يغادر الطبيب العراقي محمد الطاهر، قطاع غزة الذي يتعرض للإبادة من قبل إسرائيل منذ قرابة 460 يومًا، بعد أن قضى 5 أشهر في معالجة الإصابات التي يتعرض لها المدنيون في القطاع، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوم الإثنين 6 كانون الأول/يناير 2025، وقد أجرى العملية الأخيرة التي توجت بإعادة يد طفلة بُترت في القصف من الأنقاض إلى جسدها.
أعاد يد طفلة بترت بقصف إسرائيلي من الأنقاض إلى جسدها قبل أن يغادر قطاع غزة
وقالت الوزارة في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، إنه "سيفتقد قطاع غزة أحد الكوادر الطبية الفذة والتي التحمت يداها مع أيدي الجراحين المحليين في شمال قطاع غزة وجنوبه على مدى 5 أشهر متتالية خلال حرب الإبادة الجماعية على شعبنا، حيث عمد استشاري جراحة الأعصاب الدكتور محمد الطاهر دون كلل أو ملل على المشاركة الفاعلة لإنقاذ الجرحى حتى في ساعات متأخرة من الليل، ليختتم عملياته بعملية نوعية أعاد خلالها يد طفلة إلى الحياة عقب بترها بسبب قصف الاحتلال لمنزلها".
وبحسب بيان الصحة في غزة، قال الطبيب محمد الطاهر إن "الطفلة وصلت ليلة أمس الأحد إلى قسم الطوارئ بستشفى الأقصى مبتورة اليد، حيث بقيت يداها تحت الردم الناجم عن قصف الاحتلال وكانت تنزف بغزارة حيث بدأت الكوادر في قسم الطوارئ بمداواة الطفلة، وحين تدخله وسؤاله لعم الطفلة حول حالة الطرف الخاص بالطفلة أخبره أنها لا تزال تحت الردم".
وأضاف: "طلبت من عم الطفلة العودة للمنزل المقصوف والبحث عن يد الطفلة وبالفعل عاد عم الطفلة إلينا من جديد مصطحبًا طرف الطفلة المبتور والذي كان بحالة جيدة بسبب الطقس البارد وعلى الفور أدخلنا الطفلة إلى غرفة العمليات بالشراكة مع الكادر الطبي المحلي حيث تم إجراء عملية وصل لطرف الطفلة المبتور وبفضل الله تمت العملية بنجاح".
وتابع بالقول: "خلال عمله بشمال قطاع غزة، شهد العديد من الحالات الصعبة والتي كان من الممكن إنقاذها ولكنها فقدت أرواحها بسبب إما نقص الكادر الطبي المتخصص أو العلاج والمستهلكات الطبية"، مشيرًا إلى أن "ما تبقى من المرافق الصحية في شمال القطاع يفتقد إلى الحد الأدنى من الأدوات والمستلزمات الجراحية".
ودعا الطبيب العراقي، "جميع من يستطيع القدوم إلى قطاع غزة من الكوادر الطبية ذات التخصصات الجراحية، إلى القدوم إلى القطاع في سبيل إنقاذ حياتهم"، مناشدًا "المؤسسات الدولية والأممية بالعمل على إدخال المستلزمات الطبية وانقاذ حياة الجرحى".
وحضر الطبيب العراقي محمد الطاهر مع وفد طبي في مؤسسة فجر، ولبث في القطاع على مدار خمسة أشهر آبيًا المغادرة حيث يقول في ذات السياق لإنه يستشعر خلال وجوده في القطاع بالأجر العظيم، ولكنه يغادر اليوم القطاع بعد مسيررة عطاء طويلة، لتبقى آثار أنامله في إعادة الحياة والأمل لجرحى العدوان، وفق صحة غزة.
قال الطبيب العراقي إنه استشعر بـ"الأجر العظيم" نتيجة وجوده في غزة
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم 458 على التوالي، حيث شهد القطاع خلال 48 ساعة الماضية تصعيدًا كبيرًا تمثل في ارتكاب مجازر ضد العائلات الفلسطينية، إذ شهدت مناطق متفرقة في قطاع غزة، حتى فجر اليوم الإثنين، غارات عنيفة للطيران الإسرائيلي أدت إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين.
وبحسب آخر تحديثات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، استشهد 88 فلسطينيًا وأصيب 208 آخرين بجروح، بينما ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرق لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وبذلك ارتفعت حصيلة حملة الإبادة الجماعية إلى 45,805 شهداء و109,064 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.