منذ عام 2003 عندما سقط نظام صدام حسين، قُسمت الأحزاب السياسية على أساس طائفي وقومي، اضطرت العراقيين إلى أن يختاروا مرشحيهم من ذات الطائفة والقومية التي ينتمي لها كل منهم، لأن الكتل السياسية كانت تدخل العراقيين بصراعات وأزمات سياسية للدفاع عن المذهب أو القومية قبيل كل دورة انتخابية.
الدعوات التي تكررت طيلة السنوات الماضية لتشكيل كتل عابرة للطائفية في البرلمان العراقي، قد تتحقق الآن ولو على مضض بالنسبة للكتل القديمة
لم يتخلص العراقيون من هذه الكتل حتى الآن وبقوا مضطرين إلى تأييد واتباع الذين ينتمون لمذهبهم أو قوميتهم رغم أن الأحزاب السياسية تدعو لضرورة تشكيل كتل سياسية تكون بعيدة عن التخندق الطائفي والقومي وتؤسس لحركة سياسية على أساس الكفاءة والمهنية.
اقرأ/ي أيضًا: الجدول الزمني لصعود وهبوط الانقلاب في تركيا
والآن، فإن الأزمة السياسية التي يعيشها العراق قد تشهد تغييرًا في خارطة التحالفات السياسية التي عُرفت بثلاث كتل كبيرة، شيعية متمثلة بالتحالف الوطنية وسُنية باتحاد القوى وكُردية بالتحالف الكردستاني، وكتل أخرى صغيرة ولدتها الكتل الأم التي بقيت ضمن إطار الطائفة والقومية.
وإذا ما حدث أي تغيير فأن التشكيلة الحكومية الحالية ستتغير كما ستكون هناك تحالفات جديدة داخل مجلس النواب العراقي، وهو ما قد يُطيح بالكتل السياسية الكبيرة المسيطرة على المشهد أو يتسبب بانشقاق أعضاء عنها.
اقرأ/ي أيضًا: الإثارة الانقلابية التركية
ومع وجود كتلة "إصلاحية" تشكلت مع ازدياد موجة الغضب الشعبي من الحكومة داخل مجلس النواب العراقي، تكونت من مجموعة كتل في البرلمان العراقي، ربما تكون هي الخطوة الأولى نحو تشكيل تحالفات سياسية جديدة تكون عابرة للطائفية مثلما يصفها الساسة في العراق، وهو ما قد يفتح الطريق للمرة الأولى منذ الاحتلال أمام خطط إعادة الحيوية للسياسة العراقية وقدرتها على تمثل طموحات الناس ومشاكلهم مرة أخرى.
وفي الثاني من آيار/مايو الماضي دعت النائبة الكردية بيريو انخيلاني في بيان صحفي قادة الكتل السياسية إلى إعادة خارطة التحالفات السياسية ووضع استراتيجية جديدة عاجلة لإنقاذ العراق وإعادة هيبة الدولة ومحاسبة المعتدين على ممتلكات الدولة ومؤسساتها ومطاردة الخارجين عن القانون.
والحال أن الدعوات التي تكررت طيلة السنوات الماضية لتشكيل كتل عابرة للطائفية قد تتحقق الآن ولو على مضض بالنسبة للكتل السياسية التي لا تجد منفعة لها في تشكيل كتل سياسية عابرة للطائفية لأنها قد تخسر عددًا كبيرًا من جماهيرها الذين جمعتهم على أسس طائفية وقومية ومذهبية، إلا أنه يبدو أن هذه الكتل قد وصلت إلى المرحلة التي لم تعد فيها قادرة على إدارة المشهد بأي شكل، وتلفظ أنفاسها الأخيرة.
اقرأ/ي أيضًا: