20-مايو-2019

نساء عراقيات (عباس الزهاوي)

نحنُ النساءَ لم نُخلقْ من ضلعٍ أعوج

خُلقنا من طينٍ حرّ وعطرّ مستقيم

وحين تنفسنا نبتَ الوردُ.

وهذه الأنهارُ هي ذكرى أول دمعة

أرسلتْها عيونُنا إلى ظمأ التراب

بغيابنا لا تستقيمُ الأماكنُ

ولم نُرسل هزات كونية للربّ

فالسريرُ الذي نكون فيه ثانيَ اثنين

يمنح العرشَ هدوءًا وسكينة.

ذنبُنا أنّ الشرقَ لم يمنحْنا شمسًا واسعة مثلما الرجال

فأُصيبوا بفحولة قاهرة. تركتْ لنا

النوافذَ والأبوابَ الموصدةَ ليلًا باردًا

كلمةً منكسرة

وأمنيات تمد أعناقها، تتراقص ثم تندثر فوق الستائر.

 

فصلية

من أشار للقوانين اجتثاث أحلامكِ على مهل لترُجَم خصوبتكِ كلاب الماشية بحجارة الاغتصاب من أشار للإله بمهادنة التقاليد لتُدنِّس منابع جمالك بحوافرها الذكورية تلك

حزينةٌ أنتِ مأسورة بأصفاِد القهر

سراج شحَّ نوره فريسةٌ مهداٌة إلى يدٍ وثنية

تفتلُك حبلاً بين ضفتي قبائل آسنة تخط على خصركِ موضع أنيابه

وأنتِ تخطّين على وجه الربّ خوفكِ المرتبك لعلَّه يصحو على وقع الدموع.

 

ليلي كرسيٌّ شاغر

ماذا يمكن أن أقدم من جسدي طبقًا شهيًّا لهذا القدر

 ليكفّ الليلة عن عرض شريط البداية والنهاية معك كيف، وأنا الآن عالقةٌ في خطَّاف جحيمك

مثل فأرةٍ في شباكٍ صمغيّةٍ

عالقةٌ قربك في حجرة العقاب

بينما أنتِ بلا هوادة تفتلُ حبل الصمت تجرّني إلى قعر الندم

لسنا على خط واحد أيّها الرجل الممهور بالقرف أو الإنصاف

فأنا منْ صفّقت لك كثيرًا ومَن أصغتْ لك طويلًا!

أخطأت الظن حين كنت يقينًا واضحًا أنَّك لا تصلُح لأنثى تُشبهني، لا تملك أناُملَ تليقُ بقيثاري الملائكي، لذلك استبدلتُك منذُ سنين بكؤوس الخمر واتخذّتُ من الكرسيّ الشاغر محاورًا يشربُ الكلام ولا يثملُ..

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأغنية الأبدية

جرسٌ أخير

دلالات: