17-نوفمبر-2019

توقف العنف والرصاص بعد أسابيع من القتل والتفجيرات ضد المتظاهرين (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

على غير العادة، خف الدخان في سماء بغداد وغابت أصوات الرصاص عن أجواء العاصمة، فضلًا عن أغلب مدن الاحتجاجات، بعد أسابيع من العنف المفرط الذي خلف ما يزيد عن 300 قتيل وآلاف الجرحى.

أوقف قوات السلطة العنف ضد المتظاهرين بعد أسابيع من "القمع" أدى إلى آلاف القتلى والجرحى

عاشت بغداد ليلة دامية وظلت الدماء والنيران شاهدة على فجر يوم السبت 16 تشرين الثاني/نوفمبر، حين انفجرت عبوة ثالثة وضعت أسفل مركبة على مقربة من نصب الحرية وسط ساحة التحرير، وأسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة نحو 16 آخرين، وفق مصادر طبية وأمنية تحدثت لـ "الترا عراق".

قال متظاهرون، إن التفجيرات المتواصلة التي شهدتها ساحة التحرير على مدى أيام، تندرج ضمن عمليات القمع والإرهاب التي تمارسها السلطات لتفريق الاحتجاجات، وحملوا القوات المنتشرة في ساحة التحرير، والتي تنشغل بمراقبة المتظاهرين لاختطافهم فيما بعد، على حد قولهم، مسؤولية الحادث.

على الرغم من التفجيرات، والرصاص الذي لم ينقطع في ساحة الخلاني، كانت حشود المتظاهرين تفد إلى موقع الاحتجاجات، حتى ساعات الصباح الأولى.

اقرأ/ي أيضًا: رعب "السيارة السوداء".. من يختطف الناشطين المتظاهرين ويغيبهم؟!

بالتزامن كانت قوات مكافحة الشغب قد انسحبت من ساحة الخلاني، بعد صدام مع المحتجين دار على مدى أيام، استخدمت فيه قنابل الغاز والرصاص الحي، وسقط إثر ذلك مئات الضحايا بين قتيل وجريح.

انسحبت قوات مكافحة الشغب من الخلاني وعاد المتظاهرون إلى جسري السنك والأحرار ولم يسجل إطلاق رصاص أو قنابل غاز

تقهقرت تلك القوات إلى حاجزها عند جسر السنك، وعاد المتظاهرون إلى نشاطاتهم في ساحة الخلاني، ومقدمة جسر السنك، وبدءوا اعتصامًا في البناية المخصصة لصف السيارات والتي تطل على الجسر، فيما وصل المتظاهرون مجددًا إلى جسر الأحرار مع فجر الأحد 17 تشرين الثاني/نوفمبر، دون تسجيل إطلاق رصاص أو قنابل غاز.

إنذار صارم من السيستاني!

التغيير المفاجئ في موقف السلطة وإيقاف النار ضد المتظاهرين، جاء بعد إنذار صارم من المرجع الأعلى علي السيستاني، إلى رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، بعد التفجير الأخير، وفق مصادر نقلت عنها موقع أنباء عراقي.

قال الموقع، إن "السيستاني حذر عبد المهدي من الاستمرار بإراقة دماء المتظاهرين"، مبينًا أن "المرجعية العليا في النجف، أبلغت عبد المهدي بأن أية قطرة دم تراق، سيقابلها تصعيد كبير ضد الحكومة".

قال موقع أنباء محلي إن السيستاني هدد عبد المهدي بتصعيد ضد حكومته مقابل كل قطرة دماء تريقها قواته

كان السيستاني قد أبدى مواقف أشد تجاه الحكومة في خطبة الجمعة الأخيرة، وقال في بيانه : "إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون، إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك".

الصدر يتحرك أخيرًا!

قريبًا من منزل السيستاني، صدر موقف جديد من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعد أيام من الصمت التام، وسط حديث كبير عن رفع الصدر يده عن الاحتجاجات.

اقرأ/ي أيضًا: المتظاهرون يقتحمون الخلاني.. والسلطات تقتل بـ "أسلحة فتاكة" لا تعلم بها!

دعا الصدر عبر الصفحة التي يشرف عليها مباشرة في فيسبوك، إلى إضراب عام يبدأ الأحد، عادًا إياه "فرصة أخيرة" لتحقيق مطالب المتظاهرين، فيما نادت مساجد في العاصمة بغداد عبر مكبرات الصوت، طالبة سكان العاصمة بالمشاركة الواسعة في الإضراب.

وأظهرت صور اطلع عليها "الترا عراق"، إقفال عدد من المدارس في أحياء من بغداد، بالتزامن من مسيرة كبرى موحدة يستعد لها طلبة كبريات الجامعات في العاصمة، تنطلق من أمام وزارة التعليم العالمي نحو ساحة التحرير، كما أعلنت اربع محافظات جنوبية تعطيل الدوام الرسمي يوم الأحد، تجنبًا للاحتكاكات بين المشاركين في الاعتصامات والقوات الأمنية.

دعا الصدر إلى إضراب عام يوم الأحد فيما يستعد طلبة كبريات الجامعات في بغداد لمسيرة احتجاجية موحدة 

لم تسجل العاصمة بغداد، يوم السبت، فضلًا عن مدن الاحتجاجات الأخرى، سقوط ضحايا، لأول مرة منذ انطلاق التظاهرات في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019، فيما تستعد لفعاليات طلابية جديدة ضمن حراك الإضراب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حقوق الإنسان تعلن حصيلة "الاعتقالات العشوائية" للمتظاهرين خلال يومين

معتصمو التحرير يردون على القنابل الصوتية: سنؤمّن ساحات التظاهر!