24-مارس-2019

تتعرض النساء للضرب من قبل أبنائهن دون رادع قانوني (تويتر)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بعد معاناة طويلة، تمكّنت "أم جبّار" من الهروب من ابنها الذي قام بضربها وتعنيفها وقص شعرها، ثم وجدت "ترجية لطيف"، المرأة البغدادية، في كراج للسيارات وسط بغداد لكن ابنها أعادها لتبدأ حلقة جديدة من الضرب والتنكيل. 

كانت "أم جبّار" تتعرّض للضرب والعنف ويقوم ابنها بتعذيبها، لكنها هربت إلى "دار المسنين" وجاء إليها ابنها مرة ثانية لإعادتها بغرض "تعذيبها" مرة أخرى!

قال تقرير لـ"منظمة انترنيوز"، وتابعه "ألترا عراق"، إنه "في العام الماضي قام عضو مجلس محافظة بغداد أحمد المالكي، بإبلاغ مدير مركز دار المسنين في العاصمة جاسم الغراوي عن وجود سيدة مسنة في كراج المحافظات في بغداد، تبين أنها تدعى "ترجية لطيف" وكانت في العقد السادس من عمرها، حيث أكدت أنها لجات إلى الكراج هربًا من عنف ابن لها كان "يعذبها ويضربها".

اقرأ/ي أيضًا: المرأة العراقية أمام "استحقاقات" الاستبداد.. حلقات من تاريخ لم يتوقف

بهذا الوقت، نقل التقرير عن الباحثة الاجتماعية، سميرة الفيلي، قولها، إن "هذه المرأة الستينية، أم جبار، تمكنت من الهروب من البيت حيث كانت تتعرض للضرب والعنف إلى الشارع المليء بالمعاناة ثم إلى دار المسنين، ثم عادت لبيتها، لكن لم يستمر البقاء في البيت وعادت مرة جديدة إلى دار المسنين، لأن ابنها استمر في ضربها وإهانتها".

وقد قالت "أم جبّار" في حديثها مع المنظمة إنني "هربت من البيت لأن ابني كان يعذبني ويضربني"، مبينة "عندما جئت إلى دار المسنين أتى وتوسل بي حتى أعود معه، سجنني حال الوصول إلى البيت داخل غرفه وضربني وحلق حتى شعري، لأني تجرأت والتجأت إلى دار للمأوى، لقد هربت من عذاب ابني وزوجته"، مشيرة إلى أن "ابنها يريد حسب قولها، تعذيبها فقط، لأنه قال من السهل أن أقتلكِ لكن أرغب أن أعذبك".

ونقلت عنها المنظمة إفادتها بأنه "تم تزويجي في وقت مبكر من عمري قسرًا، 13 عامًا، وخلفت ستة أطفال، لكني طُلقت من قبل زوجي وحرمت من أطفالي، ولم أرغب بالزواج من ذلك الشخص، مستدركة "لكن والدي أجبرني وأخبرني أنه سيقطع رأسي إن لم أقبل"، مضيفة "قبل عام واحد من تزويجي قسرًا توفيت والدتي ، وكان أبي كالوحش بجسم ملاكم يضربني ضربًا مؤلمًا، أنا وشقيقتي، يوميًا".

أوضحت أم جبار حسب تقرير منظمة "إنترنيوز" أن زوجها كان إنسانًا سويًا أحيانًا، وغير طبيعي في غالبية الأوقات، وأنجبت منه ستة أطفال، ولما ذهبت لوالدها لتشكي له عن معاناتها الزوجية، قرر أن يطلقها من زوجها وكان لديها طفل عمره ستة أشهر آنذاك"، مبينة أنها أخبرت زوجها بأنها لن تترك أطفالها فضربها على وجهها، وحرمها من رضيع بعمر ستة أشهر وأخذها مع أطفالها الآخرين لأبيها.

وقالت للمنظمة "إن والدها قام بتزويجها من رجل يكبرها بسنين كثيرة، وكان زوجها الثاني أرحم من والدها بكثير" حسب قولها، لكنها فيما بعد "تعرضت للضرب والتعذيب على يد أحد أبنائها وفي العام الماضي تمكنت من الهروب من المنزل ولجأت إلى كراج للسيارات في بغداد، ثم انتقلت إلى دار للمسنين، وعادت بعده إلى منزل ابنها وتعرضت مجددًا للضرب".

وختم التقرير بالقول إن "أم جبار" تعاني هي ومثيلاتها من ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهناك تحديات أخرى تتمثل بالشروط الاجتماعية والعشائرية التي تقلل من أثر القوانين والمحاكم، كما أن التقاليد الاجتماعية الطاغية في أرجاء البلاد، تمنع المسنين وخصوصا النساء من العيش في دور الرعاية الحكومية التي توفر لهم رعاية خاصة، في حين يبلغ عدد النساء المسنات 3,3%، فيما تبلغ نسبة الرجال 2,9%". 

تعاني "أم جبّار" ومثيلاتها من العنف القائم على النوع الاجتماعي فيما توجد أمامهن تحديات أخرى تتمثل بالشروط الاجتماعية والعشائرية التي تحدّ من جدوى القوانين والمحاكم

في هذا السياق لفت معاون مدير عام لدائرة الاحتياجات الخاصة في وزارة العمل الشؤون الاجتماعية عامر الموسوي، إلى أن "لدى وزارة العمل 22 دارًا خاصة برعاية المسنين والمسنات في بغداد والمحافظات، وتتولى الوزارة تقديم الرعاية للمسنين المتواجدين والمتواجدات في دور الرعاية".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

#عدها_حق.. لماذا يرفض إسلاميو البرلمان تشريع قانون ضد العنف الأسري؟

تمثيل المرأة العراقية ومشاركتها السياسية.. رهينة الإقصاء!