بين التأييد والرفض.. ما أسباب جدل دعوة أحمد الشرع إلى قمة بغداد؟

مع إعلان رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، دعوة الرئيس السوري، أحمد الشرع، للحضور إلى القمة العربية المقرر انعقادها في بغداد خلال أيار/مايو المقبل، ظهرت العديد من الاعتراضات السياسية على الدعوة، فضلاً عن تهديد بـ"الاحتجاجات"، في حال حصل الأمر، ويعود هذا لأسباب يعتقد المعترضون فيها أن "الشرع" من المتهمين بـ"سفك دماء العراقيين سابقًا"، بحسب ادعائهم. 

"دولة القانون": صادرة بحق الشرع مذكرات قضائية

ويؤكد القيادي في ائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، رفض ائتلافه لحضور الرئيس السوري أحمد الشرع للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد، معتبرًا أن "الموقف منه كما هو من الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتهم بجريمة قتل في العراق وفقًا لمذكرات قبض قضائية بحق الاثنين". 

ويقول اللامي لـ"ألترا عراق"، إنّ "الشعب العراقي والقوى السياسية ترفض شخص أحمد الشرع وليس الحكومة السورية لوجود اتهامات عليه بجرائم قتل صادرة على أساسها مذكرات قبض قضائية ولذلك هو شخص يديه ملطخة بدماء العراقيين ويجب رفض وجوده"، مبينًا أن "الشرع لا يمثل الشعب السوري وهو غير منتخب من قبلهم".

ودعا اللامي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى "عدم نسيان دماء الشهداء والسماح بوجود القتلة في بغداد"، فيما أشار إلى أن "الجهة المسؤولة عن توجيه الدعوة للزعامات السياسية لحضور القمة هي الجامعة العربية وهي تقوم بفرضها على البلد المستضيف ولذلك أن حضور الشرع القاتل مفروض على العراق من قبلها".

واعتبر القيادي أن "دعوة الشرع لحضور القمة يمس مشاعر العراقيين في وقت هو شخص لم ينل الثقة الدولية الحقيقية".

وأعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، توجيه دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع، لحضور القمة العربية المقرر عقدها في العراق أيار المقبل.

"تقدم": ندعم بناء علاقات خارجية

ورأى القيادي في حزب تقدم، نزار اللهيبي، أن "المكون السني ليس لديه تدخل وأصدر رأيه كبقية المكونات في دعوة الرئيس السوري، أحمد الشرع لحضور القمة". 

وقال لـ"ألترا عراق": "نحن ندعم التوجه الحكومي والجهات المسؤولة عن تنظيم القمة العربية في اتخاذ القرارات اللازمة بخصوص المدعوين أي كانوا".

وأكد أن "المكون يدعم بناء علاقات خارجية تصب في مصلحة البلد وسياسته الدبلوماسية". 

"الشرع يمثل مرحلة جديدة" 

أما المقرب من رئيس الوزراء والقيادي في تحالف الفتح، عائد الهلالي، يقول إن دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية قد قطعت الطريق أمام كل التوقعات والتحليلات الخيالية، فيما أشار إلى "ضرورة النظر للواقع والتعامل مع المعطيات الخارجية بمصالح مشتركة". 

ويرى الهلالي أنّ "زيارة السوداني إلى قطر طبيعية جدًا حتى لو لم تكن معلنة بشكل رسمي"، مؤكدًا أن "السوداني قطع طريقًا طويلًا من التساؤلات بدعوة الشرع إلى القمة العربية". 

وحول رفض بعض الجهات السياسية والشعبية لحضور الشرع، اعتبر الهلالي أنّ "التعبير عن الرفض يعني أن العراق يعيش أفضل أيام الديمقراطية وهذا هو المطلوب منذ سنوات".

وأكد أن "زيارة السوداني إلى قطر تمت بالتشاور مع القوى السياسية وهي مهمة، لأنها قد تفضي إلى شراكة اقتصادية كبيرة في المرحلة المقبلة"، فيما لفت إلى أن "الحكومة تسعى لأن يكون العراق ذو قرار ويمثل رقمًا صعبًا في المنطقة من خلال السياسة الخارجية المتزنة".

وعما يتم تداوله من معلومات واتهامات حول الشرع، قال الهلالي، إن "الشرع يمثل مرحلة جديدة في سوريا يجب التعامل معها بواقعية ووضع مصلحة البلاد فوق كل شيء"، مبينًا أنّ "سوريا بحاجة لمد يد العون لها في الوقت الحاضر وهذا ما يمكن للعراق فعله".

حديث عن "استعدادات لتظاهرات"

علق النائب المستقل، جواد اليساري، على توجيه العراق دعوة رسمية للرئيس السوري، أحمد الشرع لحضور القمة العربية، معتبرًا أنه "أمر واقع"، لكن "الشارع يرفض قدومه".

ويقول اليساري لـ"ألترا عراق"، إن "هناك استعدادات لتظاهرات غاضبة في الشارع حال دخول الشرع إلى بغداد للتعبير عن الرفض الشعبي"، مبينًا أن "الحكومة العراقية في موقف حرج كون غالبية الدول العربية رحبت واستقبلت الشرع في بلدانها والدور الآن على العراق".

وأكد أنّ "الشرع كان مصنفًا على لائحة الإرهاب واليوم أصبح رئيسًا للدولة السورية وهذا بمثابة أمر واقع تتعامل معه الدول"، مبينًا أنه "على الشرع  عدم المجازفة بزيارة العراق كون الشارع يرفض قدومه".

"معارضة نيابية"

وتتحدث النائب عن كتلة صادقون النيابية، ابتسام الهلالي، عن "معارضة نيابية" لقدوم الرئيس السوري أحمد الشرع لبغداد وحضور القمة العربية. 

وادّعت الهلالي خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الجولاني سابقًا والشرع حاليًا هو منفذ لواحد من أهم العمليات الإرهابية التي شهدتها بغداد فكيف يتم استقبال شخصية متورطة بالإرهاب؟"، مؤكدةً "وجود معارضة كبيرة من قبل مجلس النواب لزيارة الشرع إلى بغداد كونه شخصية غير مرحب بها لدواع باتت معروفة لدى الجميع".

وأوضحت النائب أن "أهالي الضحايا باتوا يعرفون شخصية الشرع ومطلوبيته بجرائم تتعلق بأبنائهم، بالإضافة لوجود المعارضة النيابية لقدومه إلى بغداد ولذلك لا يجب حصولها".