ترامب لم يتحدث إلاّ عن النفط.. ما أهمية مشاركة العراق في قمة شرم الشيخ؟
13 أكتوبر 2025
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن العراق بشكل عابر في سياق كلمة استعراضية طويلة على هامش أعمال القمة الدولية في شرم الشيخ، فيما شهد المؤتمر تأكيدًا أميركيًا مباشرًا عن ضرورة "انضمام الجميع إلى الاتفاقيات الإبراهيمية"، وهو ما يعني التطبيع الذي أثار حفيظة أطراف داخلية عدة رفضت مشاركة العراق، أبرزها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
تطرق ترامب إلى العراق في جملة عابرة على هامش خطاب استعراضي طويل ووصفه بالبلد "المليء بالنفط"
وقال ترامب بحسب ما ترجمه "الترا عراق" على نحو دقيق: "نفتخر بوجود العراق معنا، هذا البلد مليء بالنفط، ولا أعرف ماذا سوف يفعلون به. قد تكون مشكلة إذا فشلتم في إدراك ما يجب القيام به بهذا النفط"، وذلك بعد لقاء خاطف مع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني على منصة المؤتمر قبل انعقاد الأعمال الرسمية.
السوداني كان استبق هذه المشاركة بإعلان دعم العراق الكامل لخطة السلام التي أعلنها ترمب، كما أعرب عن ترحيب العراق بدور توني بلير ضمن الخطة المقترحة، مع التشديد على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني مستقبلاً.
وقال السوداني في مقابلة مع "سي أن بي سي" تابعها "الترا العراق"، إنّ "موقف العراق بعد أحداث 7 أكتوبر كان واضحًا، وهو وقف الحرب واعتبار الحوار أساسًا لحل النزاعات والصراعات"، مشددًا على أنّ "القضية الفلسطينية هي جذور المشاكل في الشرق الأوسط، وحان الوقت لإيجاد حلول عبر الحوار واحترام المؤسسات والاتفاقيات الدولية. وأكد أن المبادرة الأمريكية مهمة، ويأمل أن تكون هذه اتفاقية مستدامة وبداية حل جذري يكفل حقوق الشعب الفلسطيني".
وأكّد السوداني رفض التطبيع مستقبلاً، مبينًا أنّ "حكومته ضمن نظام نيابي وتخضع للقوانين التي يقرها البرلمان، وهناك قوانين تحكم العلاقة مع الكيان الإسرائيلي المجحف بحق الفلسطينيين الذين تحملوا الكثير من الجرائم عبر عقود"، كما أكّد أنّ "الفلسطينيين يستحقون واقعًا ومستقبلاً أفضل، وأن المجتمع الدولي يجب أن يدعم حقوقهم".
ومقابل تحفظات زعيم التيار الصدري، أبدت أطراف ضمن الإطار التنسيقي تأييدها للزيارة، مؤكدة أنّ العراق "لا يمكن أنّ يبقى وحيدًا" في معارضة اتفاق يحظى بموافقة 30 دولة، مع التحذير من الموافقة على بيان يضر بالقضية الفلسطينة والموقف العراقي الرسمي منها.
ويقول محمد البلداوي، النائب عن كتلة صادقون، الجناح السياسي لحركة "عصائب أهل الحق"، إنّ "العراق لديه مبادئ وقوانين تمنع التطبيع مع كيان الاحتلال، أو حضور فعاليات تتضمن وجود الكيان، ولذلك هناك محاذير عراقية يجب أخذها بالحسبان في مثل هذه المؤتمرات".
ويضيف البلداوي في حديث لـ "الترا عراق"، أنّ الاتفاق الذي وقعه ترامب "كان سيمضي في حال حضر العراق أو لم يحضر، إذ أنّ بغداد لا يمكنها معارضة قرار أو حضور أكثر من 30 دولة، بعضها يقود المفاوضات بين حماس والكيان منذ فترة طويلة".
أيدت أطراف في الإطار التنسيقي مشاركة السوداني مع التأكيد على الموقف العراقي الرسمي الثابت الرافض للتطبيع
وحول تحذيرات الصدر، أكّد البلداوي، أنّ "هذا الحديث هو ذاته ما تتفق عليه كل الأقطاب الشيعية ومن ينسجم معها حول رفض الجلوس على طاولة مع رئيس كيان الاحتلال، إضافة الى ضرورة الحذر من البيان الذي يعلن بحال تضمنه تفاصيل لا يمكن للعراق القبول بها اذا كانت تضر بحقوق الشعب الفلسطيني".
