13-مارس-2019

أثناء غناء القصيدة في مهرجان نجفي (فيسبوك)

غمزُ للأحزاب الدينية ونقد لاذع للفقر وضياع الحقوق؛ ودعوة "ضمنية" لأبعاد رجال الدين عن السياسة؛ هذا جزء من مضامين أنشودة "أين حقي" التي كتبت ولحنت وانشدت في محافظة النجف. المدينة ذات الخصوصية الدينية الأكبر، في سابقة هي الأولى من نوعها في العراق، إذ تحوّل اسم الأغنية إلى شعار احتجاجي اعتمد خلال الأيام الماضية في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن توظيفه في الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي شهدتها محافظات وسط وجنوب العراق خلال الفترة الماضية.

وظفت قصيدة "أين حقي" في الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات التي شهدتها المحافظات في وسط وجنوب العراق خلال الفترة الماضية

اقتربت الأنشودة من تحقيق نصف مليون مشاهدة في صفحة المنشد تقي الحسيناوي، ومنذ تقدميها من على خشبة مسرح قصر الثقافة في محافظة النجف في مطلع آذار/ مارس، لا تزال الأنشودة تتصدر صفحات رواد فيسبوك، وسط إشادة برمزيتها وبطريقة وشكل الأداء وكلماتها، لكن ذلك لم يمنع الأنشودة أن تصبح مثار جدل وخلاف لرجال دين ومتابعين.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يواجه "الراب الحسيني" بالسخط والسخرية والتحريض على القتل؟

ويدافع الحسيناوي في حديثه لـ"الترا عراق"، عن نفسه بالقول، إنه ينتمي إلى "المرجعية الدينية صاحبة فتوى إنقاذ العراق وأنه ابن محمد الصدر"، على حد تعبيره، في رد منه على منتقدي قصيدته الذين رأوا فيها إساءة إلى الدين ورجاله، ويكمل أن "الأنشودة أثارت "حساسية" بعض رجال الدين باعتبارها قدمت نقدًا لاذعًا للذين يستخدمون الدين غطاء للسرقة ونهب المال العام. مبينًا "جاءني اتصال من شخص معروف يقول أحذف مفردة العلامة لكون الشاعر خرج من الأجواء النجفية "في إشارة إلى الشاعر الراحل محمد بحر العلوم الذي كتب القصيدة في ستينيات القرن الماضي".

أضاف المنشد، "تابعت تعليقات في مجموعة صفحات انتقدت القصيدة وعارضتها بشدة، ووجدت بعد ذلك أن تلك الصفحات تابعة جميعها لمكتب رجل دين بارز، كذلك أن إدارة المهرجان وجمهور المهرجان وجميعهم جمهور نجفي واعي ومثقف تعرضوا لضغوطات بأشكال متعددة كان أشدها في مواقع التواصل الاجتماعي".

وعن سبب اختياره للقصيدة يوضح الحسيناوي، أنه طالع نصوص كثيرة من حقب زمنية مختلفة، واختار 10 نصوص ليقع نظره على قصيدة "أين حقي" للشاعر محمد بحر العلوم، معللًا ذلك: "لما فيها من حس ثوري ونداء شعبي جماهيري ونقدًا للأحزاب".

اقرأ/ي أيضًا: حوار| محمد غازي الأخرس: الهوية العراقية إشكالية عابرة للزمن

فيما يرى أن "انتشار الأغنية وتأثيرها كان بسبب فصاحتها ومضمونها الاحتجاجي، وهي تخاطب الجميع وتحث كل المحرومين من أبناء الشعب للمطالبة بحقهم"، مبينًا أن "كلمات القصيدة لا تستهدف أحدًا بعينه، إنما تقدم نقدًا لكل من يمنع حق المواطن، وهي تستصرخ وتحث كل من غبن حقه بأن يطالب بنيل حقوقه كاملة، وتنتقد كل من يسرق حقنا سواء من رجال دين أو أحزاب السلطة بأشكالها وألوانها وايديولوجياتها، مضيفًا أن "رجل الدين الحقيقي يقف مع المطالبين بحقوقهم، ليس من حق أي أحد أن يمنعنا من المطالبة بحقنا".

انتشار أغنية "أين حقي"  كان بسبب فصاحتها ومضمونها الاحتجاجي وهي تخاطب الجميع وتحث كل المحرومين على المطالبة بحقهم

 وسبق أن أطلق الحسيناوي أغنية "آنه مراهن على الموصل يزفوها"، التي غناها قبيل تحرير المدينة، محققة بذلك ملايين المشاهدات في منصات التواصل المختلفة. ويفكر الحسيناوي بإطلاق أناشيد على طراز "أين حقي"، مشيرًا إلى أن بعض أناشيده المقبلة سيختارها من دواوين الشاعر أحمد مطر.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مقاضاة عشائرية وملاحقة مليشياوية للنقد "الفيسبوكي" في العراق

حظر "المساس بالرموز".. مقدمة لقمع الرأي العام العراقي