14-فبراير-2020

دخل الركابي السباق نحو القصر الحكومي على الرغم من تكليف محمد علاوي (وسام مناحي)

الترا عراق - فريق التحرير

مع انتهاء المهلة التي حددها المتظاهرون، تمهيدًا لإجراء استفتاء شعبي لترشيح شخصية "غير جدلية" لمهمة تشكيل الحكومة المقبلة، بعد رفض محمد توفيق علاوي، أعلن معتصون عن اتفاق على ترشيح الناشط البارز في الاحتجاجات علاء الركابي.

أعلن بيان باسم متظاهرين ترشيح علاء الركابي لمهمة تشكيل الحكومة وفق اتفاق بين 7 من ساحات الاعتصام 

وتصدر الركابي كشخصية بارزة، ومثيرة للجدل أحيانًا، خلال الاحتجاجات المستمرة منذ تشرين/أكتوبر، عبر اقتراح مبادرات تصعيدية، آخرها قطع الطرق الرئيسية ردًا على عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين، والدعوة إلى مسيرة من المحافظات نحو بغداد، للضغط على القوى السياسية ودفعها لإنجاز قانون الانتخابات وتحديد موعد لها، كما اقترح تشكيل حزب سياسي يمثل المحتجين خلال الانتخابات القادمة، مؤخرًا.

من هو علاء الركابي؟

والركابي هو، علاء كامل  جبار معيبد خلف الركابي، يسكن منطقة شارع بغداد، وسط مدينة الناصرية الناصرية، ويعد الده أحد أشهر الأطباء في محافظة ذي قار.

يحمل الركابي شهادة الدكتوراه في علم الصيدلة وعلم السموم من جامعة بغداد، وقد شغل في فترات سابقة مهمة إدارة مركز استعلامات السموم في دائرة صحة ذي قار.

اقرأ/ي أيضًا: طلبات الكتل السياسية تتراكم على مكتب علاوي بعد 3 أيام من تكليفه

اشتهر الركابي قبل الاحتجاجات، عبر صيدليته التي تقدم الدواء للمواطنين بأسعار مخفضة، فضلًا عن نشاطه التطوعي في معالجة الفقراء وأبناء الأسر محدودة الدخل، وفق مقربين منه.

وأعلنت ساحة الحبوبي في الناصرية، الخميس الماضي 6 شباط/فبراير، عن مهلة أسبوع واحد لتحديد موعد استفتاء تشارك فيه كل المحافظات لاختيار رئيس وزراء الحكومة الانتقالية المقبلة، من بين مجموعة أسماء يتم ترشيحها من قبل ساحات الاحتجاج، في خطوة جاءت إثر عدم التوصل إلى اتفاق على آلية "الزحف" نحو المنطقة الخضراء.

مرشح "النجاة" من الفخ!

وصدر بيان باسم مجموعة من المتظاهرين البارزين، مؤخرًا، قال إن "7 من ساحات الاعتصام في محافظات مختلفة اتفقت، خلال اجتماع عقد في محافظة واسط، على ترشيح الركابي رئيسًا للوزراء وطرح اسمه للاستفتاء"، مشيرًا إلى أن "الخطوة جاءت بعد عدة قرارات وآراء لم تنته إلى نتيجة مرضية".

ينتمي الركابي إلى أسرة طبية وقد اشتهر بتقديم الدواء للأسر الفقيرة بأسعار مخفضة فضلًا عن مبادرات طبية تطوعية لعلاج محدودي الدخل 

وأكد البيان، أن الخطوة تهدف إلى إنهاء الجدل حول رئيس الحكومة المؤقتة، بشكل ينسجم مع المطالب والمواصفات التي حددها المتظاهرون، مبينًا أن "قوى سياسية طلبت من المتظاهرين الاتفاق على اسم واحد لتقديمه كبديل لمحمد علاوي، وكان هدفهم زج ساحات الاعتصام بصراع كبير جدًا، حيث من مستحيل الاتفاق على شخص واحد".

