23-يونيو-2019

ألقى شخص قنبلة صوتية على المسجد بعد صلاة الجمعة أسفرت عن إصابات (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

على غرار الأخبار الأمنية الأخرى وخاصة في العاصمة بغداد، تداولت وسائل الإعلام المحلية نبأ وقوع تفجير انتحاري داخل مسجد للمصلين الشيعة، شرقي العاصمة أشار إلى سقوط قتلى وجرحى بالعشرات، الجمعة 21 حزيران/يونيو، نقلًا عن مصدر في وزارة الداخلية، حيث يغيب دور المتحدث الرسمي باسم الوزارة غالبًا أو يكتفي ببيانات مقتضبة جدًا لا تفي بحجم الحادث أو لا تعكس حقيقة الحدث وحجم الضحايا والخسائر.

يحتكر مصدر يرتبط بوزارة الداخلية مهمة تزويد أغلب الوكالات المحلية بالأخبار الأمنية فيما يكتفي المتحدث باسم الوزارة ببيانات مقتضبة

وعلى الرغم من الحصيلة الكبيرة التي تحدث عنها المصدر والذي يحتكر تصدير الأخبار الأمنية لغالبية وسائل الإعلام المحلية، إلا أن أي صورة تعكس حجم الخسائر التي من المفترض أن يخلفها تفجير انتحاري بحزام ناسف، كما أفاد المصدر، لم تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل صمت تام من الجهات الأمنية والصحية الرسمية وتضارب الرويات حول حقيقة الحادث.

حسينية مقابل جامع!

تدور حقيقة ما حدث في المسجد بين روايتين بغض النظر عن رواية المصدر الأمني التي أكدت صور من مواقع الحادث مجانبتها للحقيقة، الأولى تعزوه إلى نزاع عشائري كان المسجد أحد ضحاياه هذه المرة، والأخرى تشير إلى صراع على المسجد ذاته بين طرفين، وهو ما جرى فعلًا وفق مصدر مطلع في الحشد الشعبي تحدث لـ "الترا عراق" وأفصح عن خلفيات الحادث وجذوره التي تصل إلى الموصل (405 كم شمال بغداد)، وترتبط بـ "سرايا السلام" الجناح المسلح للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.

اقرأ/ي أيضًا: تفجير غامض في حسينية شرقي بغداد

يقول المصدر، إن "الحسينية التي استهدفت، كانت قبل سنوات قليلة من الآن جامع تابع لمجموعة سنية، في منطقة البلديات"، مبينًا أن "قياديين بسرايا السلام استولوا عليه قبل عدة سنوات مستغلين هشاشة الوضع الأمني الذي زامن صعود تنظيم داعش وحولوه إلى حسينية أطلق عليها اسم (الإمام المنتظر)".

الحسينية المستهدفة كانت مسجدًا سنيًا قبل أن يستولي عليها قياديون في "سرايا السلام" وفق مصدر في الحشد الشعبي

يضيف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية موقعه والمعلومات التي أدلى بها، أن "اتفاقًا عقد فيما بعد بين الطرفين يقضي بإبقائه تحت سيطرة سرايا السلام، مقابل منح الجماعة السنية جامعًا في الموصل استولت عليه فصائل في الحشد الشعبي عقب تحرير المدينة من تنظيم داعش"، مشيرًا إلى أن "سرايا السلام لم تف بتعهدها على الرغم من مرور عام بعد فشلها بانتزاع الجامع في الموصل، ما أثار نقمة الجماعة السنية ودعاهم إلى المطالبة بالجامع الواقع قرب شارع المصرف بمنطقة البلديات والذي تحول إلى (حسينية الإمام المنتظر)".

الآثار المحدودة التي خلفها التفجير 
صورة من داخل المسجد بعد الحادث تشير إلى عدم وجود أضرار كبيرة 

كما أوضح المصدر الذي يشغل موقعًا متقدمًا في هيئة الحشد الشعبي، أن "مطالبات الجماعة السنية بإعادة الجامع لم تلق آذان صاغية"، لافتًا إلى أن "الصراع اشتد بعد بناء محلات تجارية في واجهة الحسينية، وقد سبق الإنفجار أكثر من مشادة كلامية مع صاحب الحسينية، القيادي في السرايا المكنى (حجي جواد)  والذي أصيب بجروح طفيفة بعد التفجير".

طبيعة التفجير

يكمل المصدر حديثه لـ"الترا عراق"، بالقول: إن "الجماعة السنية اقنعت بأن التهديد والتصعيد وحدهما قادران على إعادة الجامع بعد الإخلال بالإتفاق"، كاشًا أن "التفجير تم بواسطة عبوة صوتية ألقاها شخص مجهول ظهيرة الجمعة وانفجرت بعد دقائق قليلة، ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص بجروح طفيفة بينهم (حجي جواد)".

المصدر: أقدمت "الجماعة السنية" على مهاجمة مسجد البلديات بعبوة صوتية بعد تنصل قيادي "سرايا السلام" من تعهدهم

وختم المصدر بالإشارة، إلى أن "منطقة البلديات تضم مقرات لمعظم فصائل الحشد الشعبي، أبرزها عصائب أهل الحق وسرايا السلام وكتائب حزب الله، والتي تتخذ من الحسينيات مقارًا لها، مبينًا أن "الفصائل هناك استولت على الكثير من المنازل خلال سباقها للاستحواذ والانتشار خلال سنوات قتال داعش وما بعدها".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مفخخات الزرقاوي.. حكاية "السيارة القنبلة" من المهاجر إلى داعش

غابة السلاح في العراق.. العنف الذي لا تحتكره الدولة!