19-مايو-2017

معتصم الكبيسي/ العراق

ماذا لو استغنيتَ عن وجهِكَ
بِضْعَةَ دقائق؟!
تَخَيّلْ
كيف ستعترف عيناك
بذُنوبٍ اقترفتها مع النّساء
شاهد
اللَّذَّةَ الأولى
وهي تقرأ جسدَكَ
حرفًا.. حرفًا
وتُلقّنَكَ الأسماءَ الرَّطِبَةَ جيدًا
تَخَيّلْ
لهثةَ عمرِكَ تحت الشّمس
وأنتَ تصطادُ قبلةً خجولةً
من فوقِ حائطٍ مُنهك
أو تترك يديكَ
تتلمسان الخفايا التي دسّها اللهُ
في جسدِ امرأة.
دَعْ عينيكَ مطفأتين في المرآة 
واقتربْ لجسدِكَ
تلمسْهُ
وكأنّكَ دنوتَ من أولِ جرحٍ فيك
ماذا لو سمعت الماضي
يترنَّمُ بصوت طفولتك
عندما كنتَ تخبئ أحلامك
بثوبٍ واحد.
والآن
ليس لك أبواب تُطرق
ولا نوافذ تنتظر العائدين
منسيّةٌ روحكَ
على رفٍّ قديم
فاعصرْ الذكريات في كأسِكَ
وتذوّقْ مرارتها
حنظلًا
كالوجوه التي لا تُطيقُها
خادعةً
كالطّعنات المُلثَّمة
ارتوِ من هذا اللّيلِ البهيم
كل الأمطارِ النائمةِ في عين الله
واصحُ كسُنبُلةٍ
استمع
ماذا تقول المرآةُ لوجهِك؟
وهي تطالبك
ولو بابتسامةٍ كاذِبة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مقعدٌ لا يزال يحمل سُخونة ضجرك

لم تبق فراشة إلا وصادقتني