ترمب يؤسس "ترُويكا" ألشرق الأوسط
22 مايو 2025
الترويكا هو اصطلاح روسي نشأ في القرنين السابع والثامن عشر كان قد عَبّر عن ثلاثة خيول قوية تجر عربة، وكانت هذه الخيول ذات قدرة وقوة أعلى من قرائنها وتسير أسرع من الأخريات. تتقدم عربة الترويكا على باقي وكأنه تستخدم في المواكب الملكية أو تُسخّر لنقل البريد الهام بين المدن، ومن هذه المعطيات ارتبطت فكرة الترويكا بالقيادة والقوة وإجمالًا بالأهمية، وتم إعادة توظيف هذا المصطلح في الاتحاد السوفيتي عام 1960 على اعتبار أن الرأي في منظومة الحكم يمر من خلال ثلاثة أشخاص في منصب السكرتير العام بما يكون أشبه بمجلس أمن قومي مُتقدّم، حتى العام 1991 تفكك الاتحاد السوفيتي ونهوض الاتحاد الأوروبي انتقل هذا الاصطلاح - ترويكا - إلى دول المحور في الاتحاد الأوروبي التي تمثل عواصم القرار في الاتحاد (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا).
قدّم هنري كيسنجر ثلاث سيناريوهات تجاه مستقبل الاتحاد الأوروبي، أولها بأن يبقى ضعيفاً تحت وصاية الإدارة الأميركية أو أن يتفكك بصورة كبيرة، وثالثهما أن يذهب قسمه الأكبر تجاه تحالفات أوراسية جديدة، وبالتزامن مع تحقق سيناريو أو أكثر من الثلاثة المذكورة، فإن منطقة الشرق الأوسط منطقة واعدة كتوجه دولي متنافس بين البيت الأبيض والصين، إذ يتزاحم الطريقان الممر الاقتصادي (الهند، الشرق الأوسط، أوروبا) بالرعاية الأميركية ومشروع خارطة الحزام والطريق، لذا فإن أهم الطرق قد يكون الشرق الأميركي لتحييده عن الصين عِبر التأسيس لعواصم قرار خليجية (الرياض، أبو ظبي، الدوحة).
تمظهرت هذه الاحتمالات بالزيارة الأساسية للرئيس ترمب التي كانت من مخرجاتها عزل تل أبيب عن القرار الإقليمي وتعزيز دور الرياض الريادي متمثلًا بطلب ولي العهد رفع العقوبات عن سوريا بعد لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، وفي ذات الوقت، أشار مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى أن جغرافيا الشرق هي الجغرافيا البديلة للاتحاد الأوروبي على الصعيدين الجيوسياسي والجيواستراتيجي، فيما عزا السبب إلى جملة عوامل، منها: (احتجاجات، أزمة تقاعد، انهيار في الشرطة، وأموال تُصرف على إسكان المهاجرين بينما يُهمل المواطنون في فرنسا، وفي ألمانيا تباطؤ صناعي، أزمة طاقة، شيخوخة سكانية، وتعقيدات بيروقراطية، أما بريطانيا فاقتصادها آخِذ بالتعثر والتباطؤ والضرائب ترتفع، الخدمات تتهاوى، جرائم الطعن تتصاعد، الهجرة الجماعية تشل البنية التحتية).
أما في دول الخليج أو "ترويكا المنطقة"، فأنها على مسار التنافس الدولي مع العواصم الاقتصادية وعواصم صناعة القرار، إذ أن النظرة الأميركية تجاه الهند كبديل مستقبلي للصين تشوبها الكثير من المخاطر، فيما يفضل صانعو السياسات الخارجية وجود أدوار خليجية رديفة قادرة على تشكيل ماكنة صناعية متحالفة مع الغرب يؤهلها لصناعة القرار السياسي في الشرق، إلى جانب طموح الإمارات بالتربع على عرش الذكاء الاصطناعي والمشاريع الرقمية عِبر تأسيس 1000 شركة رقمية مرخصة من تحت ADGM وVARA، مضاف إليها قطر التي تمثل شريان الطاقة الغازي من الشرق إلى أوروبا، فضلًا عن أن الدوحة تستضيف فعاليات عالمية، تموّل مشاريع التمويل الأخضر، وتحوّل البنى التحتية إلى أصول رقمية.
لذا، فإن زيارة ترمب أو القمة الأميركية الخليجية بانت بوادرها (المجريات والمخرجات) تزامناً مع وجوده بالمنطقة متمثلةً بعزل تل أبيب عن قرار المنطقة ورفع العقوبات عن سوريا والشراكات الاستراتيجية التي بدورها رسمت دفع وموافقة أو فيتو خليجي تجاه القرارات الأميركية تجاه الشرق الأوسط.
الكلمات المفتاحية

إطلاق المرحلة الثانية من الطريق الحولي للموصل والجسر السابع على دجلة
السوداني يؤكد أهمية الطرق

ملعب نوروز يجمع المباراة النهائية لبطولة كأس العراق بين دهوك وزاخو
ملعب نوروز في محافظةِ السليمانية سيحتضنُ المباراة يوم الجمعة

كل الشروط.. بدء التقديم الإلكتروني لمدارس المتميزين والمتفوقين وثانويات كلية بغداد
بدء التقديم الإلكتروني مدارس المتميزين وثانويات كلية بغداد ومدارس المتفوقين للعام الدراسي 2025 / 2026

ترامب يفرض رسومًا جمركية على العراق بنسبة 30 بالمئة.. رسالة إلى السوداني وحديث عن "العجز التجاري"
رسالة من الرئيس الأميركي إلى رئيس الحكومة العراقية