04-يناير-2025
السوداني

قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إنّ الحديث عن تغيير النظام في العراق مرفوض، كما أعرب عن رفض أي محاولات لـ "فرض" إصلاحات، باعتبار النظام العراقي "ديمقراطي تعددي". 

وتحدث السوداني في كلمة بمناسبة حفل تأبيني أقيم في العاصمة بغداد، بمناسبة ذكرى محمد باقر الحكيم، مؤكدًا أنّ حكومته "حرصت منذ بدء الأحداث في سوريا، على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة، وترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم".

وقال السوداني، "هناك من حاول ربطَ التغييرِ في سوريا، بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمرٌ لا مجال لمناقشته"، مشددًا أنّ العراق "يمتلك نظامًا ديمقراطيًا تعدديًا يضمُّ الجميع، ويضمن التداول السلميَّ للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستورِ والقانون".

وأضاف السوداني، "ليس من حقِّ أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاحَ في أي ملف، اقتصاديًا كان أم أمنيًا، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل"، مشيرًا في ذات الوقت إلى ضرورة "مراجعة ما أنجز وما تأخرنا فيه"، كما أكّد أنّ "الإنجازات هي أكبر وأكثر، لأننا أسسنا لنظام سياسي مستند إلى دستور يمثل كل العراقيين".

وقال السوداني، إنّ "حكومته "حرصت على وضع أولويات في البرنامج الحكومي، حققنا فيها تقدمًا مهماً كشفت عنه مؤشراتُ وخلاصة أداءِ الحكومة خلالَ سنتين"، مبينًا أنّ "نسبة الإنجاز في البرنامج الحكومي وصلت إلى أكثرَ من 60%، وأنجزنا إصلاحات هيكلية إدارية واقتصادية".

وأضاف رئيس الحكومة، "أكملنا العديد من الاستحقاقاتِ المهمة، مثلَ إجراء انتخاباتِ مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقةِ مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأممِ المتحدة، والاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثةٍ تقيد حركة العراق دوليًا".

وتابع السوداني، أنّ الحكومة "تواصل إصلاح المؤسسات الأمنية، عبر لجنة عليا تشكلت برئاستنا، وضعت خارطةَ طريق لتحقيق هذا الإصلاح الذي يتكامل والإصلاح الاقتصادي والإداري الذي نقومُ به، وحرصتْ على إعادة بناء علاقات العراق مع جميع الدول، وفق مبدأ (الدبلوماسية المنتجة)، والانطلاق بشراكات اقتصادية وتنموية تجعل من العراق نقطة التقاء للمصالح، وليس بؤرة صراع وتصادم".

وأكّد السوداني، أنّ الحكومة عملت "على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهودًا بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار"، لافتًا بالقول "أكدنا أكثر من مرةٍ على استعدادنا للمساعدة في رفع معاناة أهل غزّة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة".

وختم السوداني بالتأكيد على أهمية "تغليب المصالح العليا للعراق، وترسيخ الوحدة والتكاتف بين أبناء بلدنا لمواجهة التحديات، والمضيّ باستكمال مسيرة بناء الدولة"، فيما دعا العالم إلى "إعادة النظر في قوانينه التي باتت غيرَ قادرةٍ على منع العدوان والظلم"، وأن "يسارع لمساعدة المدنيين في غزّةَ ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية"