08-أبريل-2021

حوار مطول مع وزير الصحة (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

كشفت وزارة الصحة، عن إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة خلال شهر رمضان، داعيًا إلى إبعاد الملف الصحي عن الصراعات السياسية الموجودة والدعاية الانتخابية. 

قال وزير الصحة إن نسبة الإصابة اليوم ارتفعت من 2% إلى 18% من عدد الفحوصات

وقال وزير الصحة حسن التميمي في تصريح للوكالة الرسمية وتابعه "ألترا عراق"، إن "من يلاحظ الموقف الوبائي اليوم ويراجع بيانات وزارة الصحة منذ منتصف عام 2020، تتبين له خطورة الموجة الثانية وصعوبة الموقف"، مبيناً أن "الوزارة حذرت من أن هذه موجة شديدة التي من الممكن أن تصيب الأطفال والشباب وكبار السن وهي أخطر من الأولى".  

اقرأ/ي أيضًا: نقيب الأطباء في العراق يدعو لإلغاء الحظر.. والصحة النيابية تشاركه الدعوة

وأضاف أن "وزارة الصحة بدأت منذ شهر حزيران/يونيو بإعداد بنى تحتية متكاملة لمواجهة هذه الأزمة، وهناك نسبة إصابات كبيرة جدًا وصلت لأضعاف ما حصل عام 2020"، مشيرًا إلى أن "البنى التحتية في وزارة الصحة سيطرت على الموقف، مستدركًا "ولكن نسبة الإصابة اليوم ارتفعت من 2% إلى 18% من عدد الفحوصات، لكننا نلاحظ ان نسبة الوفيات ما زالت متدنية حيث كانت في منتصف عام 2020 بحدود 7%، واليوم وصلنا إلى 1.6%".  

وتابع أن "جميع سلالات كورونا الموجودة هي السلالات البريطانية نفسها، وهناك توفر للأدوية والمستلزمات الطبية والعدد الكافي من أسرة العناية المركزة، حيث وصلنا إلى 50 ألف فحص إضافة إلى إمكانية إطبائنا وملاكاتنا البطلة التي تتعامل مع هذه الجائحة".  

وحذر التميمي من "موجات كورونا جديدة قد تضرب العراق"، موضحًا "أننا اليوم نملك البنى التحتية ونملك الإمكانيات لكن ما نخشاه وما نحذر منه دائمًا في البيانات هو أن تكون نسبة الإصابات والحالات أكثر من استيعاب وزارة الصحة مع وجود تهاون كبير من قبل المواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات الصحية".  

وأكد أن "المواطن اليوم لا يراعي خطورة الموقف ولاحظنا ما حصلت من مشاكل كبيرة نتيجة عدم توفر الإمكانيات"، مشيرًا إلى أن "دول عالمية أعلنت انهيار أنظمتها الصحية بشكل كامل رغم أنها أنظمة متطورة، ونتيجة زيادة عدد الإصابات وخطورتها قد يكون هناك تطور بالسلالات الجديدة تؤدي إلى حصول مشاكل كبيرة بالنظام الصحي العراقي".  

ودعا التميمي إلى "إبعاد الملف الصحي عن الصراعات السياسية الموجودة والدعاية الانتخابية لأن كل المؤسسات الصحية يتوفر فيها اللقاح"، موضحًا أن "جميع وسائل الإعلام تدعو المواطنين إلى التوجه للقاح، لأن العراق هو البلد الوحيد الذي تتوفر فيه اللقاحات بالمراكز الصحية ولا يوجد إقبال عليه، في وقت تتوسط كل دول العالم للحصول على اللقاح".  

قال وزير الصحة إنه في الأسبوع القادم ستكون هناك ثلاثة لقاحات متاحة أمام المواطن وفي كل المؤسسات الصحية

وبيّن وزير الصحة "أننا تعرضنا إلى هجمة كبيرة في بداية ظهور اللقاحات بدول العالم وهناك من يقول إن دولًا فقيرة حصلت على اللقاح، والعراق لم يحصل، بينما كانت تعاقدات العراق على اللقاح رسمية حكوميًا وبعيدة عن وجود أي وسيط".  

