28-أكتوبر-2019

يدير أزمة الاحتجاجات بشكل رئيسي مدير مكتب عبد المهدي "أبو جهاد الهاشمي" (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

عقب انتهاء الجولة الأولى لاحتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، شهدت الكواليس السياسية حِراكًا دؤوبًا لوضع خطة لمعالجة الجولة الثانية، ‌‏والتي حُددت يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر موعدًا لها من قبل الشباب، ثم جاءت مهلة الأسبوعين التي حددها المرجع الديني علي ‌‏السيستاني لإجراء تحقيقات في مقتل المتظاهرين متزامنة مع الموعد.‏

لا يملك رئيس الوزراء عادل عبد المهدي السيطرة بشكل كامل على إدارة الأزمة حيث يديرها بشكل رئيسي مدير مكتبه "أبو جهاد الهاشمي"

تجمع مصادر متقاطعة تحدثت لـ"ألترا العراق"، أن "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لا يملك السيطرة بشكل كامل على إدارة الأزمة، ‌‏حيث يديرها بشكل رئيسي مدير مكتبه أبو جهاد الهاشمي، بالتواصل والتنسيق مع رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض وقادة فصائل ‌‏المسلحة"، فيما يرى الأخيرون أنهم المستهدفون بالدرجة الأولى. 

تحييد هادئ ‏

حضرت الحكومة التجوال في الجولة الأولى وقطعت الإنترنت، ما تسبب بـ"شل الحياة" في العاصمة بغداد، لكنها تداركت الأمر في خطتها ‌‏ما عدا المحافظات التي خرجت عن السيطرة خلال الجولة الثانية، لكن بغداد بقيت ضمن السيطرة، حيث حاولت السلطة بكل الطرق إدامة ‌‏زخم الحياة الطبيعي، خاصة وأن التظاهرات انطلقت يوم الجمعة.‏

اقرأ/ي أيضًا: قتل وعنف في ساعات الاحتجاج الأولى.. مخاوف عبد المهدي تتسرب إلى السيستاني!

قلّصت القوات الأمنية مسافة القطع عن ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، بحسب "م.خ"، والذي يقول إن "الإجراءات الطبيعية خلال ‌‏أي مظاهرة سابقًا حتى الروتينية منها، كانت تبدأ بقطع الطريق من ساحة الفردوس، وما يوازيها في باقي الاتجاهات، مستدركًا "لكن القطع تراجع هذه المرة ‌‏إلى منتصف شارع السعدون، بالإضافة إلى السماح لسيارة الأجرة بالوصل إليه"، مشيرًا إلى أن "المحال التجارية والمطاعم مفتوحة بشكل ‌‏طبيعي حتى التي لا تبعد عن نصب التحرير سوى أمتار".‏

أضاف "م.خ" وهو أحد الناشطين الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بسلامته في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "السلطة عمدت إلى ‌‏إضعاف خدمة الإنترنت بشكل لافت، بالإضافة إلى استخدام الـ"تشويش" ضمن ساحة التحرير الذي يصعب استخدامه"، لافتًا إلى أن ‌‌‏"تلك الإجراءات خففت من التحشيد في اليوم الأول حتى الصباح، مستدركًا "لكن الإفراط باستخدام القوة ووقوع ضحايا ساعد على رفع أعداد ‌‏المحتجين".‏

الحشد يتظاهر

ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذها القادة، وضعت الفصائل المسلحة خطة "أ و ب"، في محاولة للسيطرة على إيقاع الأحداث، خاصة ‌‏بعد فشل سياسة القمع و"القنص" التي اتهمتها فيها تقارير صحفية، لكن الخلاف كان على آلية المشاركة ودور كل فصيل، حيث يمتلك كل ‌‏منها مكاسب وتمثيل حكومي لا يريد التفريط به، بحسب متابعين. ‏

يروي مصدر مطلع لـ"ألترا عراق"، الاتفاق النهائي بين الفصائل المسلحة الذي "انتهى إلى أن ينقسم كل فصيل إلى "مدني وعسكري"، تكون مهمة الأول ‏هو النزول بملابس مدنية بين المتظاهرين والهتاف بشكل طبيعي، وتكون مهمتهم تهدئة الأوضاع، وتفتيت أي محاولة تصعيدية تزيد من ‏الزخم في الساحة"، مقدرًا "نزول أكثر من 500 شخص عن كل فصيل".‏

يروي مصدر لـ"ألترا عراق" الاتفاق الذي حصل بين الفصائل المسلحة والذي انتهى إلى أن تنقسم الفصائل إلى "مدني وعسكري" تكون مهمة الأول النزول مع المتظاهرين وهو ما حدث مع "أبو عزرائيل" 

وبشأن القسم العسكري أوضح المصدر وهو منتسب في أحد الفصائل رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلّق بوظيفته، أن "الفصيل العسكري يكون بكامل ‏الجهوزية القتالية ويستعد للنزول للشارع بأي لحظة تأتي الأوامر بعد أن تفقد السيطرة على الشارع، وفي هذه الحالة يعود القسم المدني ‏لاستلام أسلحته والالتحاق بالعسكري"، لافتًا إلى أن "المباشرة تمت بالخطة فعليًا بالرغم من اعتراض إحدى الفصائل في البداية، والتي ‏تمتلك تمثيلًا نيابيًا ووزاريًا في الحكومة، حيث نزلوا إلى ساحة تحرير ليلة 25 قبل الموعد المحدد".‏

اقرأ/ي أيضًا: ‎رويترز: ميليشيات إيران وراء إجرام القناصين في العراق!

يعتبر المصدر، ما حدث مع القيادي في كتائب الإمام علي والشخصية  المشهورة "أبو عزرائيل" في ساحة التحرير ‏برهان على فشل الخطة، حيث وصل "أبو عزرائيل" إلى الساحة مساء يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، استقبله شباب بالهتافات والترحيب ‏وسارعوا إلى التقاط الصور معه، وبعد وصوله تحت نصب الحرية وسط ساحة التحرير، اعترض على هتاف "إيران بره بره" وقال إن "‏المشكلة مع الحكومة وليست إيران"، ما دفع المتظاهرين إلى ضربه وكاد يفقد حياته لولا حمايته من قبل بعضهم وإخراجه ‏بسيارة إسعاف.‏

يعزو المصدر ذلك إلى "عدم السيطرة على إيقاع الساحة من جهة واحدة، فالشباب وحدهم من يتحكمون بإيقاعها، يرفعون الأهازيج ‏ويضعون "الفيتو" على من يشاءون"، لافتًا إلى أن "ما حدث مع أبو عزرائيل أخاف الجميع من رد فعل المحتجين في حالة كشفهم". ‏

إزاء ذلك، أبدى الكثير من المحتجبن الحرص والالتزام الكبير للدفع بكل ما يؤثر سلبًا على سمعة التظاهرة من خلال استخدام الشعارات الوطنية والمحددة، منددين بـ"النفوذ الإيراني"، لكن السخط من دور المرجعيات الدينية لم يغب عن أجواء ساحة التحرير، والذي يصفه متظاهر بـ"الخجول". 

وحين كان "ألترا عراق"، في ساحة التحرير، التقى "نظوري" والذي يتحدث بحسرة وألم واستغراب من الهجمة الإعلامية على رفاقه في ساحات التظاهر، قائلًا إنهم "يتهموننا بالبعثية والعمالة لأميركا، مضيفًا "سقط صدام وانا لم أتجاوز الثالثة من عمري، وكبرت على صورة عمي الذي أعدمه صدام، ولم يخل يوم على جدتي لم تلعن فيه صدام". 

التقى "ألترا عراق" في ساحة التحرير بسائق "توك توك" والذي استغرب من الهجمة الإعلامية على رفاقه المتظاهرين واتهامهم بـ"البعثية والعمالة" قائلًا "سقط صدام ولم أتجاوز السنة الثالثة من عمري"

"نظوري" يضيف فيما يخص أمريكا، أنها "هي من أتت بالنظام وتدعمه، مدينتي أكثر من قاومتها، كادت أمي تموت أثناء الولادة في ٢٠٠٨ بسبب تعذر إيصالها للمستشفى خلال هجوم قوات الاحتلال على المنطقة، ففقدت جنينها".

يتابع "نظوري" وهو سائق "توك توك" والذي فضل استخدام لقبه في منطقته خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، " لن ندعم ولن نكون تحت قيادة أحد، مبينًا "مطالبنا واضحة وهم يعرفونها وإن لم يدركوها بعد، عليهم الاستقالة، ولن نستثني أحدًا من سارقي البلد، شعاراتنا تطيح بالجميع".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قتل وعنف في ساعات الاحتجاج الأولى.. مخاوف عبد المهدي تتسرب إلى السيستاني!

مقرّات الفصائل: نار ورصاص.. ماذا حدث في محافظة ميسان؟