06-مايو-2022
سنجار

الترا عراق - فريق التحرير

مع تسليط الضوء على النشاط المتصاعد للجماعات المسلحة المدعومة من إيران في مناطق شمالي العراق، تعتقد الاستخبارات العسكرية الأمريكية أن الميليشيات تحاول اكتساب بعض الشرعية في البلاد عبر شن هجمات على الوجود العسكري التركي، وفقًا لتقرير المفتش العام للبنتاغون الصادر مؤخرًا.

وانتقدت ميليشيات بارزة مدعومة من إيران علنًا العمليات العسكرية التركية التي تستهدف مقاتلي حزب العمال الكردستاني من جبال شمال العراق.

تقدر وزارة وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية أنّ الميليشيات ستستمر بهذا النسق من الهجمات لتلميع صورتها

وتقف الميليشيات أيضًا وراء عدد صغير، ولكن متزايد من الهجمات الصاروخية على القوات التركية في كل من العراق وسوريا في الأشهر الأخيرة، بحسب التقرير الذي رفعت عنه السرية.

ونفذت بعض الضربات في العراق "بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني"، حسبما ذكرت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية.

وجاء في التقرير، "في أعقاب الغارات الجوية التركية في شباط/فبراير التي استهدفت حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، شنت مجموعة ميليشيا جديدة متحالفة مع إيران هجومًا صاروخيًا على قاعدة استكشافية تركية شمال الموصل". وتعرض الموقع التركي بالقرب من زلكان، شمال شرق الموصل، مرارًا وتكرارًا لإطلاق الصواريخ في العام الماضي.

ويشير التقرير، إلى أنّ وكالة الاستخبارات المركزية "قدرت أن الميليشيات ستواصل على الأرجح التنسيق مع حزب العمال الكردستاني"، وهو "منظمة إرهابية أجنبية" كما تعتبرها الولايات المتحدة، ردًا على الضربات الجوية التركية والطائرات بدون طيار على مواقع حزب العمال الكردستاني.

وركزت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، منذ هزيمة تنظيم "داعش"، هجماتها الصاروخية والطائرات بدون طيار على القواعد والمنشآت الدبلوماسية التي تستخدمها الولايات المتحدة في العراق، كما استهدفوا خصومًا سياسيين ورئيس الوزراء العراقي.

غير أن مثل هذه الهجمات كانت أقل تواترًا في الأشهر الأخيرة. وقد يرجع ذلك إلى رغبة الميليشيات في تجنب الأعمال التي يمكن أن تضعف مكانة فروعها السياسية وسط تشكيل الحكومة المستمر في أعقاب انتخابات العام الماضي، وفقا لتقييم وكالة الاستخبارات المركزية.

ويرى التقرير، أنّ الميليشيات تحاول تلميع صورتها عبر الهجمات على القواعد التركية، "وتحسب أن هجماتها ضد تركيا ستردع أنقرة عن مهاجمة حزب العمال الكردستاني في العراق، مع تعزيز صورتها العامة كمدافعين عن السيادة العراقية".

ويثير تقييم البنتاغون تساؤلات حول مدى التعاون بين الميليشيات المدعومة من إيران والجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني خارج منطقة سنجار في شمال غرب العراق، حيث سعت كل من بغداد وأنقرة إلى طرد المتشددين التابعين لكلا الفصيلين.

فيما يقول الخبير الأمني أليكس ألميدا، "يبدو أن هناك بعض التعاون الكبير بين الميليشيات وحزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار وربما حول الموصل أيضًا"، مشيرًا في تصريح إلى أنّ "دوافع الميليشيات تمتد إلى ما هو أبعد من المواقف السياسية".

ويرى الخبير، أنّ "إطلاق الصواريخ على القوات التركية هو وسيلة للميليشيات لتعزيز أوراق اعتمادها القومية العراقية بثمن بخس".

وعلى الرغم من اختلاف الأيديولوجيا بين حزب العمال الكردستاني والحرس الثوري الإيراني، لكنهما قاتلا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفي أعقاب ذلك قاما ببناء شبكات واسعة من الميليشيات التابعة لهما في العراق وسوريا والتي قاومت محاولات الحكومات المركزية لبسط السيطرة الاتحادية.

وأعلنت تركيا عن عملية عسكرية جديدة لتطويق معاقل حزب العمال الكردستاني الأساسية في جبال منطقة الحدود الشمالية للعراق الشهر الماضي. وفي الوقت نفسه، أرسل الجيش العراقي وحدات مدرعة لطرد قوات "اليبشة" التابعة للحشد الشعبي في سنجار.

وترى الحكومة التركية في منطقة سنجار العراقية عقدة رئيسية تربط معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بالجماعات التابعة له في سوريا، حيث هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية برية في سنجار لطرد المقاتلين المرتبطين بحزب العمال الكردستاني "إذا لزم الأمر".

وفي العام الماضي، أثار السفير الإيراني في العراق، المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني إيرج مسجدي، خلافًا دبلوماسيًا عندما نصح أنقرة بسحب قواتها من العراق، مضيفًا أنّ تركيا ليس لديها أي مبرر للتدخل في سنجار. وبعدما يزيد قليلاً عن شهر، قتل جندي تركي في هجوم صاروخي على قاعدة بالقرب من بعشيقة.