25-ديسمبر-2020

تشير تقديرات إلى خسارة العراق 100 مليون دولار يوميًا (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يستعد العراق لتوديع واختتام العام الأكثر غرابة، والذي كان حافلًا بالأزمات، ولا سيما الاقتصادية منها، والتي تسببت بتأخر صرف رواتب الموظفين في البلاد مرتين خلال العام الحالي، فضلًا عن خسائر مالية تكبدها العراق جراء جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط وتوقف مجمل النشاطات التجارية والاستثمارية.

أغلق العراق منافذه الحدودية واوقف السفر مع الدول كافة ولا سيما تلك التي سجلت إصابات مبكرة بفيروس كورونا

وبينما كانت البلاد تعيش أجواءً احتجاجية عارمة في مختلف انحاء البلاد خلال الأشهر الأولى من العام الحالي امتدادًا للأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي 2019، انضم العراق إلى الأزمة العالمية رسميًا عند تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في محافظة النجف في شهر آذار/مارس الماضي، ليتخذ بعدها إجراءات وقائية ويتجه للإغلاق، ما تسبب بغلق المحال التجارية وفرض حظر للتجوال لأشهر طويلة، الأمر الذي تسبب بخسائر اقتصادية وركود للسوق.

اقرأ/ي أيضًا: شجرة الميلاد تضيء وسط ظلام الأزمات في العراق.. قلق وترقب وآمال

وأغلق العراق منافذه الحدودية وأوقف السفر مع الدول كافة، ولا سيما تلك التي سجلت إصابات مبكرة بفيروس كورونا، ليشهد في أواخر شهر آذار/مارس، أول تحدٍ متمثل بمناسبة اجتماعية هامة، وهي زيارة الذكرى الخاصة بالإمام الكاظم، التي تمت بأعداد قليلة نسبيًا مقارنة بالأعوام السابقة، واقتصرت على العراقيين فقط دون غيرهم، ما جعل العراق يخسر نحو 20 مليون دولار جراء عدم استقبال السائحين، بحسب تقديرات مختصين.

واستمرت آثار فيروس كورونا بشكل متسارع، عندما انخفضت أسعار النفط إلى مستوى تاريخي، حيث تراجع سعر برميل نفط برنت إلى ما دون العشرين دولارًا في نيسان/أبريل، ليبلغ أدنى مستوياته منذ 18 عامًا، ليسجل 18.10 دولارًا للبرميل، فيما استمر بالتذبذب تحت الـ40 دولارًا حتى وصل إلى 50 دولارًا للبرميل خلال الشهر الجاري ومع قرب انتهاء العام، فيما تقدر خسائر العراق من تراجع أسعار النفط إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، حيث تقدر ايرادات النفط للعراق خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 11 مليار دولار، مقارنة بـ26 مليار دولار من نفس الفترة للعام الماضي.

ولم يكن انخفاض أسعار النفط التحدي الوحيد، حيث دفع تدني الأسعار عالميًا، منظمة أوبك ومن بينها العراق، إلى تخفيض الإنتاج والتصدير من النفط، ليفقد العراق أكثر من 2 مليون برميل يوميًا من إنتاجه، ما يعني فقدانه إيرادات أكثر من 60 مليون برميل شهريًا، بفعل التخفيض، لتكون خسائر العراق جراء تخفيض الإنتاج وتراجع الأسعار، ما يفوق الـ40 مليار دولار خلال العام الحالي، بحسب التقديرات.

وخلال شهر آب/أغسطس الماضي، شهد العراق أجواء استثنائية لشهر محرم، فيما مرت زيارة عاشوراء مقتصرة على العراقيين دون استقبال الزائرين والسائحين العرب والأجانب الذي يقدر عددهم سنويًا بنحو 90 ألف زائر، لتصل الخسائر الاقتصادية حينها بأكثر من 100 مليون دولار بفعل ما كانوا يدفعونه من رسوم دخول فضلًا عن استخدام الفنادق وغيرها من المرافق العامة.

ومجملًا قدر الخبير الاقتصادي مظهر محمد صالح في وقت سابق، خسارة العراق 100 مليون دولار يوميًا، بسبب تداعيات فيروس كورونا.

اقتراضان واجهاض موازنة 2020

وتسببت الأزمة الاقتصادية بالمجمل، إلى إدخال العراق في دوامة عدم إمكانية تسديد رواتب الموظفين، ظهرت بشكل واضح في شهر حزيران/يونيو، لتذهب الحكومة نحو الاقتراض بعد شد وجذب بين الحكومة والبرلمان، الذي وافق على تمرير قانون الاقتراض على "مضض"، والذي وفر رواتب لـ3 أشهر فقط في حينها، تنتهي في شهر آب/اغسطس.

تشير تقديرات إلى خسارة العراق 100 مليون دولار يوميًا بسبب تداعيات فيروس كورونا

وفي أيلول/ سبتمبر، عادت أزمة تأخير صرف الرواتب مجددًا، فيما أرسلت الحكومة في الاثناء موازنة 2020 إلى البرلمان، قبل ان تقوم بسحبها مجددًا بعد يوم واحد فقط من ارسالها في 21 أيلول، لغرض "اجراء بعض التغييرات" بحسبما كشفت تصريحات لبرلمانيين حينها، قبل ان يُجهض مشروع موازنة 2020 رسميًا، ويتم ارسال قانون اقتراض ثانٍ صوت عليه البرلمان في تشرين الثاني/نوفمبر ليتم حل أزمة الرواتب وتوفيرها إلى نهاية العام الجاري، والاستعداد لاتمام موازنة العام المقبل 2021.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العراق يتخذ 7 قرارات لمواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا

الدولار أمام مشهد غير واضح.. والحكومة قد تفقد السيطرة على "التسعيرة"