31-ديسمبر-2021

سوريا على الخط (فيسبوك)

بينما يواصل العراق مضيه بتحقيق حلم مشروع ميناء الفاو الكبير للارتباط بطريق التجارة العالمية عبر البحر بشكل أكبر، ظهرت على الساحة تصريحات تفيد بتوقيع بغداد وطهران اتفاقية للارتباط بشبكة للسكك الحديدية تكون بمسار البصرة – شلامجة، وفقًا لتصريح لوزير الطرق الإيراني بعد لقاء نظيره العراقي وعدد من المسؤولين.

يقول العراق إنه تم توقيع محضر اجتماع مع الجانب الإيراني بشأن الربط السككي وليس اتفاقية كما أعلن من قبل الجانب الإيراني

ويقول الوزير رستم قاسمي، في تصريحات صحافية، في 27 كانون الأول/ديسمبر وتابعها "ألترا عراق"، إنّ "الاتفاقية التي تم إبرامها حددت شهرًا واحدًا لبدء العمليات الإنشائية تحت إشراف شركة سكك الحديد الإيرانية و نظيرتها العراقية"، مبينًا أنّ "الجانبين سيطلقان شركة موحدة لتنفيذ المشروع الذي يستهدف نقل الركاب والأنشطة التجارية".

اقرأ/ي أيضًا: النقل تعلن إطلاق تخصيصات ميناء الفاو الكبير

وعزّز قاسمي تصريحه بالكشف عن "تأييد ودعم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمشروع اتفاقية الربط السككي بين الشلامجة الواقعة في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، ومحافظة البصرة"، حيث جاء ذلك خلال لقاء أجراه معه خلال زيارته، فيما أثار هذا الإعلان ضجة واسعة في الأوساط الشعبية والمراقبين، والذين عبروا عن رفضهم توقيع اتفاقية لربط السكك بين العراق وإيران خاصة بمحافظة البصرة، في ظل الأعمال الجارية لإنشاء ميناء الفاو الكبير، وسط مخاوف من تأثير أي اتفاق مشابه على هذا المشروع الذي يتم التطلع من خلاله لإيرادات مستقبلية تعزز موازنة البلاد.

وعلى عكس الإعلان الإيراني لمسألة الربط السككي، فقد نفى وزير النقل العراقي، ناصر الشبلي في تصريحات للوكالة الرسمية، بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2021، قائلا بإنه "تم توقيع محضر اجتماع مع الجانب الإيراني بشأن الربط السككي وهو ليس اتفاقية"، كما أكّد بأنّ "أي ربط سككي لن يكون بالإمكان إتمامه إلا بعد إكمال ميناء الفاو وأيضًا إكمال السكك وبنيتها التحتية لتكون جاهزة لاستقبال الربط مع أية دولة"، كما أعلن في الوقت نفسه "توقيع عقد مع شركة إيطالية لوضع تصاميم جديدة تبدأ من ميناء الفاو ثم البصرة وبغداد وتصل إلى الحدود مع تركيا".

ولم تتوقف التصريحات الإيرانية عن الموضوع، بل عادت بتفاصيل أكثر، حيث نقلت وكالة "أرنا" الرسمية الإيرانية، بذات اليوم الذي نفى فيه وزير النقل العراقي، عن  المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، قوله أن "تدشين مشروع الربط السككي بين إيران والعراق سيكون بحلول الشهر القادم، وذلك بعد تأخير طال 20 عامًا".

وتعد إيران من أكثر البلدان المصدرة لبضائعها إلى العراق سنويًا، حيث أشارت آخر إحصائية لبلوغ صادراتها أكثر من 6.1 مليار دولار خلال 8 أشهر فقط من 2021، و بلغت 5.7 مليار دولار، خلال 9 أشهر من العام الماضي 2020.

وحول سلبيات وفوائد الربط مع إيران، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، أحمد صدام، إنّه "سوف يؤثر سلبًا على مشروع ميناء الفاو الكبير بسبب احتمال تحول حركة التجارة العابرة (الترانزيت) إلى إيران مستقبلًا، وبالتالي سوف تكون منافسًا قويًا لميناء الفاو الكبير، موضحًا "ألترا عراق"، أنّ "ذلك سوف يجعل التجارة البحرية العابرة تمر من إيران إلى العراق ومن ثم إلى سوريا، فيما أكد أنّ "ذلك سيُفقد ميناء الفاو جزءًا كبيرًا من أهميته الاقتصادية".

