06-أبريل-2020

عدنان الزرفي (فيسبوك)

يسير إصرار رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي ومن معه في المضي حتى النهاية في تشكيل الحكومة، جنبًا إلى جنب، مع إصرار بعض الكتل السياسية الشيعية على رفضه ودعوته إلى الاعتذار عن التكليف، وفيما يُقدم الزرفي برنامجه الحكومي إلى مجلس النواب، وصلت الكتل الرافضة له إلى حد طلب مسائلة رئيس الجمهورية، والبحث عن بديلٍ والحديث عن الاتفاق على شخصية محددة.

تصريحات الزرفي تكاد لا تخلو من التأكيد على "الانتخابات المبكرة" التي طالب بها منتفضو تشرين، كما يُمكن أن تُفسر بأنها تأكيدات على "الحكومة المؤقتة"

في الأثناء، شكّل مجلس النواب لجنة لدراسة المنهاج الوزاري للزرفي، وقال الأخير إنه سيرسل أسماء وزرائه إلى المجلس قبل 48 ساعة من جلسة منح أسماء وزرائه الذين قال عضو ائتلاف النصر سعد اللامي إنهم غير معروفين وسيُحدِثون مفاجئة حين تُطرح أسماءهم في مجلس النواب.

رسائل اطمئنان 

أرسل رئيس الوزراء المكلف العديد من رسائل التطمين إلى الأصدقاء والخصوم في الفترة القصيرة الماضية، فمن الملاحَظ ابتداءً أن تصريحاته تكاد لا تخلو من التأكيد على "الانتخابات المبكرة" التي طالب بها منتفضو تشرين، كما يُمكن أن تُفسر بأنها تأكيدات على "الحكومة المؤقتة".

اقرأ/ي أيضًا: الزرفي يرسل منهاجه للبرلمان ويحذر: الحكومة قد لا تتمكن من تأمين الرواتب

وشملت الرسائل التطمينية الحشد الشعبي الذي قال المكلف إنه ساهم بالتصويت على قانونه وتخصيص ميزانية مناسبة له، وهو ملف يَهم أجنحة سياسية لفصائل مسلحة، كما أشار إلى ضرورة عودة النازحين إلى مناطقهم وإغلاق ملف النزوح، وهو ملف يَهم الكتل السنية.

أشار الزرفي في تصريحاته الأخيرة للتلفزيون الرسمي إلى حاجة العراق إلى البدء  بالاقتصاد كمرحلة جديدة والابتعاد عن العسكرة، وقال معلقًا على تهديد الفصائل إنه لا يريد "الذهاب إلى صدامات" وأن خطته التوجه نحو الاقتصاد بالدرجة الأساس.

ومن بين رسائله التطمينية، ما ذكره حول طلبه من السفير الأمريكي "جدولة خروج قوات بلاده من العراق" ووعد السفير له بأن "تخرج نصف القوة القتالية في نهاية العام الحالي". ولم ينسَ التأكيد على عدم عدائه لإيران وإشادته بمساعدتها للعراق أيام الحرب على داعش.

إصرار الفتح وتذبذب سائرون

على الرغم من وعود الكتل السياسية بتمرير حكومة الزرفي ودعمها بحسب تصريحه عند إرسال منهاجه الحكومي، إلا أن التسريبات السياسية لوسائل إعلام تحدثت عن تراجع في حظوظ الزرفي بزيادة نسبة رفض الكتل الشيعية له.

لا جديد في موقف الكتل الشيعية المنضوية في تحالف البناء، وأبرزهم الفتح، وكذلك الفصائل المسلحة التي تمتلك والتي لا تمتلك أجنحة سياسية، منها الفصائل الثمانية التي أعلنت في 3 نيسان/أبريل موقفها الرافض لتمرير من اسمته "مرشح الاستخبارات الأمريكية المدعو عدنان الزرفي"، وقد حذرت رئيس الجمهورية من تهديد السلم الأهلي، وطالبت أعضاء البرلمان بإفشال "مؤامرة" تمرير الزرفي.

ولا زال موقف سائرون غير حاسم حتى اللحظة مع تضارب التصريحات والتسريبات، فبينما يؤكد النائب عن التحالف رياض المسعودي دعم سائرون لتشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن برئاسة الزرفي، ويُشير إلى مضي الأخير بإجراءات تشكيل حكومته "رغم اعتراض بعض الكتل الشيعية"، يقول زميله قصي الياسري إن "التحالف لم يحسم موقفه بشكل نهائي من الزرفي، حيث يدرس المنهاج الحكومي وينتظر الاطلاع على فريقه الوزاري ومعرفة مدى انسجامهم مع المعايير التي يتبناها التحالف ولحظتها يحسم الموقف". 

 وحول التوافق الشيعي حول الزرفي أوضح الياسري في حديث لـ"ألترا عراق" أن "اختيار رئيس الوزراء يتم من خلال الكتلة الأكبر، وبالتأكيد هي من المكوّن الشيعي ليتم التوافق عليه".

