يالروعة السكر وأحمر الشفاه!

بضفيرة عانتك

تطردين الذباب من وجه الشاعر

الشاعر

يتمدد  

على حصيرة

من قماش القذيفة الميتة

 

يا لحظ الشاعر!

ما الذي يجنيه

من

آنية مثقوبة؟

 

منسية في نافذة

تطل على "الزراعة هي" مازالت بذورًا في المخازن المسوّرة بالرطوبة.

 

حاول مرارًا أن يُخرج الجنّية

ويرميها في الصحراء

وتصير

صبّارة جميلة ومسلحة

يهز رأسه

ويزداد جنونًا

والفتاة لا تخرج

تصاب بالصرع أحيانًا

وترمي  

أقداح الشاي المكسورة في خاصرته.

*

حاول أن يخرجها ليتخلص

من سخرية

الرعاة

والنجارين

والحدادين والإسكافية

والشحاذين.

 

هذه المرأة

ليست فروتها غيمة شعر

تنبح بائسةً

منذ طفولتك هذه الجنية تسكنك

رأسك جحر   

وهي صغيرة

تعصر هي الطين تصاب أنت بحكةٍ.. لا ترتاح أنت حتى تبني منزلًا مثلما تفعل زها حديد وهي طفلة حائطًا منحنيًا محشوًا بصلاة سريالية  

مزينٌ أنت بحليب الثدي، وإفرازات الصفصافة، وفضلات تسقط من أماكن عالية

 

 

في رأسه دومًا

في خاصرته تمسك منجلًا وتقلّم أظافرها

والمنجل يحش خاصرته

يضع يده على فوهة الانفجار قرب هذا الوشم المكتوب (بالإبرة وسخام آنية العنبر) في التسعينيات

ولد هو قبل حرب العراقية الإيرانية بثلاث سنوات

(إدغار آلن بو ورسمة الغراب وكلمة أمي)

المنجل يحش خاصرته ويكتم الانفجار ويطلق: ههووو أنا شجرة حنطة يافعة

تمضغُ هي حبوب الصداع التي يبتلعها

وتتركه موجوعًا

تقاسمه الويسكي وتراقصه

وتلتهمه السخرية قادمة من الباب المفتوح

كان يراقص الهواء الراكد في الحجرة المحشو

بجثة البخور المتفسخ

 

تقذف الطين مجنونةً

ذراعه أنبوب يهتز مثل أنبوب مطاطي تهزه المياه العصبية

أصابعه تقطر طينًا

وويسكي

وماء تفاحة

أوراقه أجنحة

هنالك من ينتف ريشها

هنالك من يعض الجراح في الأجنحة

يطبع قبلة محشوة باليود

عليه أن يملأ الورقة بالعواء عواء عواء يغازل النجمة

عواء يغازل أنثى الجرذي الجميلة

ويرثي جثة الزقزقة.

 

الشاعر يضع أذنه على جثة البيانو الرخو

ويسمع

نبضًا مثل قدم نملة تطرق وترًا مثل غصن وهي تقتربُ من منزلها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ريحٌ تصفّر مثل غجريٍّ

التي لا تسمى

دلالات: