27-مارس-2022

نقاش لأن تكون الموسيقى منهجًا في المدارس الحكومية والأهلية (Getty)

"نأمل أن تغير الموسيقى روح الناس"، هذا ما قاله الأستاذ عازف العود نصير شمة، عن عودة محافل الموسيقى على أرض الواقع. وحين كنت متوجهةً إلى بوابة المسرح الوطني لحضور حفل موسيقي، سمعت حديث بين سيدتين تقول أحداهن للأخرى "دتشوفين المسارح الموجودة بالكويت والسعودية ودبي! والله أموت قهر من أشوفهن وشلون مهتمين ويحبون هاي الأجواء". 

تجري نقاشات عراقية لتدريس الموسيقى في المدراس الحكومية والأهلية

وفي رأيي نحنُ اليوم لسنا بحاجة إلى مسارح عالمية وعريقة، بقدر حاجتنا للموسيقى نفسها، لأنّ وجود الموسيقى لا ينحصر بالمسرح فقط، و أن وجد المسرح فهي لا تشترط أن يكون يكون المسرح ضخمًا وعريقًا حتى تكون موجودة به أو تليق به، أما عن الاهتمام، فقد  شهدت بغداد في الفترات السابقة عودة موفقة جدًا بحفلات الموسيقى وسط بساطة المسارح والإمكانيات، ولاقت استحسان ورضا الجمهور أيضًا. 

اقرأ/ي أيضًا: ناظم الغزالي.. صوتٌ على جسر المسيّب

والحفل الاضخم كان "حفل ليالي ألق بغداد"، بقيادة المايسترو علاء مجيد والأستاذ نصير شمة، مع الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي على أرض المسرح الوطني، حينها تألقت بغداد لليلتين بما يليق بها من الموسيقى، وبمن يحبونها من الجمهور. أتذكر جيدًا وجوه الحاضرين المبتجهة والسعيدة بهذا الحفل، حيث الرجال ما هم فوق الخمسينيات من أعمارهم وهم يرتدون السدارة والملابس الرسمية، وتألق السيدات بجمال أناقتهن وتسريحات الشعر العصرية مع الملابس القصيرة تحت الركبة مع الجوراب الشفاف والكعب المتوسط. أنا متعمدة لوصف هذه المشاهد بهذه الدقة لأنني تساءلت حينها هل نحن في عام 2022؟! وكأن هذا الحدث من بغداد السبعينيات أو مشهد من فيلم أو نص روائي.

فكرة اهتمام الناس بحدث موسيقي وتخصيص الوقت من يومهم لهذا الحفل، وقطع مسافة طريق هذا شيء ليس اعتياديًا أبدًا، هو علامة واضحة للرقي والتحضر في المجتمع، وأبدع الاثنان علاء مجيد ونصير شمة، وتم عزف قطع موسيقية من تأليف شمة، حملت العديد من العناوين المهمة التي تحاكي الحياة وبمثابة صوت الحق كانت، وبمشاركة آلات موسيقية عراقية خالصة.

يوم 25 آذار/مارس، تكرر هذا المشهد نوعًا ما في حفل أقيم على المسرح الوطني بعنوان "العشق الإلهي" أيضًا بقيادة الموسيقي "مصطفى زاير" مع أوركسترا "شغف"، وبهذا الحفل شاهدنا التنوع بالآلات الموسيقية، حيث كان العود حاضرًا بكل تأكيد مع البيانو والناي والكمان، وحتى الكيتار بأنواعه و الدف والرق أيضًا. 

ومع وجود الحفلات الموسيقية للبالغين هناك بادرة لتكون حاضرة لدى طلبة المدراس أيضًا كما ناقش د.قيس الكلابي مدير عام تربية الكرخ الثانية مع ممثلين عن بيت العود العربي ببغداد الذي يشرف عليه الأستاذ نصير شمة متمثلًا بعازف العود محمد العطار، حيث تم تداول النقاش حول تدريس الموسيقى في المدارس الحكومية والأهلية، وأن تكون منهاجًا حاضرًا في الأسبوع كبقية المناهج الأخرى. 

وهذه الأخبار هي خير دليل على إعادة حضور الموسيقى ومختلف الفنون، لأن بغداد تليق بها الموسيقى، ولأنّ العراق هو من بدأ بالموسيقى، حيث أبتكر السومريون أول نظام موسيقي، وأول آلة موسيقية وهي "قيثارة أور"، وكانت الموسيقى حاضرة في كل الأماكن؛ منها المعابد والساحات العامة والأسواق وغيرها.

شخصيًا أشعر وكأن بغداد تبتهج وتكون مبتسمةً عندما يكون هناك حفل على أرضها، وبالتالي هي تزهو وتكبر بمن يحبونها ويقدمون لها ما تستحقه، ونحن كوسائل إعلام وصحافة اليوم من دورنا وواجبنا الإشادة والإعلان عن كل هذه الفعاليات لأننا شركاء بتوثيق هذا العطاء أيضًا. 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

استحمت بـ "الماء المثلج" في العراق وسحرها شط العرب: من هي نادرة أمين؟

جدلُ مستمر يصل إلى "القضاء".. ما أسباب تراجع الدراما في العراق؟