19-يوليو-2019

الفساد في العراق يسيطر على مؤسسات الدولة ولا توجد إرادة جادة لمحاربته (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

نشر موقع مودرن دبلوماسي تقريرًا تحدث فيه عن مستويات الفساد الفظيعة في العراق، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الحكومة والمواطن في العراق لا تقوم على الرشوة وحسب، بل على آلية نهب تستحوذ على موارد البلاد دون أن تقدم شيئًا، لافتًا إلى أن الفساد أدى إلى نفور مستثمرين أجانب من البلاد، مثل شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة "أورانج".

موقع بريطاني: العلاقة بين الحكومة العراقية والمواطن لا تقوم فحسب على الرشوة، بل على آلية نهب تستحوذ على موارد البلاد ولا تقدم شيئًا في المقابل 

قال الموقع البريطاني في تقريره الذي تابعه "ألترا عراق"، إن "مستويات الفساد الفظيعة في العراق قد شهدت ارتفاعًا غير مسبوق، مما أثر سلبًا على العلاقة الأساسية بين الدولة العراقية ومواطنيها، مشيرًا إلى أن "هذه العلاقة لا تقوم فحسب على الرشوة، بل على آلية نهب تستحوذ على موارد البلاد ولا تقدم شيئًا في المقابل وتستثني الشعب".

اقرأ/ي أيضًا: 20 قصة فساد.. كيف ضاعت 500 مليار دولار في العراق؟

أشارت كاتبة التقرير سامنثا معلوف - وهي مساعدة باحث في العلاقات الدولية ـ إلى أن "المواطنين العاديين هم الوحيدون الذين يتعرضون للخطر، بسبب ثقافة الكسب غير المشروع المتوطنة في البلاد، إلى جانب نفور المستثمرين الأجانب، مثل شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة "أورانج" من السوق المتهالكة وتضرر استثماراتها وخروجها من السوق الذي يحتاج إلى دعم هائل".

لفتت الباحثة إلى أن "انعدام مصداقية وشرعية المؤسسات الحكومية الرسمية في العراق هو محور الصعوبات العديدة في البلاد، منها محاولات الحكومة العقيمة لمحاربة تنظيم الدولة خلال هجومه الأول في عام 2014، إلى الكسب غير المشروع الذي يبدو أنه نفذ إلى كل حلقة من حلقات البيروقراطية الوطنية".

فيما ضربت الباحثة مثلًا بـ"مدى تأثير هذا الفساد على الحكم بما يحدث في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، حيث تحكم المنطقة عائلة بارزاني القوية التي اكتسبت مؤخرًا درجة "ملكية" تقريبًا في سيطرتها بعد انتخاب اثنين من أفرادها، هما مسرور بارزاني ونيجرفان بارزاني على التوالي مؤخرًا رئيسًا للوزراء ورئيس الإقليم".

ورأت معلوف أن "الإخفاق الذي يحيط باستعداد عائلة بارزاني لمصادرة أحد أبرز المستثمرين في البلاد - وهي شركة أورانج الفرنسية - يوضح أيضًا الإحساس المطلق بالحصانة التي يشعر بها القادة العراقيون عندما يتعلق الأمر بنهب ثروة البلاد لأنفسهم، وفي حين تقدم قيادة منطقة إقليم كردستان العراق نفسها كشريك موثوق للغرب فإن الإحصاءات الاقتصادية في المنطقة لا تزال كئيبة على الرغم من سنوات من المساعدات الخارجية".

موقع بريطاني: القادة العراقيون لديهم إحساس مطلق بالحصانة عندما يتعلق الأمر بنهب ثروة البلاد لأنفسهم

أوضحت أنه "على الرغم من ثروتها النفطية تواجه المنطقة ركودًا وبطالة مرتفعة وكذلك انقطاع التيار الكهربائي فإن السيطرة على مشاريع البناء والوزارات الحكومية جعلت التعليم العام في المنطقة يواجه نقصًا حادًا في المدارس والمدرسين".

اقرأ/ي أيضًا: "الفساد" يكافح نفسه!

وبينما تجد الشركات الدولية مثل أورانج مخرجًا لها في الملاذات الخارجية، يجد العراقيون العاديون أنه ليس لديهم خيار سوى العيش مع الفساد المنظم وعدم المساءلة كل يوم.

وختمت الباحثة تقريرها بأنه "في مواجهة مثل هذه الصورة القاتمة، فإنه ما لم تعد الحكومات التي تحكم العراق التفكير بجدية في تعاملها مع موارد البلاد فإن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن تبدأ الفترة التالية الكبيرة من عدم الاستقرار".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جدل جديد بطله الفساد.. ماذا قدم مجلس عبد المهدي حتى الآن؟

حكم ملكي داخل نظام جمهوري.. أهلًا بكم في "إقليم العوائل"!