23-سبتمبر-2020

وائل درويش

تتوغلُ في صدري زُرقةٌ نائمةٌ

فيمحو ماءَها الظليلَ نافورةُ الحلمِ.

وعلى جبلِ الفجرِ سأتبعُ قرعَ الناقوسِ

حتى تلمعَ روحُ الأمس كبيضةِ أفعى

كسرت جرارَ الولهِ المُترعةَ

في عتمةِ أصفادِ البعدِ.

يداي-الماءُ تبللُ انحناءاتِك،

ندىً يبللُ الرطبَ واليابسَ

وكالأشناتِ ينمو بيننا صبرُ الرحى؛

لندورَ مع الأيامِ دوارَ الحيرة.

تومضُ في عينيكِ اللهفةُ الحبيسةُ،

فتبسمين للضوءِ النائمِ في الزوايا.

يا ظليَّ في المرآةِ الموهوبةِ للمنافي!

إن جئتُ المرآةَ فقدتُكِ

وإن وليتُ عنها لم أجدكِ

تشجرُ بيننا المسافة صحراءً من الوجد.

عيني كعينِ الديك

لاهيةٌ بموت البحرِ والأسماءِ

تنسيني أنَّ المدينةَ فراقٌ واصبٌ

وأَنَّ البحرَ توغلَ في صدغي

لأعودَ وأغرقَ في البانِ الممشوقِ القد بساقيكِ

وأطوفَ، على شفتينِ، كباقي الوشمِ

تنتهكان الفجوةَ بينَ البئرِ ومائِهِ

فالبحرُ مولدُ أحلامٍ

والغارقُ يحلمُ لا أكثر.. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نقطةُ الصفرِ

خاتم يخلو من قوى السحرة

دلالات: