09-مارس-2020

تراجع حاد في أسعار النفط بعد فشل الاتفاق بين أوبك وروسيا لخفض الإنتاج (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

شهدت أسعار العقود الآجلة للنفط هبوطًا حادًا، بلغ أكثر من 20 في المئة، وهو أدنى مستوى لها منذ 2016، إثر اندلاع "حرب أسعار" في السوق العالمية، إلى جانب تأثيرات فيروس "كورونا".

شهدت أسعار العقود الآجلة للنفط هبوطًا حادًا بلغ أكثر من 20 في المئة إثر إعلان السعودية عزمها زيادة الإنتاج

وذكرت وكالتا بلومبيرغ ورويترز، يوم الأحد 8 آذار/مارس، أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتزم زيادة إنتاج النفط إلى أكثر بكثير من عشرة ملايين برميل يوميًا في أبريل/نيسان القادم، بعد انهيار اتفاق خفض المعروض بين أوبك وروسيا.

وخفضت السعودية أيضًا، السعر الرسمي لبيع نفطها الخام، بعد أن ألغت أوبك ردًا القيود المفروضة على إنتاجها من النفط، ردًا على رفض روسيا اقتراح أوبك إجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج من أجل استقرار الأسعار التي تضررت من التبعات الاقتصادية لفيروس "كورونا".

اقرأ/ي أيضًا: استمرار انخفاض النفط يثير "الهلع".. وخبير اقتصادي يكشف "مصير" رواتب الموظفين

وهبطت الأسعار الآجلة لخام برنت القياسي 9.57 دولار أو 21.1 في المئة إلى 35.70 دولار للبرميل بحلول الساعة الواحد و16 دقيقة من فجر الإثنين 9 آذار/مارس بتوقيت بغداد، في حين تراجع سعر الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 8.62 دولار أو 20.9 في المئة إلى 32.66 دولار.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 31 في المئة في غضون ثوانٍ لدى افتتاح التداول في آسيا، الإثنين، بعدما عانت أسعار النفط بالفعل من أكبر خسائرها منذ الأزمة المالية العالمية في نهاية الأسبوع الماضي، وفق ما أوردت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية.

ويتوقع خبراء، أن تختبر أسعار النفط ثلاثين إلى عشرين دولارًا، لتزامن انهيار الاتفاق مع تداعيات فيروس "كورونا" على الطلب العالمي.

وقالت مصادر مطلعة لـ"بلومبيرغ"، أن من المرجح زيادة إنتاج السعودية من النفط إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميًا، ابتداءً من أبريل/نيسان المقبل.

كما نقلت عن مصدر، فضل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن السعودية سبق أن أخبرت بعض المشاركين في السوق أنها قد ترفع سقف إنتاجها من النفط ليصل إلى مستوى قياسي هو 12 مليون برميل يوميًّا إذا اقتضت الحاجة ذلك.

فيما قالت، وكالة "رويترز" نقلًا عن مصادرها، إن إنتاج السعودية في نيسان/أبريل المقبل سيزيد كثيرًا على عشرة ملايين برميل يوميًا، وقد يكون أقرب إلى 11 مليون برميل يوميًا.

وذكرت تلك المصادر، أن "رسالة وزير الطاقة السعودي هي أن تعظم أرامكو إنتاجها، وتبيع مزيدًا من الخام لحماية حصتها السوقية".

وتبلغ طاقة إنتاج النفط السعودية 12 مليون برميل يوميًا، مما يعطيها القدرة على زيادة الإنتاج سريعًا.

وقال مصدر لـ "رويترز"، إن "المملكة ليست في حرب مع أي أحد، لكنها تسعى وراء مصالحها الخاصة. فور انقضاء الاتفاق، الجميع سيرفعون الإنتاج".

قال خبراء إن ما قامت به السعودية يعد بمثابة إعلان حرب في أسواق النفط العالمية

لكن وكالة "بلومبيرغ" نقلت عن إيمان ناصري، العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط في شركة "إف جي إي" (FGE) الاستشارية للنفط؛ قولها "إن المملكة العربية السعودية الآن تخوض حرب أسعار كاملة".

