11-فبراير-2020

حشد مجموعة من النساء الناشطات لـ"مسيرة بنفسجية" في ساحة التحرير (AFP)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ما زالت "الأنشطة الملونة" تبرز في ساحات الاحتجاج، ولا سيما ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بمظاهر مختلفة، تدل على أصحابها، ونوع الرسالة المراد إيصالها، فبعد المد الأبيض الذي أصبح ركنًا احتجاجيًا مهمًا لدعم التظاهرات بنشاط طلابي، ومجاميع القبعات الزرق الدالة على "الركن الصدري" الحاضر في ساحات الاحتجاج، يستعد نفق التحرير لـ"مسيرة بنفسجية"، تحشد لها مجموعة نساء ردًا على الاتهامات التي صدرت من الجناح الصدري تجاه "الحضور النسوي" في الساحات مؤخرًا.

حشد مجموعة من النساء الناشطات لـ"مسيرة بنفسجية" في ساحة التحرير ردًا على الاتهامات التي صدرت من التيار الصدري

ومنذ انطلاق دعوة زعيم التيار الصدري أنصاره لـ"تطهير" ساحات الاعتصام من الفعاليات "المخالفة للشرع والمجتمع"، خلقت جدالات متبادلة بين الجناح الصدري المتمثل بقائده مقتدى الصدر، والصفحة الناطقة باسمه التي تحمل اسم صالح محمد العراقي من جهة، وبين متظاهرين وناشطين من جهة أخرى، وصلت إلى اتهامات اعتبرها ناشطون "طعنًا في عفة المرأة العراقية".

اقرأ/ي أيضًا: بعد "لافتة الحج".. عبارة في التحرير تدفع الصدر لـ"سجال ديني"

وفي أول ظهور للصدر بعد أحداث ساحة الصدرين في محافظة النجف التي التزم السكوت عنها لأيام، بالرغم من كون أتباعه من القبعات الزرق، كانوا متهمين رئيسيين بمقتل وإصابة عدد من المتظاهرين، وبعد توجيه المرجع السيستاني خطابًا ضرب من خلاله كل التدخلات من قبل القوات غير الرسمية في ساحات التظاهر، طرح الصدر "ميثاق الثورة"، والمتضمن 18 نقطة من بينها عدم اختلاط الجنسين في خيام الاعتصام، بعد أشهر طويلة من وقوف النساء كمسعفات ومجهزات للدعم اللوجستي جنبًا إلى جنب مع المتظاهرين الرجال.

وواجهت دعوة زعيم التيار الصدري هذه، ردود فعل غاضبة وساخرة، كان جزء منها رفع لافتة من قبل فتاة طالبة كتب فيها "الحج أعظم شعائر الله مختلط"، والتي دفعت بـ"لسان الصدر" صالح محمد العراقي، إلى مقارنة مطولة وسجال ديني، تضمن عبارات اعتبرتها النساء "أكثر إساءة من دعوة الصدر السابقة حول الاختلاط".

وجاء في مقارنة العراقي، بين التظاهرات وشعيرة الحج، أن الاحتجاجات "بعض النساء فيها بلا حجاب ولا ورع، وحسب الظاهر أن ما يقصده الكثير من المتظاهرين والمتظاهرات هو التمرد على الدين والأعراف الاجتماعية السائدة"، مهددًا بأن "الاختلاط اثناء التظاهر مسكوت عنه حاليًا، بيد إن ما نُهي عنه هو الاختلاط في الخيام والمبيت فيها، وكثر فيها الرفث والفسوق والعصيان".

وردًا على هذه الجمل التي تضمنتها مدونة العراقي، ورصدها "ألترا عراق"، بادرت مجموعة من العراقيات في بغداد والمحافظات، للتحشيد إلى "مسيرة بنفسجية"، للتركيز على الحضور النسوي والاحتجاج على "الهجمات المتكررة" تجاه المتظاهرات.

ناشطة لـ"ألترا عراق": هذه الحملة جاءت ردًا على محاولات التشويه والتحجيم التي تطال العراقيات المشاركات في الاحتجاج منذ انطلاق انتفاضة تشرين

وجاء في دعوة التحشيد التي رصدها "ألترا عراق"، أن "ناشطات وثائرات التحرير يدعون جميع نساء بغداد والعراق لمسيرة بنفسجيّة ورديّة في ساحة التحرير يوم الخميس القادم ١٣ شباط/فبراير في الساعة ١٢ في نفق السعدون، يجددون فيها حب العراق"، فيما بينت الدعوة أن الناشطات "سيرتدن اللون البنفسجي أو الوردي فقط، لإثبات دور المرأة في ثورتنا، وعدم السماح بالتعدي على سمعتها وخصوصيتها وحريتها ودورها الفاعل في ثورة تشرين، وعنصرية مجرمي أحزاب السلطة القمعية المجرمة ضد نساء ثورتنا، النساء مكمّلات لثوّار ثورة تشرين وسننتصر معًا".

اقرأ/ي أيضًا: الصدر يقدم 18 نقطة كميثاق لـ"ثورة الإصلاح": انسحاب القبعات الزرق رسميًا

قالت الناشطة والمشاركة في التحشيد لهذه لمسيرة، علا حيدر لـ"ألترا عراق"، إن "هذه الحملة جاءت ردًا على محاولات التشويه والتحجيم التي تطال العراقيات المشاركات في الاحتجاج منذ انطلاق انتفاضة تشرين"، مبينة أن "الدور الذي لعبه التواجد النسائي كبير، فكانت الانطلاقة الأولى للتواجد النسائي في ساحة التحرير بعد يوم واحد من انطلاق التظاهرة في مطلع تشرين الأول/أكتوبر، غايتها محاولة استفزاز (المروءة) لدى القوات الأمنية ومنعهم من قمع المتظاهرين خلال تواجد النساء في صفوف المحتجين"، مستدركة "إلا أن الأمر لم يفلح واستمر القمع حتى تعرضت بعض الفتيات للضرب والاختناق بالغاز المسيل للدموع والملاحقات في أزقة السعدون ومقتربات ساحة التحرير".

من جانبها، أكدت سارة سمير (28 عامًا) لـ"ألترا عراق"، أنها "ستشارك في المسيرة البنفسجية التي ستنطلق يوم الخميس المقبل، لمساندة النساء المتظاهرات ومحاولة لرد اعتبارهن  بعد التخوين والطعن الذي تعرضن له"، مشيرة إلى "الجهود التي بذلتها النساء ودورها الكبير في كل الفعاليات داخل ساحات الاحتجاج سواء بكونها طالبة، أو بدورها كفنانة وما تركته من بصمات فنية ورسومات على نفق التحرير وباقي ساحات الاحتجاج وشاركت بصبغ الأرصفة والتنظيف وتقديم الدعم اللوجستي، فضلًا عن دورها كمسعفة الذي مثلته العديد من الطبيبات والصيدلانيات والممرضات وغيرها من المهن الصحية".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المرأة العراقية في الاحتجاجات.. مسعفة ومتظاهرة ومهدّدة

إصرار في مواجهة السلطة والعوائل.. طالبات العراق في الاحتجاجات