20-مارس-2020

كورونا وحد العالم لفترة قد تطول أيامها (Getty)

رغم كل ما قيل في السابق، لم أشعر يومًا أن العالم قرية كونية كما هو اليوم، لم يحدث أن وحد العالم أمر ما في العقود الأخيرة كما فعل كورونا، كأن كل البلدان تتحدث اللغة نفسها، لها الأولويات ذاتها، همها واحد وعدوها موحد، وهنا تجدر الإشارة إلى أن لا شي يجمع كالمصيبة.

كورونا لم يستثن أيًا من الدول مهما بلغت درجات تطورها العلمي، فقد انقض على العالم وشل حركته في غياب لقاح أو علاج على عكس العديد من الأوبئة التي ضربت العالم في حقب مختلفة وسبقت الفيروس الجائح الذي يبدو مسالمًا إلى حد ما وليس مميتًا بالمعنى الحرفي مقارنة بغيره.

إن اختلاف كورونا عن باقي الأوبئة التي اجتاحت عديد البلدان العربية والأوروبية يكمن في تناغم الجميع في وحدة الهدف والرسائل، فمختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم، تعيش في سباق محموم مع الزمن للتوصل إلى لقاحات وعلاجات للفيروس المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة، على عكس الحقب الماضية عندما أجهز الطاعون (الموت الأسود) على حوالي ثلث سكان أوروبا، وتسببت الكوليرا التي تسللت إلى آسيا وأوروبا بوفاة آلاف الناس، فهناك كان الوضع يصعب للعقل أن يتخيله، إلا إذا كان مدرجًا ضمن نتاج خيال محض نظرًا لتأخر العلم وبساطة الأدوات.

الآن، وبعد أن أسهمت بوادر هذه الكارثة العالمية بكشف حقيقة ومواقف النظم السياسية في العالم من حياة البشر، وحقيقة الحرص على هذه الحياة ونوعية هذه الحياة، يمكننا القول إن كورونا وحد العالم لفترة قد تطول أيامها، أكثر من مدة اكتشاف أعراض الفيروس على ضحاياه.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

دروس الكورونا السبعة

ملفّ خاص.. فيروس كورونا الجديد