اقرأ/ي أيضًا: قفزة مرعبة لمؤشرات الجائحة.. العراق يسجل أكثر من 8300 إصابة جديدة

وأكد الوزير أن "العراق تعاقد مع ثلاث شركات عالمية مقرة من قبل منظمة الصحة العالمية هي (فايزر، واسترازينيكا، وسينوفارم) ولدينا تعاقدات مع شركات أخرى"، موضحًا أن "العراق استكمل الإجراءات لتوفير 21 مليون ونصف المليون جرعة، والأسبوع القادم ستكون هناك ثلاثة لقاحات متاحة أمام المواطن وفي كل المؤسسات الصحية".  

وشدد التميمي على أن "اللقاح آمن واصبح ضرورة وهناك أكثر من 500 مليون مواطن على مستوى العالم تلقوا اللقاح".  

وكشف التميمي عن أن "العراق سيتبع إجراءات أسوة بدول العالم، تشمل عدم إمكانية السفر إذا لم تتوفر لدى المسافر البطاقة الخاصة باللقاح، ولا يمكن الذهاب إلى الديار المقدسة إذا لم يتم إجراء التلقيح، كما تعمل الوزارة مع جميع مؤسسات الدولة على أن يحمل الموظفون هوية اللقاح، وكذلك العاملون في المطاعم والمولات والأسواق والمدارس والهيئات التدريسية"، لافتًا إلى أنه "تم وضع خطة متكاملة من قبل فريق الاستشاريين في وزارة الصحة ونأمل من المواطن التوجه للحصول على اللقاح المتوفر والذي يشمل جميع الفئات المستهدفة".  

وأشار وزير الصحة إلى أن "اللقاحات للفئات المستهدفة تستخدم من عمر 18 عامًا فما فوق ولذلك اليوم النسبة الأكبر من الشعب العراقي أعمارهم حقيقة هي تحت الـ40 عامًا"، لافتًا إلى أن "تاريخ انتهاء بعض اللقاحات خلال 3 أشهر وأخرى خلال 6 أشهر وبعضها إلى سنتين".  

وأوضح وزير الصحة أن "الوزارة توفر اللقاحات، وكلما يزداد الإقبال على مراكز اللقاح، سيكون التعاقد أكثر"، لافتًا إلى "أننا لا نريد أن يكون هناك هدر بعدد اللقاحات، وإذا توجه اليوم المواطنون بشكل كبير إلى مراكز الصرف فمن الممكن أن تكون وجبات أخرى تدخل بشكل سريع إلى العراق".  

وأكد التميمي، أن "هذه اللقاحات مُقرَّة من قبل منظمة الصحة العالمية، ونلاحظ أن كل دواء تكون به أعراض جانبية، في وقت أن أكثر من 500 مليون شخص تلقوا اللقاح وتظهر نسبة قليلة جدًا من الأعراض الجانبية عليهم، وقد تكون لأسباب أخرى غير اللقاح"، لافتًا إلى أن "عملية التلقيح في العراق تسير بانسيابية عالية بعد أن لقحنا 126 ألف مواطن".  

وشدد الوزير على أن "اي لقاح سيقر من قبل منظمة الصحة العالمية ستتعاقد عليه وزارة الصحة وسيتم إقراره ولكنه يعتمد على معطيات الهيئة الوطنية التي هي الجهة المسؤولة عن اقرار هذه اللقاحات".  

وأشار وزير الصحة إلى أن "هذه الهيئة تتعامل مع اللقاحات التي تقر من قبل منظمة الصحة العالمية وتحصل على إحدى الشهادات العالمية (اف دي اي) أو (المهرة) أو (الايمة) وحسب تقديم الشركات التي تحاول أن تدخل للسوق العراقية"، مبينًا أن "الوزارة تتواصل مع روسيا للحصول على لقاح سبوتنك".  

ولفت الوزير إلى أن "كمية اللقاح المنتجة لا توازي الاحتياج العالمي، ولذلك هناك طلب عالمي وشركات تلاحظ البلدان التي لا تستخدم اللقاح، ولذلك فإن الحصول على اللقاحات يعتمد على أكبر تغطية من التلقيح التي تقوم به المؤسسات الصحية، وعزوف المواطنين سيؤدي إلى عزوف الشركات لتزويد العراق باللقاحات نتيجة لقلة استخدامها على اعتبار أن هناك طلبًا عالميًا".  

