العراق في قمة شرم الشيخ.. السوداني يعلن دعم توني بلير في ملف غزة

أكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، دعم العراق الكامل لخطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما أعرب عن ترحيب العراق بدور توني بلير ضمن الخطة المقترحة، مع التشديد على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني مستقبلاً.

وتحدث السوداني في مقابلة مع "سي أن بي سي" ترجمها "الترا العراق"، قبيل المشاركة في أعمال القمة الدولية في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة قادة وزعماء العالم، والتي تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

أثار الإعلان عن مشاركة السوداني في قمة شرم الشيخ ردود أفعال رافضة في العراق أبرزها موقف مقتدى الصدر الذي اعتبرها مقدمة للتطبيع أو للقبول بحل الدولتين

وقال السوداني، إنّ "موقف العراق بعد أحداث 7 أكتوبر كان واضحًا، وهو وقف الحرب واعتبار الحوار أساسًا لحل النزاعات والصراعات"، مشددًا على أنّ "القضية الفلسطينية هي جذور المشاكل في الشرق الأوسط، وحان الوقت لإيجاد حلول عبر الحوار واحترام المؤسسات والاتفاقيات الدولية. وأكد أن المبادرة الأمريكية مهمة، ويأمل أن تكون هذه اتفاقية مستدامة وبداية حل جذري يكفل حقوق الشعب الفلسطيني".

وأكّد السوداني في رده على سؤال حول دعم الإفراج عن الرهائن، أنّ العراق "يدعم أي حل سلمي يؤدي إلى إنهاء الحرب التي أودت بحياة أبرياء ليس فقط بفعل الأعمال الحربية ولكن بسبب الجوع والعطش ونقص الاحتياجات الأساسية للحياة"، موضحًا أنّ "العراق عانى كثيرًا من الحروب، ونعاني من قتل واغتيال وخطف المدنيين والرهائن، ونحن حريصون على كل هذه القضايا الإنسانية".

وحول طبيعة العلاقة مع الرئيس ترمب، وصف السوداني العلاقة بين العراق والولايات المتحدة بأنها "شراكة استراتيجية، حيث ساهمت الولايات المتحدة في إسقاط النظام الديكتاتوري ودعمت العراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ودحره".

وأشار السوداني، إلى "وجود اتفاق إطار استراتيجي شامل بين البلدين، ويُعتبر هذا الإطار مرجعاً لأي إدارة أمريكية، مع تركيز إدارة ترمب على تعزيز هذه العلاقة وفتح آفاق للتعاون في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية وليس فقط الأمنية.

وبشأن دور توني بلير في ملف غزة، قال السوداني إنّ "بلير شخص مقبول للعراقيين وصديق، لأن بلير ساهم في قرار الحرب ضد النظام العراقي السابق ودعم سقوطه، وله زيارات متكررة إلى العراق ويجري اجتماعات معه. وأعرب عن تمنياته له بالتوفيق ودعمه في مهمته".

وأضاف السوداني، أنّ "الخطة تتطلب إدارة دولية أو شخصية تساعد المنطقة والفلسطينيين في إدارة عملية الانتقال في ظل الكارثة الإنسانية في غزة، وضمان عودة الخدمات بشكل عاجل، ودعم جهود الإدارة الفلسطينية في قطاع غزة"

في الوقت ذاته أكّد السوداني رفض التطبيع مستقبلاً، مبينًا أنّ "حكومته ضمن نظام نيابي وتخضع للقوانين التي يقرها البرلمان، وهناك قوانين تحكم العلاقة مع الكيان الإسرائيلي المجحف بحق الفلسطينيين الذين تحملوا الكثير من الجرائم عبر عقود"، كما أكّد أنّ "الفلسطينيين يستحقون واقعًا ومستقبلاً أفضل، وأن المجتمع الدولي يجب أن يدعم حقوقهم".

وصف السوداني توني بلير بـ "الصديق" وأعلن أنّ العراق يدعمه في مهمته ضمن ملف المرحلة المقبلة في غزة

المقابلة تناولت الأوضاع في سوريا، إذ قال السوداني، إنّ "سوريا تمثل قضية أمن قومي للعراق ولجميع دول المنطقة، لما تحتويه من تنوع مشابه للعراق، وأن أي تدخلات قد تؤدي إلى تقطيع أو تقسيم سوريا سيكون لذلك تأثير خطير على العراق والمنطقة بأسرها"

وأوضح رئيس الحكومة، أنّ "الوجود الإسرائيلي في سوريا غير قانوني وينتهك الاتفاقيات الدولية، ويسبب عدم استقرار في بلد يعاني من مرحلة صعبة مع وجود عناصر داعش التي استولت على أسلحة الجيش السوري السابق، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة".

وكانت مشاركة السوداني قد أثارت ردود أفعال رافضة في العراق أبرزها موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والذي اعتبرها مقدمة للتطبيع أو للقبول بحل الدولتين على خلاف قانون "تجريم التطبيع" الساري في العراق.

بالمقابل، أفاد مصدر حكومي بأنّ السوداني أبلغ الجانبين المصري والأميركي، بأن العراق سينسحب من قمة شرم الشيخ في حال شارك رئيس حكومة سلطة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو.

ونقلت الوكالة الرسمية عن المصدر قوله، "لا توجد دعوة رسمية موجهة من قبل الجانب المصري إلى نتنياهو من أجل حضور قمة شرم الشيخ"، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ "ترامب حاول إحضار رئيس حكومة الكيان الصهيوني وأجرى اتصالات دبلوماسية بهدف ضمان حضور نتنياهو قمة شرم الشيخ".

وقال المصدر، إنّ "رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني أبلغ الجانبين المصري والأميركي بأن العراق سينسحب من القمة في حال شارك نتنياهو وهو موقف عراقي حاسم"، مؤكدًا أنّ "مواقف المشاركين كانت مشابهة لموقف العراق ولهذا فإن محاولة ترامب بجلب نتنياهو الى قمة شرم الشيخ لم تنجح"، كما اعتبر أنّ "الرسالة العراقية أبعد من الموقف نفسه فهي تُظهر استقلال القرار العراقي وقدرته على التأثير".