نائبة عنه:  النصر لم يكن جزءًا من التوافقات والتفاهمات، وهو بصدد دراسة برنامج الزرفي ومناقشته معه داخل البرلمان

أما زميلتهما أنعام الخزاعي فاعتبرت أن الأهداف الاستراتيجية في منهاج الزرفي لا تكفي عمر حكومة اعتيادية، مشككة بصدق نوايا إجراء الانتخابات المبكرة.

ثبات النصر ومفاجئة الحكمة

كما بقي موقف ائتلاف النصر واضحًا من الزرفي، الذي يؤكد على لسان الناطقة باسمه آيات المظفر أنه يُدافع عن "الأداء والمبادئ التي لا  تتغير، ولا شأن له بمن يغير موقفه"، وأن النصر يقف على "مسافة واحدة من الجميع، خاصةً وأن اختيار الزرفي جاء بسبب موقفه المعتدل الذي ينتمي إليه والذي يتوافق مع مبادئ وسياسات النصر".

اقرأ/ي أيضًا: "غزل وترقب".. ما موقف الأطراف الكردية من عدنان الزرفي؟

تقول المظفر في حديث لـ"ألترا عراق" إن "ائتلاف النصر لم يكن جزءًا من التوافقات والتفاهمات، وهو بصدد دراسة برنامج الزرفي ومناقشته معه داخل البرلمان من حيث إمكانية تحقيقه والتوقيتات الزمنية والانتخابات المبكرة".

لفتت المظفر إلى وجود "تعاطٍ إيجابي مع حضور الجلسات كون اختيار الزرفي لم يأتي على أساس كتلة بل على أساس شخصي، وبالتالي فهناك كتل مؤيدة ونواب مؤيدون داخل الكتل المعارضة، وبعضهم تواجد في يوم التكليف، إضافة إلى مقبولية لدى الشارع"، وترى المظفر أن كل ذلك "يعطي مؤشرًا إيجابيًا لتمرير حكومة الزرفي في البرلمان".

تختم الناطقة باسم النصر حديثها بالقول: "ننتظر الجلسة. قد يكون هناك رأي آخر أو موقف آخر، خاصةً وأن الكتل السياسية اعتادت على الحسم في الساعات الأخيرة".

لكن تيار الحكمة الذي لم يُظهر مواقفًا عدائية اتجاه الزرفي ولم يعترض على شخصه كما يقول النائب عنه حسن فدعم، بل سجّل تحفظه على آلية التكليف غير الصحيحة التي "تجاوزت الأغلبية الشيعية"، كشف على لسان القيادي فيه حميد معلة عن اجتماع بين تحالف الفتح ودولة القانون والنهج الوطني والفضيلة وتيار الحكمة مساء 5 نيسان/أبريل أدى إلى اتفاق على ترشيح رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومي بدلًا عن الزرفي.

تهديد الفصائل والأمر الواقع

حتى اللحظة، لم تُصدِر الكتل السياسية المعنية بيانات رسمية حول موقفها من ترشيح مصطفى الكاظمي، لكن مواقفها باتت شبه واضحة من تمرير الزرفي، مع سعي الأخير على ما يبدو للفوز بأصوات النواب منفردين، الذين قالت نائبة عن النصر إنهم أكثر من 200 نائب، فيما يُشكك عضو مجلس النواب عامر الفايز أن يمرر الزرفي كون "الأغلبية الشيعية التي ربما صارت إجماعًا ترفضه، عدا ائتلاف النصر، وتحالف سائرون غير الواضح موقفه حتى الآن، والذي سيكون مع الإجماع الشيعي".

قال الفايز في حديثه لـ"ألترا عراق" إن الزرفي "مجرب وتنفيذي، لكنه أصبح جدليًا بين مؤيد له ومعارض"، مضيفًا: "لا نريد شخصًا جدليًا لندخل في دوامة جديدة ومرحلة أصبحت فيها تهديدات كما جاء في بيان الفصائل".

نائب: تهديدات الفصائل قد تؤدي إلى معرقلات في حكومة الزرفي إذا مرت واضطراب أمني في مرحلة قصيرة تفترض الرجوع إلى العقل

أشار الفايز إلى أن تهديد الفصائل قد يؤدي إلى "معرقلات في حكومة الزرفي إذا مرت واضطراب أمني في مرحلة قصيرة تفترض الرجوع إلى العقل"، مستدركًا: "لدى الفصائل أجنحة سياسية في البرلمان بإمكانها إيقاف الزرفي، فأن تم ذلك كان بها، وإن مُرر فعليهم أن يخضعوا للأمر الواقع حتى انتهاء الدورة والانتخابات الجديدة".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الزرفي يتصرف كرئيس وكتل تبحث عن بديله.. هل يمر؟

اتهمته بـ"كسر عظم" الشيعة.. ما هو طريق الكتل لإقالة رئيس الجمهورية؟