28-أبريل-2021

التعداد السكاني يعرقل وجود سجل موثوق للناخبين (فيسبوك)

لم يتبق لموعد الانتخابات المبكرة كثيرًا لإجرائها في 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل 2021، حيث قامت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإغلاق أبواب تحديث سجلات الناخبين بعد تمديده لأطول فترة ممكنة من أجل إتاحة الفرصة أمام الراغبين بالمشاركة، إلا أن الأرقام المسجلة للمحدثين توضح وجود تفاوت بين محافظات جاءت بنسب قليلة مقارنة بأخرى كانت مرتفعة، ما يؤشر ـ وفقًا لمراقبين ـ وجود نسبة من العزوف المبكر عن الانتخابات المبكرة كمطلب رئيسي لاحتجاجات تشرين.

تقول مفوضية الانتخابات إن مجموع المحدثين لبياناتهم بايومتريًا في عموم العراق بلغ 16 مليون ناخب

وعلّقت المتحدث باسم المفوضية، جمانة غلاي، على نسب التحديث وإمكانية تأثير ضعفها على نتائج الانتخابات، قائلة إن "ذلك توجد له حلول بضمنها أن المسجلين ممن لديهم بطاقات بايومترية وشاركوا في الانتخابات السابقة، ولم يحدّثوا بياناتهم خلال الفترة الأخيرة، يحق لهم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة".

اقرأ/ي أيضًا: قوى تشرين بين المقاطعة والمشاركة.. هل تؤدي الانتخابات إلى تغييرات حاسمة؟

وأضافت غلاي في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "كل من يمتلك بطاقة قصيرة أو طويلة الأمد يحق له المشاركة في الانتخابات، مؤكدةً أن "مجموع المحدثين لبياناتهم بايومتريًا في عموم العراق بلغ 16 مليون ناخب، بالإضافة لتسجيل 500 مرشح للانتخابات و 140 حزبًا".

وعن أعداد المحدثين لبياناتهم في بغداد، فقد أوضح مدير مكتب انتخابات جانب الكرخ، صدام الدليمي، أن "نسبة تحديث بيانات الناخبين في الكرخ بلغت نحو 58 % وتوزيع 85 % من البطاقة البايومترية للتصويت العام، وأكثر من 96 إلى 97 % للتصويت الخاص، مشيرًا إلى أن "مراكز التسجيل ستبقى مفتوحة حتى بعد إغلاق تحديث سجل بيانات الناخبين من قبل المفوضية العليا بهدف توزيع البطاقات للناخبين الذين قاموا بالتحديث المسبق لغاية قبل يوم الانتخابات بأيام قليلة".

أما عن الرصافة، فيقول مدير انتخابات الرصافة، عباس صباح، إن "جانب الرصافة شهد نسبة تحديث للبيانات بنسبة بلغت نحو 54 % وتوزيع 81 % من بطاقات الناخبين للتصويت العام، مبينًا في تصريح لـ"ألترا عراق"، أنه "بعد إغلاق سجل الناخبين قد تقرر المفوضية العليا نشر الفرق الجوالة لتوزيع البطاقات المتبقية لتسهيل عملية تسريع إجراء الانتخابات".

أما في المثنى، فقد قامت الفرق الجوّالة للمفوضية العليا بتغطية شاملة للمناطق لتحديث بيانات الناخبين من خلال 52 فرقة، إذ يبيّن المعاون الفني لمكتب الانتخابات حيدر إبراهيم لـ"ألترا عراق"، أن "عمليات التحديث شهدت إقبالًا جيدًا مقارنة بعزوف من قبل فئات معينة لم تقم بالتحديث، مشيرًا إلى أن "نسبة التحديث بلغت 76% من مجموع ناخبي المثنى، ونسبة توزيع بطاقات الناخبين للتصويت العام بلغت 86% ونسبة توزيع بطاقات الناخبين للتصويت الخاص بلغت 98 %".

 وفي صلاح الدين، أشار مدير مكتب الانتخابات، حامد علوان، إلى أن "عدد المحدثين لبياناتهم الانتخابية بايومتريًا بلغ 92.555 ناخبًا من مجموع 972 ألفًا و7 ناخبين، مضيفًا لـ"ألترا عراق"، أن "نسبة البطاقات الموزعة للمواطنين بلغت 94% من خلال 38 مركزًا للتسجيل في عموم المحافظة".

الأكاديمي في مجال الإعلام، غالب الدعمي، أعتبر أن "النسب المسجلة لبيانات الناخبين توضح وجود دعم كبير للحضور إلى الانتخابات والمشاركة فيها، قائلًا لـ"ألترا عراق"، إن "هناك بعض الأحزاب تحث أهالي المناطق التي توجد فيها بقوة لدفع المواطنين للانتخابات والحفاظ على مقاعدها".

ويضيف الدعمي، أن "القرارات المهمة التي اتخذتها المفوضية العليا  للانتخابات بإلغاء انتخابات الخارج، وربما الحشد والأمن الوطني والمخابرات، وتحديد التصويت بالبايومتري سيجعل الانتخابات صعبة التزوير، كما أوضح أن "هذه الانتخابات ستكون من أكثر التجارب نظافة بعدم وجود تزوير، وستفرز نتائج جديدة سيتم رفضها من قبل الجهات الخاسرة، مع بقاء احتمالية تأجيل موعد الانتخابات في تشرين الأول/أكتوبر المقبل لوجود أصوات سياسية لا زالت تنادي بهذا المقترح، مستدركًا "لكن بالنتيجة أن هذه الانتخابات ستكون من حيث النتائج هي الأفضل وستأتي بخارطة سياسية ستكون غير متوقعة".

وشهدت محافظة ميسان، نسبة تحديث للبيانات الانتخابية بلغت 70 % ونسبة التوزيع للبطاقات تجاوزت 87%، بحسب مدير مكتب انتخابات المحافظة محمد هليجي، الذي أكد في تصريح لـ"ألترا عراق"، أن "المواطنين لا يزالون بحركة إقبال على استلام بطاقاتهم، وهذه النسبة المسجلة تعد كبيرة جدًا مقارنة بالسنوات الماضية ما يعد مؤشرًا لوجود تفاعل مع الاستحقاق الدستوري".

وحول نسبة التحديث في محافظة الأنبار، يقول موظف في مكتب المفوضية، رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، إنها "وصلت إلى 56 % كما بلغت نسبة توزيع البطاقات البايومترية للتصويت العام لأكثر من 78 %".

وفي ذي قار، يقول المعاون الفني لمكتب الانتخابات، أحمد عبد خليل المعاون، إن "الإقبال على تحديث البيانات البايومترية كان ملفتًا للنظر في المحافظة، خاصة بعد التوجيه الحكومي باعتماد البطاقة كمستمسك رسمي في الدوائر، مشيرًا في حديث لـ"ألترا عراق " إلى أنه "فقط خلال الأسبوع الأخير من فترة التسجيل تم توزيع 9282 ألف بطاقة، وهذا يعتبر رقمًا عاليًا مقارنة بالأسابيع الأولى"، فيما سجلت محافظة كربلاء وفقًا لمدير مكتبها الانتخابي علي عبد الأمير، نسبة تحديث تجاوزت 66% من 34 مركزًا، إذ أوضح في تصريح لـ"ألترا عراق"، أن "نسبة توزيع البطاقات وصلت 84% مع حرص المواطنين على إضافة المستحقين الجدد من المواليد المشمولة".

يرى الأكاديمي غالب الدعمي أن قرارات إلغاء انتخابات الخارج وربما الحشد والأمن الوطني والمخابرات وتحديد التصويت بالبايومتري سيجعل الانتخابات صعبة التزوير

وبما يخص التسجيل البايومتري والانتخابات التي ستجرى وفقًا له، يعلّق الخبير الانتخابي، سعد الراوي، بأن "التجربة بدأت منذ 2014 واليوم نحن في 2021 وهناك ما يقارب نصف الـ 40 % من الناخبين لا يملكون هذه البطاقة، لافتًا إلى "ضرورة التفكير الجدي لحل هذه المعضلة وإنهاءها".

ويؤكد الراوي، في حديث لـ"ألترا عراق": "نحتاج خطة لإنضاج واكمال سجل ناخبين موثوق فيه وبتعاون كل شركاء العملية السياسية لحين حسم موضوع الإحصاء السكاني، أو ممكن على معلومات البطاقة الوطنية، مستدركًا "لكن أي من هؤلاء غير متاح الآن، والانتخابات على الأبواب، وسيكون التصويت كما أقر القانون للتصويت العام وفق البطاقة الالكترونية، وهذا له تفسيرات بحيث ممكن أن يكون التصويت بالبطاقة العادية والبايومترية".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حديث المقاطعة والمشاركة يبدأ مبكرًا.. مخاوف من انتخابات "يفرض" نتائجها السلاح

نتائج اجتماع قوى تشرين السياسية: شروط وتوصيات وموعد مؤجل للحسم