27-يونيو-2019

يحاول "أبو مازن" أن يسيطر على كل المنابع الاقتصادية في المناطق المحررة (فيسبوك)

انطلق المحافظ الجديد لنينوى منصور المريعيد في أول مشروع له بالمحافظة، وهو مشروع استثماري قيل إنه كبير وليس سهلًا، الأمر الذي رآه متابعون أنه ربما يطيح بجمهور المريعيد المنحدر من مدينة الموصل، وهي المدينة التي ليس منها المريعيد، الأمر الأكثر ازعاجًا لابناءها، منذ نوفل العاكوب، إذ دائمًا ما يتم تنصيب المحافظ وفق رغبة سياسية أو تسويات بين أطراف متصارعة.

من قلب الموصل التاريخي خرج المريعيد معلنًا عن مشروع استثماري لشراء منازل وأملاك الناس في منطقة "القليعات"، وهي مركز المنطقة القديمة، لتشتعل منصات التواصل الاجتماعي رفضًا للمشروع

خرج المريعيد في جولة مصورة في المنطقة القديمة قلب الموصل التاريخي والذي تعرض للدمار بشكل واسع خلال الحرب لطرد "داعش"، معلنًا عن مشروع استثماري عملاق لشراء منازل وأملاك الناس في منطقة "القليعات" وهي مركز المنطقة القديمة، ليشعل منصات التواصل الاجتماعي رفضًا للمشروع.

المريعيد المنحدر من ناحية "الكيارة" بجنوب الموصل، نصح أحد اصحاب الأملاك في الموصل القديمة ببيع منزله، مقابل مبلغ مغري والذهاب إلى الجانب الشرقي لشراء منزل بديلًا عنه، لغرض السماح بتحول تلك المنطقة إلى منطقة استثمار.

اقرأ/ي أيضًا: كواليس انتخاب المريعيد.. "عودة" البيشمركة و"انهيار" السنة!

لم يتراجع المريعيد فيما بعد عن الفكرة، مؤكدًا أنها قيد الدراسة، وفق بيان أورده المكتب الإعلامي لـ"ألترا عراق"، قائلًا إن "النقاشات ما زالت جارية لتوحيد الرؤى والخطط للوصول إلى الطريقة الأفضل لإعمار هذه المنطقة والتي تراعي القيمة الأثرية والتاريخية وبطريقة تليق بأهالي الموصل القديمة".

أضاف أن "هذه النقاشات تشمل جميع الجهات ذات الاختصاص من جامعة الموصل ونقابة المهندسين ودائرة الآثار ودائرة التخطيط العمراني، بالإضافة إلى رأي الأهالي المهم أيضًا، مبينًا "إلى الآن لم نصل إلى قرار نهائي بشأن هذا الموضوع".

الموصل تغلي

في الواقع أثار مشروع المريعيد، السخط في الشارع الموصلي خصوصًا مع ارتباط بعض الأسماء التي تشغل الشارع مؤخرًا في المناطق المحررة، بمحاولة إدخالها إلى نينوى للحصول على مشاريع استثمارية، منها ـ وبحسب مصادر ـ أنه "يريد إدخال "أبو مازن"، أحمد عبد الله الجبوري إلى استثمار المشروع". 

أستاذ التاريخ في جامعة الموصل، الدكتور إبراهيم العلاف، يقول إن "الرأي المطروح هو لإزالة المدينة القديمة بشكل كامل وبناء مولات وفنادق وساحات، ونحن نتحدث عن منطقة عمرها 7 آلاف سنة وفيها تاريخ مدينة كاملة".

أهالي الموصل ينظرون للمشروع بريبة وهذا الأمر قسم ظهر المريعيد في الشارع، لأن الجميع يعلم أن تلك المشاريع هي لفتح الباب أمام "أبو مازن"!

أضاف العلاف "نحن مع بناء مشاريع بأموال النفط لا تجعل العراق استهلاكيًا كما في الإمارات ولبنان، وإنما بلدًا إنتاجيًا من ناحية المصانع والمشاريع"، مشيرًا إلى أن "أهالي الموصل ينظرون للمشروع بريبة وهذا الأمر قسم ظهر المريعيد في الشارع، لأن الجميع يعلم أن تلك المشاريع هي لفتح الباب أمام النائب أحمد الجبوري "أبو مازن" للدخول في مشاريع استثمارية، ضمن مصالح متبادلة".

اقرأ/ي أيضًا: عبر سلم "الدماء والأموال".. "عراب" بيع المناصب في كركوك والأنبار!

