25-أبريل-2019

استخدمت الطائرات في النزاع العشائري في البصرة لرصد الأهداف (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

شهدت محافظة البصرة في وقت متأخر من ليل الأربعاء 24 نيسان/أبريل، معركة ضروسًا، دارت رحاها بين عشيرتين في منطقة الكرمة شمالي المحافظة، امتدت إلى الساعات الأولى من اليوم الخميس، حيث تناقل ناشطون ومواطنون مقاطع مصورة تظهر كثافة الرصاص المتبادل بين طرفي النزاع.

شهدت البصرة نزاعًا عشائريًا عنيفًا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وسط تكتم عن حصيلة الضحايا وعجز عن محاسبة المتورطين فيه

لكن تلك المشاهد ليست مستغربة ربما في محافظة سوادها الأعظم من العشائر التي تمتلك ترسانة من مختلف أنواع الأسلحة حتى الدبابات منها، وتستخدمها في نزاعاتها المستمرة مستغلة ضعف الدولة، لكن الجديد والغريب هو دخول تقنيات جديدة مثل الطائرات المسيرة في تلك النزاعات، لتحديد الأهداف من الجو وضربها.

تعزيزات أمنية تصل منطقة الصراع وتنسحب!

مع استمرار معركة العشيرتين في منطقة الكرمة، تحركت القوات الأمنية للمنطقة في محاولة لوقفها والسيطرة على الوضع، لكنها اضطرت للانسحاب لتجنب كثافة النيران في منطقة النزاع، وفق مصدر أمني صرح لـ "الترا عراق".

قال المصدر، إن "العشيرتين المتنازعتين في منطقة كرمة علي استخدمت مدافع الهاون وأسلحة رشاشة ثقيلة، دون معرفته أسباب النزاع"، مبينًا أن "القوات الأمنية تراجعت إلى منطقة الكزيزة تجنبًا لنيران الأسلحة المستخدمة في القتال، وطلبت تعزيزات عسكرية إضافية من أجل السيطرة على النزاع وإيقافه".

اقرأ/ي أيضًا: استمرار اغتيال الناشطين في البصرة.. خوف السلطة من تقصيرها

هدأ الصراع وتوقف مع صباح اليوم، وأعادت القوات الأمنية متمثلة بلواء مغاوير البصرة والفرقة المدرعة التاسعة الانتشار في منطقة الكرمة، فيما أسفر النزاع عن قتلى وجرحى دون إحصائية دقيقة عن عددهم حتى الآن، مع تعرض الأبنية القريبة من منطقة الصراع إلى أضرار كبيرة.

صاروخ في منزل وطائرات مسيرة.. هذا ما حدث ليلة الصراع

من جانبه كشف مستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر، محمد الزيداوي، أن النزاع في منطقة الكرمة، شهد استخدام طائرات مسيرة من قبل عشيرتي النزاع.

وقال الزيداوي في تصريحات صحفية مصورة، إن "القتال العشائري، أمس الاربعاء، شهد تطورات جديدة تمثلت باستخدام الطائرات المسيرة لتصوير وتحديد الأهداف ومن ثم ضربها" مبينًا أن "صواريخ متعددة الأنواع ومختلفة المديات تم إطلاقها من قبل العشائر المتنازعة ليلة أمس، حتى فجر اليوم"، متهمًا الجهات المعنية بـ "التعتيم على الحصيلة الحقيقية للضحايا".

وتناقل نشاط بمواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد مصورة أظهرت سقوط صاروخ على أحد المنازل القريبة من منطقة نزاع العشيرتين في منطقة الكرمة شمالي البصرة. 

شهد النزاع استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة، فضلًا عن الطائرات المسيرة لـ "كشف الأهداف وضربها"!

وتشهد محافظة البصرة منذ عدة سنوات تصاعدًا في حدة النزاعات العشائرية، مع عجز واضح للقوات الأمنية عن الحد منها، خاصة وأن الكثير من المنتسبين من أبناء البصرة نفسها قد يتعرضون للملاحقة العشائرية في حال تدخلهم لفض نزاع أو اعتقال أطرافه، في وقت تعجز الدولة عن حمايتهم.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"أسد البصرة".. نمذجة الشخصية العراقية

احتجاجات البصرة في العراق.. النار لا تأتي إلا بالنار!