ائتلاف "الإعمار والتنمية" الذي يتزعمه السوداني أكّد بدوره أيضًا "أهمية المشاركة"، باعتبار العراق جزءًا من "ضمانات تطبيق الاتفاق"، مع التأكيد على رفض أي تفاوض أو حديث أو إبرام اتفاق مع الكيان الصهيوني.
وقال القيادي في الائتلاف علي الفتلاوي لـ "الترا عراق"، إنّ "الكتل الشيعية تقف صفًا واحدًا مع حق الفلسطينيين بضمان حقوقهم باتفاق عادل ليس فيه املاءات، وما يجري هو ضمان لوقف جرائم الإبادة وتحقيق العدالة في غزة بوساطة عربية وإقليمية ودولية".
وأكّد الفتلاوي، أنّ "التمثيل العراقي في مؤتمر شرم الشيخ مهم جدًا لما فيه من انعكاسات وضمانات لتطبيق الاتفاق الذي حصل وتبنته الإدارة الأميركية وغيرها من الدول كمصر وقطر واخرين".
حديث ائتلاف السوداني كرره المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، مشيرًا إلى أنّ مشاركة السوداني في قمة شرم الشيخ للسلام بشأن غزة، جاءت "في إطار التأكيد على أهمية الدور الإقليمي للعراق، والموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية".
وقال العوادي في تصريحات تابعها "الترا عراق"، إنّ "حضور عدد كبير من قادة الدول في هذه القمة ما كان ليحدث لولا الأهمية البالغة للقضية الفلسطينية، وكذلك إدراك المجتمع الدولي المتزايد بأهمية الدور العراقي في المنطقة".
وأضاف العوادي، "لا يمكن للعراق أن يطّلع على حقيقة ما يُطرح من اتفاقات ومبادرات بشأن غزة والمنطقة، دون الحضور الفعلي لرئيس الوزراء، ما يتيح له الاطلاع المباشر والمشاركة في صياغة المواقف"، مشددًا أنّ "العراق ذهب رسميا إلى قمة شرم الشيخ لتأكيد موقفه الواضح بضرورة وقف عمليات قتل المدنيين في الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها فلسطين، ورفع الحصار عن غزة، ووقف التهجير القسري، والبدء بإعادة الإعمار".
قالت الحكومة إنّ مشاركة العراق في مؤتمر شرم الشيخ تعكس "إدراك المجتمع الدولي المتزايد بأهمية الدور العراقي في المنطقة"
العوداي قال أيضًا إنّ "مشاركة رئيس الوزراء في القمة هو للتأكيد على موقف العراق القاطع والحاسم بأن حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه بحرية وبكرامة، وهذه القضية غير قابلة للمساومة، ويجب منح حق الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير"، مبينًا أنّ "الحكومة العراقية تؤمن بأهمية الحوار والتفاهمات كسبيل لإيجاد توازن حقيقي في المنطقة، وتحذر من أن عدم الالتزام بهذه المسارات سيعرّض الاتفاقات القائمة للانهيار".
وعلى خلاف الانتقادات للمشاركة "الهامشية"، أكّد العوادي، أنّ "هناك نظرة دولية واضحة إلى عودة العراق إلى دوره الإقليمي المؤثر، وتوازن حضوره في القضايا المحورية، وهو ما تؤكده حتى الولايات المتحدة التي ترى أن العراق يشهد تنمية وإعمارًا، وأصبح محط أنظار المنطقة".
الكلمات المفتاحية

بين التشتت والقانون والبذخ غير المسبوق.. ما أسباب خسارة "المدنيين والتشرينيين" في انتخابات 2025؟
تفاجأت القوى المدنية والاحتجاجية "التشرينية" بخسارة ساحقة في انتخابات مجلس النواب للدورة السادسة

منع "البرمودة" في واسط.. الشرطة تصدر توضيحًا إثر انتقادات وردود ساخرة
أثار قرار منع ارتداء "البرمودة" ردودًا غاضبة وأخرى ساخرة ما دفع الشرطة إلى إصدار توضيح رسمي

مركز حقوقي يحذر من الدورة النيابية المقبلة: برلمان للترهيب وإسكات الرأي الآخر
بعد خسارة "ساحقة" للقوى المدنية

بين التشتت والقانون والبذخ غير المسبوق.. ما أسباب خسارة "المدنيين والتشرينيين" في انتخابات 2025؟
تفاجأت القوى المدنية والاحتجاجية "التشرينية" بخسارة ساحقة في انتخابات مجلس النواب للدورة السادسة