كما نقلت تعليقًا لمدير السلع في صندوق التحوط -فضل عدم الكشف عن اسمه- قال فيه إن ما قامت به المملكة يعد بمثابة "إعلان حرب في أسواق النفط العالمية".

وجدد التطور بواعث القلق من انهيار الأسعار على غرار ما حدث بين 2014 و2016، عندما تنافست السعودية وروسيا على الحصص السوقية مع منتجي النفط الصخري الأمريكيين، الذين لم يشاركوا قط في اتفاقات للحد من الإنتاج.

حينها حاول المنتجون الكبار تضييق الخناق على إنتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة عن طريق خفض الأسعار وتوفير المزيد من الإمدادات إلى آسيا.

وقالت وكالة "بلومبيرغ"، إن السعودية خفضت أسعار النفط الخام، السبت، للأسواق الخارجية إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عشرين سنة على الأقل، مما يوفر خصومات غير مسبوقة للمشترين في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة لإغراء مصافي التكرير بشراء الخام السعودي على حساب الموردين الآخرين.

اقرأ/ي أيضًا: أزمة جديدة تضرب اقتصاد العراق.. خسائر بملايين الدولارات ومدن "مهجورة"

 

وانخفض سعر خام القياس العالمي برنت أكثر من 9% يوم الجمعة، إلى 45.27 دولارا للبرميل، وهي أكبر خسارة في يوم واحد خلال 11 عاما.

فيما تشير "رويترز"، إلى أن "السعودية خفضت في ساعة متأخرة من مساء السبت 7 آذار/مارس، سعر البيع الرسمي لشحنات نيسان/أبريل من جميع خاماتها إلى شتى الوجهات".

ودارت التخفيضات لآسيا، التي تعد سوق نمو رئيسية، بين أربعة وستة دولارات للبرميل، وهو على الأرجح أكبر انخفاض في الأسعار على الإطلاق، وثلاثة أمثال التوقعات التي كانت لخفض بمقدار دولارين للبرميل للخام العربي الخفيف، وفق ما تقول "رويترز".

ويقول تيلاك دوشي، من معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية لـ "رويترز"، "يبدو الأمر بمنزلة صدمة سعودية شاملة واستراتيجية ترهيب بهدف زيادة الكميات السعودية والتنافس مع النفط الروسي في فنائهما الخلفي بأوروبا وآسيا".

وأضاف دوشي، الذي عمل سابقا لدى أرامكو السعودية، "قد يكون هذا أسوأ من النصف الثاني من 2014، وقد تختبر الأسعار ثلاثين دولار"ا أو حتى عشرين دولار"ا في ضوء صدمة الطلب المتزامنة مع تأثير فيروس كورونا على النشاط الاقتصادي".

بدوره، قال متعامل لدى شركة تكرير بشمال آسيا إن تخفيضات الأسعار "المجنونة" يمكن أن تقود برنت إلى مستوى أربعين دولارًا للبرميل قريبًا.

سيكون العراق أحد أكبر المتضررين من انهيار الأسعار حيث تعتمد موازنة البلاد بشكل شبه تام على الإيرادات النفطية

وأعادت أوضاع السوق، إلى الأذهان ما جرى في 2014 – 2015، حين تراجعت أسعار النفط بشكل فوري، وجرى حينئذ تخزين ملايين البراميل من النفط على متن السفن والناقلات في أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وسيكون العراق أحد أكبر المتضررين من انهيار الأسعار، حيث تعتمد موازنة البلاد بشكل شبه تام على الإيرادات النفطية، كما أن "سومو" لم تنج حتى الآن برفع سقف الإنتاج النفطي إلى مستويات جيدة، وفق خبراء، على الرغم من مشاريع التطوير المستمرة.

وحذر مسؤولون ومختصون، في وقت سابق، من أزمة مالية خانقة في البلاد، بعد أن توقعوا عجزًا هائلًا في الموازنة العامة لعام 2020، قد تطال رواتب الموظفين، نتيجة انهيار أسعار النفط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بين إعمار العراق و"إنقاذ" إيران.. 4 تصورات حول اتفاقية عبدالمهدي مع الصين

أسباب "كارثة" موازنة 2020.. هل ستؤثر على رواتب موظفي الدولة؟