24-نوفمبر-2019

حاول محافظ واسط فض الاعتصامات بالقوة لكنه فشل بسبب امتناع قيادة الشرطة (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

بالرغم من تقديمها ستة قتلى وعشرات الجرحى في الجولة الأولى من احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، سجلت محافظة واسط خلال الجولة الثانية موقفًا مختلفًا عن المحافظات المنتفضة من حيث العنف وتدهور الأوضاع الأمنية، فيما نفذت إضرابًا عامًا منذ الأسبوع الأول في 27 تشرين الأول/أكتوبر، شملت جميع دوائر الدولة عدا الخدمية منها، تخللها تنسيق غير مسبوق مع ضباط ومراتب في الأجهزة الأمنية، فيما خاض المحافظ عن تيار الحكمة محمد جميل المياحي مواجهات عديدة مع المعتصمين تراجع بعدها جمهوره وتحول إلى خصم واضح، بحسب محتجين.

المحافظ وحيدًا

منذ تقلّده منصبه قبل أكثر من سنة، عمل المياحي على الظهور بشكل مختلف يجعله قريبًا من المجتمع ومتواصل مع الجميع، لكن موقفه خلال المظاهرات خلف فجوة كبيرة، حيث اتخذ مجموعة إجراءات لمواجهة المعتصمين، لكنها فشلت حتى جعلته الخاسر الوحيد، بحسب "ك م".

الورقة الأخيرة التي كان يهدد بها محافظ واسط هي استخدام القوة ضد المتظاهرين لكنها انقلبت ضده وجعلته في موقف لا يحسد عليه، بعد رفض قائد شرطة المحافظة قمع المحتجين

يعتقد "ك. م" والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "المحاولة الأولى للمياحي في رد فعله تجاه المحتجين، كانت عبر إرسال مجموعة من شيوخ العشائر إلى ساحة الاعتصام ودخولهم كمساندين غاضبين من الحكومة، مستدركًا "لكن سرعان ما تحدث إليه الشباب عن  ضرورة تحديد مطالب للمفاوضة بها دون فوضى، ما جعل الحصى والأحذية تتراشق عليهم من كل مكان، طردوا بصورة أعطت رسالة قاسية لكل من يحاول التهدئة على حساب الدماء".

اقرأ/ي أيضًا: متظاهرون يعاملون كـ"داعش".. ماذا تعرف عن "البو عزيزي" في واسط؟

أضاف "ك. م" وهو من أبرز الناشطين في المحافظة خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، "بعد يومين وصل المياحي صباحًا إلى ساحة الاعتصام والتي جعلها الواسطيون مقابل مبنى ديوان المحافظة، فوجد الخيم شبه خالية وتحدث إلى مجموعة من المعتصمين بضرورة رفع الخيام بالتراضي أو بالقوة، وأنه لن يسمح بهذه الفوضى، ما جعلهم يواجهونه بكلام شديد اللهجة وتجاوزوا عليه"، مبينًا أن "مدير حماية المبنى عاد واعتذر إلى المحتجين وأبلغهم بضرورة التعاون معه دون الرجوع إلى شخص همه منصبه، فيما تجمهر الكثير من المواطنين خلال ساعة بعد اتصالاتهم ببعضهم، ودخلوا إلى المبنى ما جعله يهرب من الباب الخلفي بصعوبة، دون إيقاع إي أضرار في المبنى بالإضافة إلى مجلس المحافظة".

تابع "ك. م" أن "الورقة الأخيرة التي كان يهدد بها المحافظ هي استخدام القوة، مستدركًا "لكن هي الأخرى انقلبت ضده وجعلته في موقف لا يحسد عليه، بعد رفض قائد شرطة المحافظة اللواء حسن هاشم الدلفي طلب المياحي بقمع المحتجين، وتلويحه بالاستقالة والحديث للرأي العام بكل التفاصيل بالرغم من تسنمه المنصب قبل أيام من ذلك".

لم يقتصر الأمر على الدلفي، بحسب مصدر مطلع، حيث تواصل عدد كبير من ضبّاط ومراتب القيادة مع الدلفي والمحتجين وأبلغوهم باستحالة الوقوف بالضد منهم وتكرار ما حدث في الجولة الأولى من قتل وقمع.

يعزو ضابط في قيادة الشرطة موقف قائد الشرطة والآخرين إلى كون واسط المحافظة الوحيدة التي أحيل فيها ضباط للقضاء بتهمة قتل المتظاهرين بعد أن قدم ذوو الضحايا في الجولة الأولى أدلّة وتسجيلات فيديوية أدانت عددًا من الضباط، وذلك قبل تشكيل الحكومة المركزية لجنة للتحقيق في دعاوي الانتهاكات، مشيرًا إلى أن "هذه المعطيات جعلت القوات الأمنية يتعظون من استخدام العنف ومواجهة المتظاهرين، ومعرفتهم بحتمية النهاية وأن الأزمة لم تعد تظاهرة صغيرة تقمع فيعود الجميع إلى منازلهم".

لم يتوقع محافظ واسط أن يفقد سيطرته على قيادة الشرطة بهذه السرعة ما جعله يسافر أكثر من مرة إلى بغداد لترتيب البديل الذي ينهي الاعتصام 

أضاف الضابط في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "المحافظ لم يتوقع أن يفقد سيطرته على قيادة الشرطة بهذه السرعة، ما جعله يسافر أكثر من مرة إلى بغداد لترتيب إعفاء الدلفي، مستدركًا "لكن ما أخره عدم وجود بديل، وبعد حِراك دؤوب قدم علي المياحي بديلًا عن الدلفي، ما تسبب بغضب شعبي كبير ودعوات للاعتصام أمام قيادة الشرطة"، لافتًا إلى أن "القائد الجديد تلقى اتصالات عديدة من أقربائه وهو من أهالي قضاء الحي الذي يسكنه المحافظ، نصحوه بعدم تسنم المنصب أو سلوك طريق سلفه للمحافظة وعدم الانزلاق إلى فتنة المستفيد الوحيد منها المياحي".

اقرأ/ي أيضًا: مواجهات رجل الحكيم الساخنة في واسط: "معارضة" على طريقة "الميليشيات"!

تابع "ك. م"، "عند تسنم القائد الجديد مهامه اجتمع بعدد كبير من المحتجين وشيوخ العشائر ودار حوار مفتوح، أوضح فيه أنه لم يأتِ بتوصية أو اتفاق مع المحافظ وهو لن يختلف عن سلفه الدلفي، وفي محاولة لإثبات حسن النية وجه بنزول الضباط والمراتب بالورود للتظاهر والاحتجاج في ساحة الاعتصام".

كتيبة الدراجات.. إضراب تام

تكاد تخلو محافظة واسط من "التكتك"، وكان لا بدّ من وجود بديل لها في الاحتجاجات والمساعدة في الإضراب العام، والذي بدأ بقطع الشوارع الرئيسة، والحديث إلى الموظفين بضرورة العودة إلى منازلهم.

تبدأ أول ملامح الإضراب العام عند السادسة صباحًا، من خلال تجمهر الشباب في ساحة الاعتصام والتوزع كمجاميع على التقاطعات والشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى مداخل مقتربات الدوائر ما عدا الخدمية منها، بحسب "ز. ج"، والذي يقول إنه "لم نجد خطوة تصعيدية حيث أحرقت جميع مقرات الأحزاب بالإضافة إلى بيت وزير الداخلية السابق والقيادي المقرّب من إيران قاسم الأعرجي، غير الإضراب العام، خاصة والشباب ثقفوا منذ اللحظة الأولى على أن الدوائر الدولة هي ملك الشعب وأن أي ضرر يعوض من المال العام، ولن تؤثر بشيء على الفاسدين، فكان الإجماع على تنفيذ الإضراب".

أضاف "ز.ج" وهو متظاهر منذ الجولة الأولى في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الشباب بعد توزعهم على التقاطعات الرئيسية، لا يسمحون بمرور أي سيارة سوى الحالات الطارئة، ويستمر انتشارهم حتى الساعة 9 صباحًا، فيما تستمر مجاميع عديدة من الدراجات النارية بالتوجه إلى أي دائرة يوجد فيها موظفون، خاصة التي فيها مدراء من المتحزبين ويضغطون على الموظفين للدوام حيث يعتصمون في بابها، ويستدل عليها من خلال اتصال الموظفين أو المواطنين"، لافتًا إلى أن "إضراب المدارس والكليات كان من خلال امتناع الطلاب وبعض الكوادر التدريسية من الدوام".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نتائج التحقيق بقتل المتظاهرين في واسط.. الأمن "كبش فداء" لتبرئة المحافظ!

"شيخ عشيرة" يشعل منافسة بين سائرون والحكمة في واسط.. مناصب دون "بكالوريوس"!