15-يناير-2020

دعا مقتدى الصدر إلى مليونية للتنديد بوجود "الاحتلال الأمريكي" (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تترقب ساحات الاحتجاج العراقية في 24 كانون الثاني/ يناير، بحذر شديد، حيث ستشهد النشاطات الاحتجاجية المختلفة حدثًا غير مسبوق بعد أن دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى "مليونية منددة بالاحتلال الأمريكي"، ولكن هذه المرة ستكون الفصائل المقربة من إيران تحت جناح "المليونية الصدرية"، التي توجب عليهم الالتزام بـ"شكلها وسياستها المعروفة". 

أكد المقرب من الصدر صالح العراقي على الالتزام خلال التظاهرة المرتقبة بـ"رفع العلم العراقي فقط لا غير، فعندما يُرفَع العلم العراقي تُنَكَّس باقي الأعلام

وعند مراجعة النشاطات الاحتجاجية الصدرية، فهي دوما تركز على رفع العلم العراقي فقط، ويوجه الصدر بتشذيبها دائمًا من الشعارات الجانبية والتركيز على شعارات يقول "إنها وطنية"، والتي تتعلق بالغاية التي تخرج لأجلها التظاهرة.

اقرأ/ي أيضًامليونية الصدر تستقطب "الميليشيات".. قلق وتحذيرات وتوقيت مريب

في المقابل، فإن الاحتجاجات التي أخرجتها الفصائل والأجنحة المقربة من إيران، تتسم بارتفاع نسبة أعلام الحشد الشعبي وأعلام الفصائل مقابل أعداد الأعلام العراقية المرفوعة، والتي تكاد تكون معدومة، فضلًا عن رفع شعارات وصور تمجد بالأشخاص والرموز، وتحديدًا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، وصور المرجع الأعلى في النجف، علي السيستاني، الذي طالما يشدد على "التبرؤ" من أي حركة أو جهة تستخدم صوره واسمه في النشاطات المختلفة.

وفي 14 كانون الثاني/يناير، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى تظاهرة "مليونية" للتنديد بـ"الاحتلال الأمريكي"، قبل أن تعلن قادة فصائل مختلفة انضمامها وتأييدها لـ"مليونية الصدر"، والمتمثلة بالأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، والأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي وشبل الزيدي، إضافة إلى آخرين.

نصائح "لا تتماشى" مع سياسة الفصائل

ونشرت صفحة صالح محمد العراقي المقربة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ما اسمته بـ"النصائح"، حول المليونية المرتقبة، جاء في بنودها توجيهات قال ناشطون إنها لا تتماشى مع سياسية الفصائل في التظاهرات، والتي برزت خلال أنشطتهم الاحتجاجية.

وأكد العراقي على الالتزام خلال التظاهرة المرتقبة بـ"رفع العلم العراقي فقط لا غير، فعندما يُرفَع العلم العراقي تُنَكَّس باقي الأعلام، وتذوب فيه وتخشع له"، فضلًا عن "منع كل الهتافات على الإطلاق، والتي تسيء لغير المحتل، أو التي تتغنّى بحب الوطن، فمظاهراتنا "لا شرقية ولا غربية .. ثورة ثورة عراقية". 

أشارت نصائح العراقي، في طيّها إلى "تعظيم" ساحات الاحتجاج الشعبية التي قال إننا "بذلنا من أجلها الغالي والنفيس، ومَنْ يتظاهر في سوح الإصلاح اخوتنا، هدفنا هدفهم، ومطلبنا مطلبهم، والعكس صحيح.. فـ"المحتل سيد الفاسدين". 

دأبت الفصائل على رفع أعلامها وأعلام الحشد الشعبي أكثر من الأعلام العراقية أثناء احتجاجاتهم ومناسباتهم المختلفة

أضاف العراقي أنه "على كل متظاهر الالتزام بهويته العراقية فقط لا غير، ويُمنَع الكشف بأي صورة من الصور عن انتمائه الديني والعقائدي والعرقي والحزبي أو العسكري أو الجهادي، أو أي مُسمى من المُسميات الأخرى"، فضلًا عن "منع رفع اللافتات المتحزبة والفردية مطلقًا، ومنع رفع أي صورة". 

