أكّد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الأحد، استمرار الحوارات مع الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، مؤكدًا في الوقت ذاته السعي لبناء علاقة متوازنة مع واشنطن وطهران.
وقال السوداني في حديث خلال "ملتقى الرافدين للحوار" تابعه "الترا عراق"، إنّ "إيران دولة جارة نرتبط معها بحدود، وبيننا الكثير من المشتركات، وقد قفت معنا قبل 2003 وأيدت العملية السياسية، ووقفت معنا في الحرب ضد داعش".
وأضاف، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا "شريك استراتيجي للعراق، ونرتبط معها باتفاقية إطار شاملة"، مبينًا أنّ هذا "التوازن هو المطلوب لاستقرار العراق، وينطلق من المصلحة الوطنية".
وتابع السوداني، أنّ "العراق هو الدولة الوحيدة الذي يتمتع بعلاقات ممتازة مع إيران وأمريكا، وهو أمر يمكن استثمارها للتقريب بين وجهات النظر المتباينة"، مؤكدًا أنّ حكومته حافظت "على التوازن حتى مع تأييد القضية الفلسطينية، وموقفها بما يتعلق بوجود التحالف الدولي".
وحول ملف التحالف الدولي، قال السوداني، إنّ "وجود قوات التحالف مبني على دعوة من الحكومة، وينتهي بالاتفاق على تريتب لهذا الوجود، وهذا ما يحصل عبر اللجنة الثنائية"، مشيرًا إلى أنّ مواقف الحكومة "واضحة" بما يتعلق بوجود التحالف الدولي.
وأضاف رئيس الحكومة، أنّ "تنظيم داعش لم يعد يمثل تهديد لأمن الدولة أبدًا، ولا يعدو الآن مجاميع مذعورة هاربة، وكل الظروف التي دعت إلى تشكيل التحالف الدولي انتهت"، لافتًا إلى أنّ إنهاء مهمة التحالف الدولي جزء من برنامج الحكومة الذي صوت عليه مجلس النواب.
وبشأن موعد إنهاء وجود التحالف الدولي، قال السوداني إنّ الأمر يتوقف على نتائج حوارات تجريها 3 لجان لـ "تقييم الخطر،
والظروف العملياتية، وتقييم قدرات الأجهزة الأمنية"، مبينًا أنّ هذه اللجان سترفع توصياتها إلى الحكومة قبل "اتخاذ قرار سياسي للاتفاق على جدول زمني لإنهاء التحالف الدولي".
في الوقت ذاته، أكّد السوداني، أنّ "إنهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني القطيعة مع الولايات المتحدة وخاصة في الملف الأمني"، مشيرًا إلى أنّ "العراق سيكون جزء من المنظومة الإقليمية والدولية ولكن وفق علاقات ثنائية، حيث أن كل دول العالم بحاجة إلى بناء شركات أمنية مع العراق".