26-يوليو-2021

أشار البيت الأبيض إلى أهمية الحوار السعودي - الإيراني في بغداد (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

أعلن البيت الأبيض، الإثنين، نتائج الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية الذي اختتم بلقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

أكّد البيت الأبيض الاتفاق على تغيير مهمة القوات الأمريكية في العراق بنهاية هذا العام 

ونشر البيت الأبيض، 26 تموز/يوليو، بيانًا على لسان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية كشف عن الاتفاقات التي تمخضت عنها المفاوضات.

وقال البيان، إنّ زيارة الكاظمي ستختتم "أسبوعًا طويلاً" من المحادثات بين الجانبين شملت محادثات عسكرية بين مسؤولين عراقيين ومسؤولين من وزارة الدفاع الأمريكية، ومحادثات بين وزيري خارجية البلدين، و"الجلسات الجانبية التي تحدث فيها الخبراء عن مختلف جوانب التجارة والتجارة والتعليم والثقافة والطاقة"، كما كشف عن اجتماع مزمع لوزيرة الخزانة الأمريكية، ووزير المالية العراقي.

وأوضح، أنّ بيان الرئيسين سيحمل تفاصيل عن الدور العسكري الأميركي المقبل في العراق، وسيشهد الإعلان عن تحول مهمة القوات الأمريكية القتالية إلى "مهمة استشارية وتدريبية بحلول نهاية العام"، ضمن "مرحلة جديدة" من الحملة ضد تنظيم "داعش".

اقرأ/ي أيضًا: على الورق فقط.. موعد نهائي لانسحاب القوات الأمريكية من العراق

وأكّد البيان، أنّ "بايدن سيعلن موعدًا نهائيًا للمهمة القتالية في العراق"، مشيرًا إلى أنّ البيان النهائي سيختتم "المبادرات التي نوقشت بين الجانبين" طوال الأيام الماضية و"يشبه البيانات السابقة لاجتماعات الحوار الاستراتيجي".

ورفض المسؤول، وفق البيان، الإشارة إلى موعد للانسحاب، أو إلى تفاصيل متعلقة بعدد القوات التي سيتم سحبها، مضيفا "سيكون هناك عنصر أمني في البيان أيضًا".

وقال المسؤول، "ما سيوضحه البيان هو نفس ما أوضحه العراقيون ورئيس وزرائهم الكاظمي، وهو إنه فيما يستمر التطور، وفيما أنهت الولايات المتحدة رسميًا مهمتها القتالية وأوضحت أنه لاتيوجد قوات عسكرية أمريكية في مهمة قتالية في العراق، فإن العراق طلب، ونحن نتفق معه بشكل كبير، على أن هناك حاجة إلى تدريب مستمر، ودعم لوجستي، وتقديم النصح لبناء الإمكانيات، وهذا كله سيستمر".

وأضاف المسؤول، "هناك دلالات أبعد إذا نظرنا إلى ما حصل في لقاءات الحوار الاستراتيجي الماضية، والتقدم من النقطة التي كنا فيها إلى التي نقف عليها الآن، ومن الآن إلى نهاية العام".

وتابع بالقول، "لا أريد الحديث عن أرقام، ولا أعتقد أن أي من الاجتماعات الاستراتيجية السابقة وضع فيها تفاصيل مثل هذه"، موضحًا أنّ واشنطن شهدت "إكمال الحوار الاستراتيجي الرابع (الجولة الأخيرة)، بعد اثنين في العام الماضي، وواحد في نيسان/أبريل، وهو ما يشكل جزءًا من الزيارة، ولكنه جزء واحد فقط من جدول أعمال ضخم بين بلدينا".

وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أنّ القوات الأمريكية دربت 250 ألف من قوات الأمن العراقية والبيشمركة، مؤكدًا في الوقت ذاته وجود اتفاق على ضرورة "استمرار التدريب والدعم في مجال اللوجستيات والاستخبارات وبناء القدرات الاستشارية".

وأكّد المسؤول، أنّ "الهدف هو الهزيمة الدائمة لداعش" لافتًا بالقول "نحن ندرك أن عليك مواصلة الضغط على هذه الشبكات في سعيها لإعادة تشكيلها، ولكن دور القوات الأمريكية وقوات التحالف يمكن أن يتراجع كثيرًا إلى النصح، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والمساعدة في الخدمات اللوجستية، وهذا هو ما نحن عليه الآن".

وقال أيضًا، إنّ "من المهم أن هناك زعيمين مثل الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الكاظمي، وهما زعيمان يؤمنان حقًا بحل المشاكل والقيادة بالدبلوماسية، وفي العمل معًا،  ولهذا السبب هذه الزيارة مهمة جدًا".

مفاوضات إيران والسعودية في بغداد

وكشف المتحدث، أنّ الدبلوماسية العراقية أدرجت ضمن الملفات التي طرحت في المكتب البيضاوي لـ "إعادة دمج العراق في جواره"، مشيرًا إلى زيارات الرؤساء والزعماء التي شهدها العراق في الفترة الماضية.

وقال، إنّ "رئيس الوزراء الكاظمي ساعد في تسهيل المحادثات المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران في بغداد، لذا فهو قائد استثنائي جدًا ذو تفكير ديبلوماسي براغماتي، يركز على حل المشاكل، ويشبه إلى حد كبير، بطبيعة الحال، الرئيس بايدن وتوجهنا هنا".

وأضاف، "ورث الكاظمي وضعًا مروعًا عندما وصل إلى السلطة في وقت سابق من العام الماضي في أعقاب الاحتجاجات وقتل المتظاهرين على يد الميليشيات العراقية والتوترات الإقليمية المتزايدة بشكل هائل، وقد عمل كثيرًا للتعامل مع ذلك وإزالة التصعيد".

وتابع بالقول، "نسمع الآن - ما هو مثير للاهتمام - من كل بلد تقريبًا في الشرق الأوسط، أن أحد بنود جدول أعمالها الأولى هو أهمية العراق وأهمية دعم العراق والحكومة العراقية"، مؤكدًا أنّ "هذا تغيير كبير عما كان عليه حتى قبل أربع أو خمس سنوات".

وبيّن، "أعتقد أن هذا يعني أن رئيس الوزراء الكاظمي يحاول أن يكون حلالاً للمشاكل وليس شخصًا يحاول، كما تعلمون، استخدام المشاكل لمصالحه السياسية الخاصة، وهو أمر رأيناه في الماضي".

وأكّد المسؤول، أنّ "إيران والمملكة العربية السعودية تجريان محادثات في بغداد - وهذا ليس بالأمر الهين، بالإضافة إلى الانفتاح على الخليج وموضوع خط الكهرباء الأردني".

نتائج الاجتماعات..

وأعلن المسؤول، أنّ تلك الاجتماعات أثمرت تقديم الولايات المتحدة الأميركية 500 ألف جرعة لقاح فايزر إلى العراق من خلال منفذ كوفاكس، وتقديم 155 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لدعم النازحين داخليا في البلاد.

وتضمنت النتائج، وفق المسؤول، "توقيع مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها على ترتيبات جديدة للعمل مع قطاع الصحة العامة العراقي للمساعدة في تحسين قدرة الصحة العامة".

وقال، إنّ هذا "أمر مهم بشكل خاص لأن العراق عانى من حريقين مروعين في المستشفيات خلال الأشهر القليلة الماضية ونحن ونريد مساعدتهم بأفضل ما يمكن من خلال خبرتنا ومشورتنا التقنية للتعامل مع هذه المشكلة".

وكشف أيضًا، عن تخصيص حوالي 800،000 دولار لتسهيل منهجية تتبع مسببات الأمراض عالية المخاطر.

اقرأ/ي أيضًا: الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة: جولة أخيرة وجدولة واضحة وعودة إلى 2008

وأضاف المسؤول، أنّ واشنطن لديها "جدول أعمال مناخي ضخم" مع العراقيين شمل تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مساعدة تقنية في مجال الطاقة المتجددة للعراق.

"مشروع تاريخي"

وتابع بالقول، "كذلك، يشعل العراق الغاز المتأتي من استخراج النفط" وهذا الغاز "يسهم في حوالي 10 بالمئة من الانبعاثات من الغازات المشتعلة عالميا".

وتحدث المسؤول، عن مشروع "تاريخي" سيبدأ الخريف المقبل "كان قيد المناقشة لسنوات عديدة" ويشمل استخلاص الغاز من الحقول النفطية في العراق، مشيرًا إلى أن ّ"هذا مهم جدًا ليس فقط لاحتياجات العراق من الطاقة، ولكن أيضًا على الجانب المناخي، والتي من الواضح أنها محورية لأجندتنا هنا في إدارة بايدن".

وأوضح، أنّ الجانبين "بصدد وضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات مشروع ربط شبكة الكهرباء الأردنية بشبكة الكهرباء العراقية"، الذي تساعد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تمويله من الجانب الأردني، وتساعد شركة جنرال إلكتريك في تمويله عن الجانب العراقي.

وبيّن المسؤول أن هذا المشروع سيساعد على جلب الطاقة إلى حوالي مليون عراقي في جنوب العراق وكذلك الإيرادات إلى الأردن. 

الانتخابات المبكرة..

وتطرق المسؤول الأمريكي إلى ملف الانتخابات في العراق، مبينًا أنّ "الولايات المتحدة قادت جهدا في مجلس الأمن الدولي وحصلت على قرار بالإجماع للمساعدة في مراقبة الانتخابات العراقية، المراقبة التي دعا إليها عدد من كبار القادة العراقيين وكذلك المرجع الديني علي السيستاني".

كما أشار، إلى مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 5.2 مليون دولار لبعثة مراقبة الانتخابات تلك، بالإضافة إلى مساهمتها بنحو 9.7 مليون دولار للمساعدة الانتخابية التقنية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق من خلال بعثة الأمم المتحدة في البلاد.

وأكّد المسؤول، أنّ الولايات المتحدة منحت حوالي 1.2 مليون دولار من وزارة الخارجية لاستعادة الجامعات العراقية في محافظة نينوى، كما تعتزم مؤسسة تمويل التنمية استثمار حوالي مليار دولار فى العراق لتعزيز نشاط القطاع الخاص وخلق فرص عمل وتوفير الفرص للعراقيين.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تضمن 6 فقرات.. الخارجية الأمريكية تنشر جدول أعمال "الحوار الاستراتيجي"

أهداف متشابكة.. هل يُصلح "الحوار الاستراتيجي" ما أفسدته الصواريخ؟