04-أغسطس-2019

تعد الحادثة ضمن مسلسل "فضائح" وزارة الداخلية المتعلقة بسجونها واختراق ضباطها (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

في حين يعيش المحتجزون المشتبه بهم حتى في أبسط القضايا أو أولئك الذين لا يزالون على ذمة التحقيق في تهم قد تكون كيدية أو غير مؤكدة، ظروفًا مشددة في مراكز احتجاز الشرطة أو المعتقلات يغطي عليها سوء المعاملة والتعذيب، كما تشير التقارير الرسمية ومعلومات المصادر المسؤولة، تمكن مجموعة من كبار تجار المخدرات من الهرب من سجن في قلب بغداد "بكل بساطة"، في حادثة تلاعبت بأمن العاصمة.

تمكن 15 من كبار تجار المخدرات من الفرار من سجن داخل مركز شرطة القناة في جانب الرصافة في عملية تلاعبت بأمن العاصمة بغداد

15 تاجرًا أطيح ببعضهم بعمليات استغرق التخطيط لها وقتًا طويلًا واشترك بها الحشد الشعبي، كما تشير معلومات نقلتها وسائل إعلام عن مصادر أمنية، أفلتوا بلمح البصر من سجن مركز شرطة القناة في جانب الرصافة، خلال مواجهة مع ذويهم، كما تشير تصريحات جهات مسؤولة من بينها لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب.

اقرأ/ي أيضًا: "الشواية" وصعق "العضو الذكري".. فضيحة تعذيب جديدة في سجون السلطة تثيرها النجف!

لم يطل الأمر كثيرًا حتى سربت أوراق التحقيق لتسعة منهم إلى وسائل إعلام، فيما لا تزال المعلومات عن بقيتهم مجهولة، في وقت تنتهج وزارة الداخلية سياسة التعتيم على المعلومات وعدم الرد على وسائل الإعلام على الرغم من وجود ناطق باسمها هو ذاته الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء سعد معن، حيث تضطر أغلب وسائل الإعلام إلى الاعتماد على مصدر داخل الوزارة، يكون غالبًا قد تعاقد مع العشرات منها، لنيل المعلومات حول الأحداث الأمنية.

تشير الأوراق التحقيقية، إلى أن عملية الاعتقال ترتبط بقسم شرطة باب الشيخ ضمن شرطة الرصافة في العاصمة، وأن أحد تجار المخدرات ينتمي إلى الحشد الشعبي، فيما أكدت اطراف مسؤولة أن العملية جرت بتواطؤ مع جهات داخل قيادة الشرطة وخطط لها من الداخل السجن ومن الخارج، حيث تم توفير ملاذات آمنة لهم بعد هروبهم، في حين لم تصدر رواية رسمية عن تفاصيل عملية الهروب من مركز أمني يفترض أن يكون محصنًا، خاصةً وأنه يضم تجار مخدرات، على الرغم من وجود كاميرات مراقبة.

بدوره اتخذ وزير الداخلية قرارًا سريعًا، بإعفاء قائد شرطة بغداد و مدير شرطة الرصافة و مدير قسم باب الشيخ من مناصبهم، وحجزهم في مقر الوزارة على ذمة التحقيق في الحادثة، كما وجه بتشكيل لجنة تحقيقية من كبار ضباط الوزارة للكشف عن ملابساتها، مع حجز ضابط مركز شرطة القناة والوجبة المكلفة بالواجب واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وتشكيل عدة فرق عمل للبحث والتحري عن الهاربين وتكثيف الإجراءات الاستخبارية وتوحيد الجهود لإلقاء القبض على الهاربين.

أطاحت العملية بكبار قادة الشرطة في بغداد بأمر من ياسين الياسري فيما تم اعتقال عدد من الهاربين وفق وزارة الداخلية ولجنة الأمن والدفاع النيابية

عقب ذلك أعلنت وزارة الداخلية اعتقال ثلاثة من الهاربين، لكن رئيس لجنة الأمن والدفاع محمد رضا أكد أن الأجهزة الأمنية تمكنت من الإطاحة بخمسة من تجار المخدرات الذين فروا من مركز شرطة القناة في الساعة الخامسة والنصف من عصر السبت 3 آب/أغسطس، أثناء عملية المواجهة من قبل ذويهم، عادًا أن "عملية استعادة الهاربين لن تكون عسيرة في ظل امتلاك معلومات كاملة عنهم من قبل الأجهزة الأمنية"، فيما دعا إلى "اليقظة والحذر في أيام المواجهة بين الموقوفين وعوائلهم، لعد تكرار مثل هذه الافعال التي تؤشر ضعفًا على القوات الأمنية".

وتواجه وزارة الداخلية اتهامات تتعلق بسوء معاملة السجناء وارتكاب التعذيب، كما حدث مؤخرًا في النجف، مقابل اختراقها من عصابات المخدرات ومافيات السلاح وبعض الميليشيات عبر الرشاوى وتواطؤ ضباط تعقد الصفقات معهم وتوطد العلاقة بهم في الملاهي وبيوت الدعارة والنوادي وغيرها، وفق مصادر أمنية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الداخلية: المئات من الضباط والمنتسبين يعملون بوثائق دراسية مزوّرة

بعد "التهديد والكذب".. شرطة النجف "تعتذر" عن تعذيب معتقل حتى الموت!