مع إعلان شركة فايزر الأميركية، وشريكتها الألمانية بيونتك، عن نتائج أولية تشير إلى أن لقاحهما لفيروس كورونا كان فعالًا بنسبة تزيد عن 90%، الأمر الذي أحدث ضجة عالمية، بدأت الاستعدادات العراقية لاستقبال اللقاح على قدم وساق، حيث أن العراق موعود بـ8 ملايين جرعة من أي لقاح يتم مصادقته من قبل منظمة الصحة العالمية.
استعدادات عراقية
وفور الإعلان عن اللقاح، وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، بدفع المستحقات المالية كدفعة أولى عن استيراد اللقاح، حيث قال المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء إن الأخير قرر "دفع المستحقات المالية لشراء اللقاح الخاص بفايروس كورونا من التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) الدفعه الأولى، وفقًا للاتفاقية الموقعة معهم، استنادًا لقرار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية رقم (103) لسنة 2020، ومن تخصيصات الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية".
ويوم أمس، وجهت وزارة الصحة مؤسساتها التابعة إليها كافة، بتوفير برادات خاصة مناسبة لحفظ لقاح فيروس كورونا بعد وصوله.
قالت الصحة إن حصة العراق مضمونة من لقاح كورونا وستكون لـ 20% من مواطنيه
مصدر طبي من محافظة الديوانية أكد أن "وزارة الصحة أصدرت توجيهًا عاجلًا لجميع دوائر الصحة وأقسام الصحة العامة في بغداد والمحافظات، بشأن توفير ثلاجات مناسبة لحفظ لقاح كورونا"، مبينًا أن "هذا التوجيه كان بخصوص لقاح كوفيد 19، حيث وجهت الوزارة بتوفير ثلاجات الفريزر التي تؤمن درجات حرارة أقل من الصفر المئوي لغرض خزن لقاح كوفيد 19 الذي ستوزعه الوزارة على دوائر الصحة في بغداد والمحافظات".
8 ملايين جرعة
ويوم الأربعاء الماضي، قال مدير دائرة الصحة العامة رياض الحلفي في تصريحات متلفزة إن "اللقاح المعلن عنه اخيرًا من قبل شركتي فايزر وبيونتك يحمل أخبارًا سارة".
اقرأ/ي أيضًا: العراق يسجل أكثر من 2400 إصابة جديدة بفيروس كورونا
وأضاف أن "فاعلية اللقاح كما أعلن تبلغ 90% في المرحلة الأخيرة وهذا يعني أنه أنجزت الصفة الأساسية، وهي الفاعلية وننتظر صفة المأمونية وربما يحصلون على ترخيص نهاية العام الجاري وحينها إن تم الإنتاج سريعاً فسيوزع حول العالم".
وبيّن أن "حصة العراق مضمونة من لقاح كورونا وستكون لـ 20% لمواطنيه"، مبينًا ان "العراق تعاقد على شراء 8 ملايين جرعة مع الاتحاد العالمي للقاحات وفئات الاختطار العالي ستكون اول من يحصل عليه وهي الكوادر الطبية وكبار السن والقوات الامنية".
ولفت إلى أن "هناك 10 لقاحات في مراحلها الأخيرة وأي لقاح تتم إجازته سيكون للعراق حصة مضمونة فيه"
كم تبلغ أعداد الفئات المذكورة؟
وعند مراجعة الإحصائيات الحكومية عن أعداد الفئات المذكورة، فإن أعدادها لاتتجاوز الـ4 مليون نسمة، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مصير الـ4 مليون جرعة المتبقية وأي الفئات ستحصل عليها.
وعند مراجعة آخر إحصائية رسمية للقوى العاملة في الدولة، بموازنة 2019، فإن عدد الموظفين في وزارة الصحة والبيئة يفوق الـ966 ألف موظف، أي ما يقارب المليون منتسب.
وبنفس الطريقة، فإن أعداد القوات الأمنية بمختلف أصنافها تصل إلى مليون ونصف، حيث يبلغ عديد جهاز مكافحة الإرهاب نحو 15 ألفًا، ومنتسبي وزارة الداخلية 584 ألفًا، والدفاع 288 ألفًا، فيما تصل أعداد منتسبي هيئة الحشد الشعبي 164 ألف عنصر وجهاز المخابرات 9 آلاف عنصر، ليصل عدد منتسبي القوات الأمنية بشكل عام إلى نحو مليون ونصف عنصر.
وبحسب آخر احصائية لوزارة التخطيط، فإن عدد المسنين في العراق في عام 2018، بلغ مليون و200 ألف مسن، أي ما يقارب ٣٪ من عدد السكان، فيما كان من المتوقع أن تصل في 2020 إلى ٣.٥٪ ما يعني المليون ونصف مسن.
وبجمع نسب الفئات المذكورة، يصبح عديد الفئات الموضوعة في قائمة "الأولوية" بالحصول على لقاح كورونا حال وصوله إلى العراق، 4 مليون شخص، مايعني أن هناك فائض بـ4 مليون جرعة لقاح، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مصير هذه الجرعات ولمن ستذهب.
لمن سيذهب الفائض؟
مدير عام الصحة العامة رياض الحلفي، قال في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "التحالف العالمي للقاحات والتحصين ( (GAVI، حدد لكل دولة كمية جرعات من اللقاح بـ20% من سكانها، ما يعني أن العراق تكون حصته 8 ملايين جرعة".
وأضاف الحلفي أن "وزارة الصحة، حددت الفئات الثلاثة المذكورة فضلًا عن أصحاب الأمراض المزمنة في العراق، كفئات لها الأولوية بالحصول على اللقاح، كونهم الأكثر عرضة للإصابة والخطورة الناجمة عنها".
قالت الصحة إنه في حال فاض عدد من الجرعات، سيتم اتباع آلية تلقيح الفئات العمرية الأقل من 50 عامًا بعد إكمال المسنين
وبين أنه "في حال فاض عدد من الجرعات وقد يصل إلى 3 أو 4 ملايين جرعة، سيتم اتباع آلية تلقيح الفئات العمرية الأقل من 50 عامًا بعد إكمال المسنين، حيث يتم التوجه إلى أصحاب الفئات العمرية 49 عامًا ومن ثم الـ48 عامًا وهكذا تدريجيًا".
اقرأ/ي أيضًا: حصيلة الإصابات بفيروس كورونا تتجاوز 514 ألفًا
وأشار الحلفي، إلى أن "الوزارة تطمح إلى الحصول على كميات لقاح تكفي لجميع العراقيين، ولكن هذه التعليمات والنسب محددة من التحالف العالمي للقاحات، بسبب عدم وجود قدرة لدى الشركات أجمع لتصنيع 7 مليار جرعة لكل سكان العالم"، مبينًا أنه "بعد الحصول على الدفعة الأولى ولا سيما شركة فايزر التي لم يحصل منتجها بعد على تصريح الأمان، وإنما فقط الحديث عن فعالية اللقاح، حينها سنذهب إلى المرحلة الثانية والتحرك للحصول على كمية إضافية من الجرعات لباقي المواطنين".
اقرأ/ي أيضًا:
"الفحص الخادع".. آلية "مقلقة" يعتمدها العراق لملاحقة الوباء الفتاك
"موجة" قادمة من 4 دول.. منظمة الصحة العالمية تحذّر العراقيين