25-مارس-2019

طفل جديد يسقط في الموصل مع تحذيرات من كوارث قادمة (Getty)

فعليًا تولت لجنة خلية الأزمة الثلاثية إدارة نينوى بعد إطاحة البرلمان بتوصية من الحكومة بمحافظ نينوى نوفل العاكوب، الذي حُمل المسؤولية عن غرق العبارة ووفاة نحو 100 شخص وفقدان نحو 60 شخصًا حتى الآن في الموصل كبرى مدن محافظة نينوى.

لا يزال الشارع الموصلي غاضبًا على الرغم من إقالة المحافظ نوفل العاكوب وسط مطالب بمحاسبة فاسدين آخرين

لكن الشارع لا يزال غاضبًا ويجري الحديث عن شركاء للعاكوب في مجلس المحافظة، وإدارة الأقسام والمديريات العامة، كانوا سببًا في سوء الخدمات بعد تحرير نينوى من سيطرة تنظيم "داعش" في 2017.

الموصل تبتلع طفلًا!

وجاءت التحذيرات من موجات سيول وأمطار لتبقي الشارع ملتهبًا وحذرًا من وقوع كارثة جديدة، خاصة في المناطق الفقيرة بمحيط نهر دجلة الذي يقطع الموصل إلى نصفين.

اقرأ/ي أيضًا: إجراء جديد لتجنب انهيار سد الموصل.. وتحذير: لا تقتربوا من دجلة

قبل ساعات توفي طفل في الثامنة من عمره، بعدما سقط في مجرى لتصريف المياه، كانت قائممقامية قضاء الموصل أمرت بفتحها، لتصريف كميات الأمطار التي هطلت ليلًا في الموصل. وقال مصدر أمني لـ "الترا عراق"، إن "أحد عناصر الأمن حاول انقاذ الطفل لكنه فقد الحياة، حيث تقوم قوى الأمن الآن بدور الانقاذ مع تلاشي جهد الحكومة الخدمي، إثر الاحتجاجات وانشغال الجميع في محاولة العثور على ضحايا العبارة المفقودين حتى الآن".

كانت مديرية الدفاع المدني في نينوى، قد شددت على ضرورة إخلاء المناطق الواقعة بجوار النهر والتي تكون بمستوى منخفض، لكن السكان يرفضون الإخلاء بدعوى عدم توفر ملاذ بديل لهم.

يقول محمد عبيد، مواطن من الموصل، لـ "ألترا عراق"،: "وردتنا تحذيرات في حي التنك بضرورة الإخلاء ولكننا لا نجد مكانًا نذهب إليه ومللنا من حياة النزوح والتهجير والمشاكل التي تتعاقب على الموصل".

شهدت الموصل مصرع طفل سقط في مجرى لتصريف المياه بالتزامن مع تحذيرات من السيول القادمة 

أما قائم مقام الموصل زهير الأعرجي فيقول إن "اللجنة المكلفة بإدارة نينوى برئاسة مزاحم الخياط رئيس جامعة الموصل وقائد عمليات نينوى نجم الجبوري وقائد الشرطة حمد النامس، أصدرت توجيهاتها بأستنفار الكوارد الخدمية حتى عبور أزمة السيول والأمطار"، مبينًا أن "الفرق الحكومية موجودة فعليًا وتعمل بشكل مستمر على ذلك، ولم تتوقف منذ أزمة العبارة وقضية إقالة المحافظ".

واضاف الأعرجي لـ "الترا عراق"، إن "السلطات الخدمية فتحت مجاري الصرف الصحي بشكل كامل لتصريف المياه، ولدينا خطة محكمة، ولكننا فعليًا نعاني من مشاكل في بعض الدوائر الخدمية، وهذا ما ستقوم به لجنة الأزمة حيث سيتم إقالة وتغيير مدراء تلك الدوائر في الفترة القادمة".

الجسور.. كابوس الانهيار!

تضم نينوى 72 جسرًا ومجسرًا صغيرًا منتشرة في عموم المحافظة، لكن غالبيتها تقع في الموصل، وجراء الحرب تدمرت جميع تلك الجسور والمعابر، واضطرت البلدية حينها لفتح معابر ترابية، لكن الوزارات المعنية باشرت بإعادة ربط الجسور والمجسرات، حيث تم بناء جسر السكر، وكذلك الجسر القديم والجسر الرابع، وتم فتح جسر السويس وجسور فرعية أخرى.