كما أوضح البيان، أن "ذلك دفع ٧ من ساحات الاعتصام في العراق إلى عقد اجتماع كبير في محافظة واسط في 11 شباط/فبراير، انتهى إلى ترشيح الدكتور علاء الركابي مرشح وحيد عن الثوار، بهدف الخروج من الفخ الذي حاولت القوى السياسية إسقاط المتظاهرين فيه".

"تفويض شعبي.."

من جانبه، طالب الركابي بتفويض شعبي عبر استفتاء في ساحات التظاهر، لإعلان موقف المحتجين من ترشحه، مؤكدًا أنه لن يقدم نفسه للمهمة دون موافقة المتظاهرين.

كما دعا الركابي، الناشطين والمواطنين في المحافظات الشمالية والغربية بالكشف عن موقفهم من ترشحه لإدارة الحكومة المقبلة، متعهدًا بـ"الحفاظ على دماء المتظاهرين ومكتسبات الاحتجاجات، عبر التمهيد إلى انتخابات مبكرة وفق القانون الجديد"، فيما شدد أن "موافقته على المهمة الشاقة والصعبة، جاء بهدف ضمان تحقق مطالب المتظاهرين وعدم خذلانهم".

وأثار ذلك نقاشات مستمرة بين الناشطين والمتظاهرين، حيث أعلن متظاهرون في عدد من ساحات الاعتصام موافقتهم على ترشح الركابي، فيما اعترض آخرون، رافضين زج ساحات الاحتجاج في ملف تشكيل الحكومة، مع مخاوف من أن يعني ذلك تحميلهم مسؤولية نتائج المرحلة المقبلة في حال فشل حكومة الركابي.

أثار إعلان ترشيح الركابي جدلًا بين المتظاهرين بين مؤيد ورافض لزج الاحتجاجات في ملف تشكيل الحكومة

ومن المتوقع أن يصدر المتظاهرون في ساحة الحبوبي، يوم الجمعة 14 شباط/فبراير، بيانًا يحدد موقفهم من ترشح الركابي، بعد جولات من النقاش والشد والجذب، حيث أثار الاتفاق حفيظة جزء من المتظاهرين، خاصة وأنه أبرم خارج أبرز معاقل الاحتجاجات (الحبوبي والتحرير).


انتظروا "سقوط" علاوي!

إلى ذلك، كشف تحالف الصدر عن موقفه من ترشح الناشط علاء الركابي لمهمة تكليف الحكومة، ورأى أن تحقق ذلك مشروط بـ"سقوط" محمد علاوي.

وقال النائب عن تحالف سائرون بدر الزيادي، إن "أمام ساحات الاحتجاج خياران، أولها انتظار سقوط حكومة محمد علاوي بالتصويت، حيث تطالب الكتل السنية والكردية بحصصها"، مبينًا أن "كتلته لن تمنح الثقة لعلاوي في حال ضم كابينته شخصيات غير مستقلة ومهنية أو في حال أذعن لمطالب الكتل".

قال تحالف الصدر إن ترشيح الركابي مرهون بسقوط حكومة محمد علاوي أمام البرلمان

وأضاف الزيادي في حديث لـ"الترا عراق"، أن "المتظاهرين يستطيعون في تلك الحالة استغلال فرصة سقوط حكومة علاوي بالتصويت ومن ثم طرح مرشحهم"، مشيرًا إلى أن "الكتل الشيعية سيكون بوسعها في ذلك الوقت تقديم مرشح ساحات الاحتجاج أمام القوى الكردية والسنية وإحراجهم، بعد أن فشلوا في دعم شخصية قدمتها الكتل الشيعية".

وأوضح الزيادي، أن "الخيار الثاني أمام المتظاهرين، هو تشكيل حزب سياسي، لخوض الانتخابات المقبلة، في حال منح الثقة لعلاوي، والدخول إلى البرلمان والمبادرة في إصلاح العملية السياسة"، مؤكدًا أن "تحالف سائرون مصر على إجراء الانتخابات المبكرة، ويواصل الضغط بقوة في هذا الاتجاه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الله ومحمد وعلي وياه".. هل "يسقط" محمد علاوي قبل الوصول إلى القصر الحكومي؟

كواليس الصفقة و"تصدع" البناء.. لماذا يستميت الصدر دفاعًا عن محمد علاوي؟!