دعا رئيس الحكومة السابقة، مصطفى الكاظمي، يوم الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، إلى العودة لمرجعية النجف وإجراء مراجعة نقدية لأبناء الطائفة الشيعية، وإلى الاتعاظ من درس الأسد.
نظام بشار الأسد درس كبير يجب أن نتعظ به
ووصف الكاظمي في مقال تابعه "ألترا عراق"، ما يجري حاليًا في منطقة الشرق الأوسط وعلى ساحة الصراع المحتدم بأنه "زلازل من شأنها إعادة تحديد ورسم معالم النفوذ وقواعد الاشتباك"، مبينًا أن "أنظمة وتنظيمات سقطت أو حُجّمت، ودولٌ أخرى انكشفت أمام لحظة حقيقة تنفيذ الشعارات المرفوعة منذ عقودٍ خلت".
ووجه الكاظمي سؤالًا "إلى إخوتي أبناء طائفتي الشيعية المنتشرين على طول جغرافية الشرق الأوسط. ما يومنا التالي؟ وما المطلوب منّا؟"، داعيًا إلى "إجراء مراجعةٍ نقدية ذاتيّة، قائمة على معرفة ما جرى وما حدث طوال السنوات الماضية، والنظر إلى النتائج التي تحقّقت والواقع المعيش الحالي".
ولفت إلى أن "ما يُقال عن (تغيير في سلوك البعض) ليس سوى خضوع لشبكة المصالح الاقتصاديّة التي تنامت وكبرت منذ دخولهم أكثر في دهاليز اللعبة السياسية – الاقتصاديّة، وإصرارهم على الجمع بين فكرة الدولة واللادولة، وهذا لا يُمكن".
وأوضح أن "هذه القوى عاجزة عن تحديد بوصلتها؛ بين الانتماء إلى الهويّة الوطنيّة والانتماء إلى العقيدة؛ وهذا يعني في كثيرٍ من الأحيان تغليب المصالح الخارجية على المصالح الوطنيّة الداخلية، ما يعيق أي نهوضٍ جديٍّ لعمل الدولة ومؤسساتها لصالح الصراعات والمواجهات هنا وهناك".
وأشار إلى أن "البعض يتخذ مظلّة الفتوى أو التوجيه الديني لأعماله، فالقوى العقائدية دائمًا ما تستند في أعمالها وحراكها إلى ذلك"، داعيًا إلى "العودة إلى رؤية المرجعيّة الشيعيّة الأولى في العالم؛ إلى النجف. إلى رؤية السيد علي السيستاني للوطن والدولة والعلاقة بالمواطن، ورفضه القطعي لجعل العراق ساحةً لتصفية الحسابات الدوليّة والإقليمية، وضبط السلاح بيد الدولة".
وأكد أن "الشعارات الرنانة التي كانت وقت الحقيقة كلامًا يملأ الأثير الإعلامي"، وعلى ضرورة "فهم الموقع الجغرافي وفهم خصوصيات الآخرين والعمل لتحقيق المصالح المشتركة والتكامل الثنائي والثلاثي والجماعي، لا بالقطيعة والانحياز والتعسكر لصالح فريق على حساب آخر"، موضحًا أن "ما نظام بشار الأسد إلا حقيقة شاخصة أمامنا، ودرس كبير يجب أن نتعظ به".