وبيّن صدام أنّ "الفائدة التي يجنيها العراق من إيران سوف تقتصر فقط على رسوم الترانزيت من مرور السلع، فيما أشار إلى أنه "لو تم الافتراض بأن ذات السلع ستمر من ميناء الفاو الكبير فإن ذلك سوف يشمل رسوم ترانزيت، بالإضافة لرسوم خدمات الموانئ، فضلًا عما ستوفره من فرص عمل كبيرة ستحققها الشركات والموانئ المرتبطة بها".

ولا يعتبر مشروع الربط السككي الإيراني مع العراق منفردًا، حيث من المتوقع دخول سوريا على الخط كمستفيد أيضًا بحال تنفيذه كما تؤكد السلطات الإيرانية، بحسب التصاريح الواردة في تقارير صحافية.

وفي تموز/يوليو 2019، أعلنت السلطات الإيرانية رسميًا البدء بتنفيذ مشروع ربط ميناء "الخميني" الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج بميناء اللاذقية السوري، عبر شبكة سكك حديد تمر من الأراضي العراقية.

وحينها، كشف المدير العام لشركة سكك الحديد الإيرانية سعيد رسولي، بعد اجتماع مع مسؤولي خطوط السكك الحديد في العراق وسوريا في العاصمة طهران، أنّ إيران بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ربط ميناء "الخميني" بمدينة خرمشهر جنوب غربي البلاد من خلال خطوط حديدية، على أساس أن يتم اتصاله بخطوط الشلامجة ـ البصرة، مضيفًا أنه "بعد اكتمال المشروع، سيُربط الجانب الإيراني من الخليج بميناء اللاذقية السوري بخطوط حديدية عبر البصرة العراقية، واصفًا المشروع بأنه "استراتيجي والأهم من بقية خطوط النقل البرية".

وعن تلك الفوائد المتعددة بالنسبة لإيران وإمكانية تضرر العراق، يرى المحلل الاقتصادي والاستراتيجي في معهد شيللر العالمي، حسين العسكري، أنّ الربط السككي بين الدول مفيد في كل الأحوال، معللًا ذلك بأن سكك الحديد مهمة للتجارة وتطوير البنى التحتية الإنتاجية، مستدركًا "لكنّ أن يتم بناء سكك حديد هدفها السير باتجاه واحد للتجارة، مثل اعتماد العراق على موانئ إيران في تجارته الخارجية فهو غير مفيد، وهو ما لا يحصل الآن".

ويضيف العسكري، في حديثه لـ"ألترا عراق"، أنّه "عندما تتطور جميع الاقتصاديات تكون هناك حاجة للتواصل بين جميع  للدول المختلفة، والدليل هو كثافة الموانئ في غرب أوروبا، كما أن الربط السككي موجود فيما بينها لكونه يمثل فائدة ومصلحة لجميعها".

يرى خبراء اقتصاديون أنّ اعتماد العراق على موانئ إيران في تجارته الخارجية أمر غير مفيد

وأشار العسكري إلى أنّ "بناء ميناء الفاو الكبير أمر استراتيجي للعراق، مبينًا أنه "بالنسبة لمصلحة إيران من الربط السككي مع العراق والوصول إلى سوريا، لا يمكن تصنيفه بالشيء السلبي، موضحًا أنّ "عدم السلبية جاءت من كون مبادرة الحزام والطريق أكبر من إيران والعراق، ولذلك لا بد من الارتباط بريًا بينهما للتواصل مع الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وامتداده عبر العراق إلى سوريا والبحر المتوسط، وهو ما يصب جميعه في مصلحة العراق".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رئاسة البرلمان تطالب اللجنة المالية بتخصيص 600 مليار دنيار لمشروع ميناء الفاو

توضيح رسمي حول أزمة مشروع ميناء الفاو بعد تدخل الكاظمي