10-يونيو-2019

هناك أساتذة يعتمدون التقصير في دروسهم بالمدارس الحكومية لإجبار الطلاب على الدرس الخصوصي (فيسبوك)

مع قرب العطلة الصيفية وبدء البحث عن المدرسين الخصوصيين من قبل طلاب المراحل المنتهية وغيرها، بدأت الإعلانات الضوئية واللافتات التي تحمل أسماء الأساتذة بمختلف الاختصاصات تملأ الطرقات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة الذين سيدفعون مبالغًا جيدة من أجل الحصول على "فهم كافي" يختلف عن ما سيقدم لهم في المدارس الحكومية التي يعانون منها طوال السنين الماضية.

هناك من يأخذ سيرة ذاتية وخبرة في مجال معين تعود لأستاذ آخر ويجعلها له. إنه أمر جديد بات محط أنظار الأهالي وأصحاب الخبرات التعليمية تجاه المدرسين الخصوصيين

سرقة الجهود والاستدلال والاقتباس من أي قصة أو رواية صار أمرًا معروفًا ومتداولًا، لكن أن تستل "سيرة ذاتية وخبرة في مجال معين تعود لأستاذ آخر" وجعلها لأستاذ أو معلم بدلًا عنه، هذا هو الأمر الجديد الذي بات محط أنظار الأهالي وأصحاب الخبرات التعليمية تجاه المدرسين الخصوصيين الذين يهدفون إلى كسب المبالغ المالية بهذه الخدع التي يمارسونها على الطلبة، إذ تعتبر حربًا جديدة تهدد المسيرة التعليمية في العراق، وسببها قلة فرص التعيينات للمدرسين المتخرجين حديثًا، بحسب مختصين.

اقرأ/ي أيضًا: القطاع العام في العراق.. المحاصصة في التعليم الابتدائي أيضًا!

يقول كرار الربيعي، وهو ناشط مدني في العاصمة بغداد، إن "هذه الظاهرة بدأت تستفحل كثيرًا، إذ يوجد من المعلمين حديثي التخرج من الجامعات يقومون بسرقة سير ذاتية ومعلومات كفاءة كاذبة يضعونها في إعلاناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لكسب الطلاب والدخول في حصص خصوصية لديه".

الربيعي، وهو من ذي قار، يؤكد "وجود حالات مشابهة في محافظته عبر قصص وردته من طلاب أصبحوا يعانون من هذا الخداع الكبير، مشيرًا إلى أن "بعض هؤلاء الأساتذة يقتبسون قوائم معدلات لطلاب أوائل من مدارس ويضعونها في إعلاناتهم لتكون قوة الجذب أكبر إليهم".

 مليون عن الطالب الواحد!

أحد الطلبة الباحثين عن أستاذ أوضح لــ"ألترا العراق"، أن "هذا الأمر أدخله في زوبعة كبيرة لاختيار الأفضل، مؤكدًا أنه "مع هذا اللبس ربما الأمر يكون بمثابة مجازفة، أو قد يكون اختيارًا موفقًا"، فيما تبقى أسعار الدروس تتراوح بين 300 ألف دينار كحد أدنى، وصولًا إلى مليون دينار عراقي للطالب الواحد وحسب المادة الدراسية.

أشار إلى أن "الموضوع أصبح مزعجًا جدًا وبلا رقابة من وزارة التربية مثلًا، فأي أستاذ يستطيع فتح صفحة على "فيسبوك" أو قناة على "يوتيوب" ونشر ما يريد من معلومات كمثل أنه يقوم بالتدريس في 6 مدراس أهلية وحكومية في آن واحد، ولديه خدمة كبيرة، بينما الحقيقة هي أنه ليس لديه خدمة على الأقل لسنة أو سنتين".

فيما يواصل الطلبة الباحثين عن أساتذة الخصوصي دعوتهم إلى وزارة التربية والجهات المعنية لاتخاذ إجراءات رادعة تجاه هذه الأفعال، وإصدار أوامر للمدارس بمحاربة ومحاسبة الأساتذة الذين لا يؤدون واجبهم التدريسي داخل الصف لإجبار الطلبة على اللجوء إلى الحصص التدريسية الخصوصية في أوقات أخرى.

الأهالي يرضخون للأمر الواقع

"أم وجدان"، موظفة وأم لولدين تقول في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "ولديها يتلقيان دروس تقوية في خمس مواد من أصل سبعة، مشيرة إلى أن "لكل درس بدله المادي الذي لا يقلّ عن 425 دولارًا أمريكيًا، وهو يختلف باختلاف منطقة السكن أو كفاءة المدرّس".

أضافت أن "معاهد دروس التقوية تنتشر بطريقة ملحوظة في العراق. وهي معاهد أهلية حائزة على إجازة من وزارة التربية، قائلة، إنهم أصبحوا أكثر جشعًا، وراحوا يبيعون كرّاسات خاصة بكلّ درس مما يشكل نوعًا آخر من الاستغلال".

بعض الأساتذة يقتبسون قوائم معدلات لطلاب أوائل من مدارس أخرى ويضعونها في إعلاناتهم لتكون قوة الجذب أكبر إليهم ويستقطبون الطلاب بـ"معدلات مسروقة" يقولون إنهم سببها!

 ويبقى الأمر مرهون بتصريحات تتضمن شحنات من الغضب مع كل نتائج امتحانات في العراق، تواجهها أخرى مثلها تندّد بضرورة اتخاذ إجراءات بحق المدرسين في المدارس الحكومية لعدم قيامهم بواجباتهم داخل الصفوف، فيما ترى جهات أخرى أن الوزارة غير ملزمة بمراقبة التدريسيين الخصوصيين، معللين ارتباط الأمر بالضمير والأخلاق ولن تحده عقوبات إدارية ما لم توقفه هاتين الخصلتين عند من يحمل رسالة التعليم ويكون مسؤولًا عن مستقبل شباب البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

في مناطق مختلفة من بغداد.. طلبة السادس الابتدائي يمتحنون بأسئلة مرحلة أخرى!

إضراب طلبة المدارس في العراق: المناهج معقّدة والمعلمون بلا تأهيل!