يقول وزير الصحة إن جميع الخيارات من إغلاق تام وغيرها واردة خلال رمضان، ولكن يتوقف ذلك على الموقف الوبائي

وتابع أن "الوزارة تعرضت إلى هجوم كبير نتيجة الامتحانات الحضورية وفتح كل مرافق الحياة "، موضحاً أن "العراق يعاني من مشاكل اقتصادية ويعاني من مشكلة أن هناك الكثير من الشباب يبحثون عن العمل والعوائل التي تبحث عن الرزق اليومي، حيث كانت توصية اللجان الاستشارية هي أن نسهل عملية حصول المواطن على الرزق وعلى العيش الكريم من خلال جهده ومن خلال عمل القطاع الخاص ولكننا وضعنا شروطًا".  

اقرأ/ي أيضًا: موقف وبائي مرتفع في العراق.. مؤشر الضحايا يقترب من 15 ألف شخص

وشدد على أن "هذه الجائحة من الممكن أن تطول وأن تزداد وأن تحدث هناك سلالات جديدة ولكن الحياة يجب أن تستمر".  

وبشأن التعليم الالكتروني، أكد التميمي على أنه "من الممكن أن تحدث لا شفافية إزاء التعليم الالكتروني ومشكلة بعملية تقييم الطلبة في الحصول على معدلات ومستويات الطلبة، ولا بد للطالب أن يرى بعض الدروس العملية وأن يشعر بالحياة الجامعية"، مشيرًا إلى أن "وزارة التعليم العالي ووزارة التربية طلبتا خلال إجراء الامتحانات أن تكون هناك إجراءات وقائية متخذة في قاعات الامتحانات".  

  إجراءات في شهر رمضان  

وبيّن وزير الصحة أن "اللجان الاستشارية تدرس إمكانية اتخاذ بعض الإجراءات خلال شهر رمضان"، لافتًا إلى أن "الوزارة لا تريد حظرًا أمنيًا بل حظرًا صحيًا، لأن هناك مناسبات ومجالس عزاء والمعترضون على بعض الإجراءات  أنفسهم نراهم في الأسواق وفي المقاهي والشوارع وهم لا يرتدون الكمامات".  

وأكد التميمي ان "جميع الخيارات من إغلاق تام وغيرها واردة خلال رمضان، ولكن يتوقف ذلك على الموقف الوبائي والضغط على المؤسسات الصحية وهما اللذان يحددان ذلك"، معربًا عن أمله بأن "يبتعد المواطن تمامًا عن التجمعات مع ارتداء الكمامة سواء في حياته الدراسية أم في الحياة العملية وحتى خلال زيارة المولات وأماكن الترفيه، لأن هذا  هو المعمول به في كل دول العالم".  

وتابع أن "دور وزارة الصحة وقائي علاجي وليس في أن تجبر المواطن على الجلوس في المنزل، إلا أنها تعطي المشورة والرأي حول الموقف الصحي في البلاد".  

التعليم في الفصل الثاني  

وكشف وزير الصحة عن "إعادة النظر بموضوع التعليم خلال الفصل الثاني وإمكانية تحديد أيام للدوام الحضوري"، لافتًا إلى أن "بعض الدول أعادت الدراسة ليوم أو يومين في الأسبوع وبقية الدروس التي هي ليست أساسية تكون حضورية، وفي العراق فإن المراحل الأخيرة لكليات الطب والصيدلة يكون فيها الدوام حضوريًا لوجود تدريب عملي".  

وبيّن أن "الدروس التي ممكن أن تكون محاضرات نظرية فتدرس الكترونيًا، ولكن الدروس العملية ممكن أن تكون حضورية وتتخذ الإجراءات في حينها".  

