03-مارس-2022

استطاع مدونو فيسبوك خلال ساعتين أن يحرّكوا القوات الأمنية (فيسبوك)

يراقب العراقيون منذ أيام ذكرياتهم وحسرة دمار الحرب أثناء متابعة الغزو الروسي لأوكرانيا، والجميع عدا الفصائل المسلحة، رافض لهذا الغزو، الذي ذكّر العراقيين بالحروب التي عانوها ومخلفاتها ليومنا هذا.

استطاع مدونو فيسبوك خلال ساعتين أن يحرّكوا القوات الأمنية على رفع هذه اليافطة

ساعتان، أثارت غضب الشارع العراقي على صورة وضعها فصيل مسلح قرب مقره في بغداد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكتب عليها عبارة "أصدقاء الرئيس"، هذه الجملة التي تذكر العراقيين بـ"أصدقاء الريس" التي أطلقها صدام حسين على من أهداهم الكروم المسدس المرخص، مع بطاقة يتمتعون بها بامتيازات، هم وعوائلهم.

يافطة "بوتين" تحمل رسالة في يوم امتنع العراق - في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب روسيا بوقف استخدام القوة في أوكرانيا، وسحب قواتها - امتنع عن التصويت.

وجاء موقفه يشبه موقف إيران، في حين أن المواقع التابعة للفصائل المسلحة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبحت مراسلة لبوتين وجيشه ومن دون سابق إنذار، جعلته الفصائل في العراق حليفها، وذلك من خلال التغطية في قنوات الفصائل على مواقع التواصل الاجتماعي، للأحداث، وتقدم الجيش الروسي على أوكرانيا، وإضافة بعض تفصيلات المبالغة على الأخبار لصالح روسيا.

اليوم في بغداد رفعت صورة بوتين، وأُزيلت بعد سخط شعبي عراقي من رافضين للحرب على مواقع التواصل الاجتماعي. دامت صورة بوتين ساعتين فقط. ساعتان استطاع مدونو فيسبوك أن يحرّكوا القوات الأمنية على رفع هذه اليافطة، بطريقة سريعة، وبتمزيق، لا خوف ولا حرج من صاحبها أو من الجهة التي علقتها في بغداد.

 

 

موقف الفصائل يحرج العراق دائمًا. واليوم وبعد موقف الامتناع عن التصويت، ونشر هذا البوستر في بغداد، ورد موقع روسي رسمي يتشكر العراق لرفع يافطة داعمة لروسيا وبوتين، ماهو موقف العراق أمام الضحايا؟! .. العراق الذي كان من المفترض أن يكون مصوتًا بالرفض للغزو، لأنه أكثر الحاضرين مرارة من الحروب، ويعرف جيدًا أفضل من غيره بنتائجها.

كان على  العراق أن يكون مصوتًا بالرفض للغزو لأنه أكثر الحاضرين مرارة من الحروب

الفصائل المسلحة التي ما زالت تتعمد بإحراج العراق دوليًا، وتضعف موقفه وتشتته، ما هو موقفها بعد أن مزقت القوات الأمنية صورة بوتين وأسقطتها بعد ساعتين من إعلان تعليقها، ما هو موقفهم الآن؟

بالتأكيد لا موقف يذكر، غير أنهم واهمون بأن قوتهم وسلطتهم أكبر من الدولة.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صورة الرئيس الروسي بوتين تحتل مكان قرداحي وسط العاصمة بغداد

أزمات تمتد للخبز والعملة: حرب أوكرانيا قد ترهق موازنة العراق بملياري دولار