وقال الناشط المدني علي العبيدي لـ "ألترا عراق"، إن "أركان جسر السويس وهو جسر وحيد يربط مناطق جنوب شرق الموصل، تعرضت لأضرار جسيمة وهي في طريقها للانهيار، لكن الجسر لا زال مفتوحًا أمام حركة السيارات، وفي حال ثبتت تحذيرات الأنواء الجوية من أمطار وسيول قادمة، فإن الجسر قد لا يصمد، وستقع كارثة جديدة، والمسؤولية ستقع حينها على المسؤولين والوجوه في الدوائر الخدمية ومجلس المحافظة".

بين العبيدي، أن كابوس الانهيار لا يهدد جسر السويس، بل الجسر الرابع أيضًا، والذي تم إعماره بشكل مستعجل وكذلك المعابر الأخرى التي تبدو غير محكمة الانشاء". لكن مديرية الطرق والجسور في نينوى، كانت أكدت عدم تعرض ممر السيارات في جسر السويس لأي ضرر، مؤكدة أن الضرر يقتصر على ممر المشاة.

كتاب مديرية طرق وجسور نينوى

يهدد الانهيار جسورًا حيوية في الموصل ما قد يؤدي إلى كارثة جديدة يتحمل مسؤوليتها مسؤولون في دوائر المحافظة وحكومتها

وعلى الرغم من أهمية القرار، لكن إقالة العاكوب غير كافية بالنسبة للموصليين في ظل وجود "رؤوس فساد" كثر في نينوى، كما يؤكد ناشطون، في حين يدافع مجلس المحافظة عن نفسه بوجه الدعوات المطالبة بحله.

حيث قال الناشط المدني محمد العلاف لـ "الترا عراق"، إن "الموصل تضم عشرات الشخصيات الفاسدة في الدوائر والأقسام ومجلس المحافظة، وليس العاكوب وحده المسؤول، حتى تنتهي القضية.. يجب أن ينتهون جميعًا، ويقالوا لأن بقاءهم يعني استمرار الأزمة".

لكن عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي يقول لـ "الترا عراق"، : "في المجلس كنا أول من رفض وجود المفسدين وباشرنا بإقالة المحافظ، لكن الكثير من الوجوه اليوم التي تتهمنا وأصبحت ضد المحافظ كانت تقف مع العاكوب وتدافع عنه وتفشل حملتنا ضد الفساد".

دمار وفساد

يؤكد مواطنون من جانبهم، أن أغلب مدن نينوى باتت مدمرة جراء الحرب، والأموال التي خصصت لإعمارها كانت "توزع" بين المحافظ ومجلس المحافظة ومدراء الدوائر والأقسام، فضلًا عما تستقطعه المنظمات المحلية والدولية لصالحها الشخصي.

وقال المواطن جرجيس نافع لـ "الترا عراق"،: "من يستطيع تأكيد أن المحافظ المقال لم يسرق المبالغ التي بحوزته والتي تخص الإعمار، وكيف يمكننا أن نعرف المبالغ التي صرفت على الإعمار، ونحن لم نشهد مبان مشيدة في نينوى أو مشاريع كبيرة، وكل ما تشهده المدينة من إعمار كان خلفه مواطنون".

يتهم موصليون مسؤولين حكوميين وآخرين في المنظمات الدولية بالإثراء من أموال إعمار نينوى التي لا تزال مدمرة

يرى نافع، أن "لا شفافية غير ممكنة في نينوى بعد الحرب حيال الأموال في نينوى، فجميع المسؤولين والمنظمات أثروا من أموال الإعمار وباتوا يستقلون السيارات الفارهة ويسكنون في منازل فخمة وفنادق في أربيل، بعد أن كانوا يسكنون منازل مؤجرة ويستقلون مركبات الأجرة، وسعى بعضهم نحو دهوك كونها الأرخص من بين مدن كردستان".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الموت بـ"ألف" دينار.. قصص من فاجعة العبّارة في ربيع الموصل!

التهريب والأتاوات في الموصل.. هل هو الانهيار مجددًا؟