وأشار وزير الصحة إلى أن "الوزارة اعدت خطة متكاملة تنصف المصابين بالامراض المزمنة لا سيما في مجال التشخيص، فلدى الوزارة أكثر من 12 جهازًا (معجل خطي) خاصًا بعلاج مرضى السرطان سيتم قريبًا التعاقد عليها وإدخالها للخدمة خلال 8 أشهر، وهناك أكثر من 22 جهاز قسطرة ستدخل قريبًا للمؤسسات الصحية، و22 مركزًا تحت الإنجاز في ما يخص العناية المركزة لحديثي الولادة، وأكثر من 30 مركزًا خاصًا للديلزة ستنجز قريبًا وتوفر خدمات على مستوى الأقضية ومراكز المحافظات، إضافة إلى زيادة عدد الأجهزة مثل 4000 جهاز بالنسبة إلى مرضى العجز الكلوي، وهناك العشرات من أجهزة المفراس الحلزوني وأجهزة الرنين المغناطيسي، ولدينا 24 صالة عمليات متطورة في مستشفيات فاطمة الزهراء بالحبيبية ومستشفى بعقوبة العام ومستشفى الكرخ الجراحي ومستشفى الحسين في الناصرية، وكذلك مستشفى اليرموك ومستشفى الكاظمية التعليمي، ولدينا أكثر من 22 معمل أوكسجين ستدخل الخدمة قريبًا بعدما تمت المباشرة فيها، فضلًا عن مراكز وأجهزة متخصصة في مجال تشخيص أمراض السرطان في مستشفى العلوم العصبية وهناك أيضًا 8 صالات عمليات قيد التجهيز في مركز ابن البيطار ليعود إلى مكانته الحقيقية".  

ولفت وزير الصحة الى أن "الوزارة لديها 322 مشروعًا تحت الإنجاز ولدينا مشاريع أخرى منها 24 مستشفى العمل فيها مستمر"، متوقعًا "دخول من 9-11 مستشفى حديثًا إلى الخدمة نهاية العام الحالي".  

وتابع أنه "في عام 2022 سنلاحظ تغييرًا كاملًا بالواقع الصحي العراقي بعد إدخال المستشفيات الحديثة"، مشيرًا إلى أن "على المستشفيات الأهلية أن تنافس المستشفيات الحكومية ".  

وأوضح أن "المستشفيات الجديدة التي ستدخل الخدمة في النجف والناصرية والبصرة والعمارة والمعامل والحسينية ومركز أمراض الدم في مدينة الطب وستكون بتقنيات عالية وخدمات متطورة أكثر من مستوى المنطقة"، مؤكدًا أن "هناك تفاوضًا مع الشركات العالمية لمساعدتنا في إدارة هذه المستشفيات التي ستقدم الخدمات مجانًا والوزارة والحكومة ستتحملان توفير المبالغ المالية".  

وتابع "لدينا توجه كبير في إجراء كافة العمليات المتطورة داخل العراق من خلال استقدام فرق أجنبية لتدريب طلبة الأطباء العراقيين حتى تكون حافزًا بأعداد جيل من أطباء قادرين على إجراء عمليات معقدة ،التي تجرى سابقًا خارج العراق"، معتبرًا أن "ما تحقق في وزارة الصحة خلال الــ6 أشهر الماضية لم يتحقق منذ 10 سنوات".  

وبيّن وزير الصحة أن "الكثير من الأدوية المهربة دخلت، وهناك المئات من المذاخر والصيدليات غير الرسمية وغير المرخصة"، لافتًا إلى أن "هناك جهدًا كبيرًا من وزارة الصحة وجهاز الأمن الوطني والمخابرات والمنافذ الحكومية وهيئة الجمارك تجاه تلك المذاخر والصيدليات وندعو المواطن للتبليغ عن أي دواء مغشوش".  

يقول وزير الصحة إنه في عام 2022 سنلاحظ تغييرًا كاملًا بالواقع الصحي العراقي بعد إدخال المستشفيات الحديثة

وقال التميمي إنه "لا مانع من استحداث كليات للطب إذا كانت ضمن مواصفات عالمية بإشراف أو بتوأمة جامعات عالمية معروفة وبوجود أطباء متخصصين وتكون لديها الاعتمادية العالمية"، رافضًا "استحداث كليات كما فتحت كليات سابقًا".  

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خطة جديدة حول اللقاحات في العراق.. وفايزر يصل قريبًا

أزمة الجائحة.. الصحة العراقية تدرج جدول اللقاحات في الموقف الوبائي