وأبو مازن هو أحد الداعمين لتولي المريعيد لمنصب المحافظ، على الرغم من أنه مرفوض شعبيًا في الشارع الموصلي.

لفت العلاف إلى "أننا مع تولي شركة تقدم مشروعًا حضريًا يحافظ على تراث المدينة وتاريخها، وهنا أماكن يمكن استثمارها في ذات المنطقة ابتداءً من الكورنيش حتى "باشطابيا" من دون التدخل في المناطق التاريخية، مستدركًا "ولكن نحن نشاهد فعليًا أن لا مشاريع حقيقية حتى أنه للآن لم تفلح الحكومات في إعادة بناء جسر فكيف بمنطقة كاملة تنوي هدمها"، فيما استذكر العلاف المسجد النوري الكبير الذي أعلنت الإمارات إلى جانب الحكومة المحلية إعادة إعماره وحتى الآن لم تجر أي عملية حقيقية على أرض الواقع منذ أكثر من عام.

أشار إلى أن "هناك مناطق يمكن استثمارها مثل الغزلاني وهو معسكر للجيش، ويمكن أن نستثمره كما استثمرت الزوراء في بغداد، بعد أن كانت منطقة عسكرية، وكذلك سامي عبدالرحمن في أربيل".

خطة بيروت الأفضل ولكن!

تقول النائب عن محافظة نينوى ليال البياتي إن "الجميع مع مشروع حضري، ولكن ضمن سياقات موضوعية، مثلما قامت شركة "السوليدير" في بيروت عندما قسمت الجزء التاريخي من العاصمة اللبنانية إلى ثلاثة أقسام، منها ما يهدم ويبنى بدلًا منه مشاريع مهمة، وأخرى يتم إعادة إعمارها، وثالثة تحافظ على شكلها التراثي مع صيانتها".

أضافت البياتي لـ"ألترا عراق" أن "إعادة روح الاستثمار هي الأهم في المرحلة الحالية، من خلال دعم الشركات واستقطاب المسثتمرين، وكل ذلك الكلام بالوقت الحالي الخاصة بتهديم المنطقة القديمة كاملة سابق لأوانه".

ناشطو الموصل ينددون

أحمد وليد، وهو أحد سكان المنطقة القديمة، كتب على صفحته في "فيسبوك"، منشور قال فيه، إن "أحد المسؤولين المحليين التقى ببعض أهالي الشهوان والميدان في القائمقاميّة الأصل، يحدثهم عن تعويض وتسهيل إجراءات البناء للحد من معاناتهم وإجراءات عودتهم، فإذا به يعرض عليهم التعويض ومن يرغب بالبيع "نحن مستعدون لشرائها"، هكذا قالها، متساءلًا "من أنتم لتضايقوا الأهالي ثم تعرضون عليهم شراء أراضيهم وأنتم تدركون مصيرها؟".

 

 

فيما كتب الناشط المدني أيوب ذنون "من أنت مقاول أو مسؤول وتترك  مساحات بملايين الكيلومترات بمحافظة كاملة، ولا تأتي استثماراتك إلا بالقليعات و الشهوان"، في إشارة إلى الموصل القديمة.

تساءل ذنون "هل هذه الخطط التي ننتظرها منذ سنين؟ أين التعويضات وحقوق الناس وتاريخ المدينة؟ مضيفًا "خططوا انتم الأراضي وسترون الناس يقومون ببناء بيوتهم خلال سنتين، وإذا كنتم تحبون الاستثمار والحداثة ليكن البناء تحت أشراف اليونسكو والمختصون بهذا الجانب".

فيما اقترح الصحفي ريحان الموصلي عبر صفحته في "فيسبوك"، على المستثمر "إنشاء معمل تدوير نفايات على أطراف الموصل وبذلك ستقدم الخدمات التالية- تنظيف المحافظة من النفايات والأنقاض- تشغيل مئات العمال والموظفين- إنتاج المواد التالية للسوق المحلية: مواد بناء - زجاج - مطاط - أعلاف - أسمدة زراعية - طاقة في ولاية كاليفورنيا هناك ٥٣٠٠ شركة تدوير مخلفات يعمل فيها ٨٥ ألف عامل، وتدرّ نحو أربعة مليارات دولار أجور ومرتبات سنويًا، وتنتج نحو عشرة مليارات دولار من السلع والخدمات".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اللغة العربية في العراق.. من أبي الأسود الدؤلي إلى "أبو مازن"

الدولة رهينة "الصفقات".. الأنبار تُدار بـ"التوثية" والمضايف!