اقرأ/ي أيضًا: صفحة مقربة من الصدر تحدد 9 نقاط لمليونية "التنديد بالاحتلال": هذا موعدها

لفت إلى "عدم التوسع عن المكان المحدد للتظاهر والذي سيحدد لاحقًا، وعدم التعدي على الأموال الخاصة والعامة، ولا سيما دوائر الدولة والبعثات الدبلوماسية وغيرها مطلقًا". 

مؤشرات على "عدم الالتزام"

ويطرح مراقبون تساؤلات عما إذا كان جمهور "الفصائل"، سيلتزمون بما يخالف سياساتهم الاحتجاجية المعروفة، فبعد إعلان قادة الفصائل وجمهورهم تأييد "مليونية الصدر"، والانضمام لها، سيتعين عليهم الالتزام برفع العلم العراقي فقط لا غير، وقد دأبوا على رفع أعلام الحشد الشعبي والفصائل المختلفة، فضلًا عن رفع صور وشعارات مؤيدة للمرشد الإيراني علي خامنئي.

أثناء تظاهرات الحشد الشعبي أمام السفارة الأمريكية

ووصف العراقي ساحات الاحتجاج الشعبية بـ"سوح الإصلاح"، مثنيًا على المتظاهرين الذين وصفهم بـ"الإخوة"، بالتزامن مع توعد المسؤول عن محور الشمال في الحشد الشعبي علي الحسيني بـ"إزاحة المحتجين الجوكرية"، خلال المليونية المرتقبة، وذلك في مقطع فيديو اطلع عليه "ألترا عراق"، بثه الحسيني لمباركة "مليونية الصدر" والإعلان عن الانضمام إليها.

ويقول المتظاهر "م.ن" والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إنه "من الأفضل أن التظاهرات التي دعا إليها الصدر برفض الاحتلال نتشارك معه في الرؤية ونختلف معه في طريقة التنفيذ، مبينًا أن "تخصيص تظاهرة ضد الوجود الأمريكي من شأنه أن يضع الجهود تصب لمصلحة محور ضد آخر"، لافتًا إلى أن "ساحات الاحتجاج منذ انطلاقها وهي ترفع الشعارات ضد كل التدخلات الخارجية الإيرانية والأمريكية".

لفت "م.ن" إلى ضرورة أن "تكون التظاهرة المرتقبة التي دعا إليها الصدر بعيدة عن ساحات الاحتجاج الصامدة منذ أكثر من 100 يوم، خصوصًا بعد أن أيدها وانضم إليها مؤيدو الفصائل الذين لنا معهم ذكريات غير جيدة من انتهاكات واعتداءات خلال نشاطاتهم الاحتجاجية الأخيرة، حيث ترافق مع تظاهرة سابقة لهم تحت مسمى (طرد الجوكر)، حدوث حالات طعن بالآلات الحادة أدت إلى إصابات في صفوف المتظاهرين السلميين".

بالتزامن مع دعوة الصدر لـ"مليونية التنديد بالاحتلال" أعادت صفحة العتبة العباسية، نشر مقتطفات من خطبة سابقة للسيستاني، حذر فيها "بعض الأطراف"، من استغلال الاحتجاجات الشعبية

في الأثناء، أعادت صفحة العتبة العباسية في "تويتر"، نشر مقتطفات من خطبة سابقة للمرجعية العليا، حذرت فيها "بعض الأطراف"، من استغلال الاحتجاجات الشعبية.

وقالت العتبة في "تغريدة" على موقعها في تويتر، رصدها "ألترا عراق"، إن "ما قالته المرجعيّة الدينيّة العُليا، نحذّر من الذين يتربّصون بالبلد ويسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح"، وهي تأتي بالتزامن مع "المليونية" التي دعا إليها الصدر.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كواليس لقاء الصدر والعامري.. اغتيال سليماني "أنعش" حظوظ عبدالمهدي!

بمباركة السيستاني.. تسريبات عن اتفاق بين الصدر والبناء على مرشح لرئاسة الحكومة