06-يوليو-2020

تبادلت الأطراف المتضادة الأدوار بين محتج ومعارض للاحتجاج

الترا عراق - فريق التحرير

يمكن اعتبار ماحدث على أسوار المنطقة الخضراء، سابقة من نوعها، عندما منعت القوات الأمنية متظاهري الفصائل، من الدخول إلى المنطقة الخضراء والوصول إلى السفارة السعودية، وما تبعها من مصادمات ومطاردات، دفعت الأطراف المتضادة إلى تبادل الأدوار بين "محتج" و"معارض للاحتجاج".

هاجم أنصار الفصائل المسلحة الحكومة واتهموها بالعنف في مشهد معاكس لموقفهم من احتجاجات تشرين وفق ناشطين 

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، الأحد 5 تموز/يوليو، عناصر ارتدى بعضهم لباس عسكري وآخرين بسراويل خضراء اللون تشابه اللباس العسكري للحشد الشعبي، مع قمصان سوداء، تجمهروا أمام بوابة المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق، المكان المفضل لمتظاهري الفصائل، فيما حاولوا دخول المنطقة الخضراء والوصول إلى السفارة السعودية احتجاجًا على الرسم الكاريكاتيري الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط واعتباره مسيئًا إلى المرجع الديني الأعلى علي السيستاني.

وعلى الرغم من الإيضاحات التي أصدرتها الصحيفة مؤكدة أن الكاريكاتير الذي نشر لا يشير إلى المرجع السيستاني وأن الأخير "محط احترام وتقدير" لديها، فضلاً عن حذفها، إلا أن كل هذا لم يشفع للصحيفة، ولم يمنع جماهير الفصائل من محاولة الاحتجاج أو "اقتحام" السفارة السعودية على طريقة السفارة الأمريكية نهاية العام الماضي.

وأظهرت مقاطع فيديو، مطالبة المحتجين القوات الأمنية بـ"فتح الطريق أمامهم لإيصال رسالتهم إلى السعودية"، إلا أن أداء حازمًا من القوات المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء، حال دون دخولهم، فيما تم استخدام خراطيم المياه لتفريق المحتجين، فضلاً عن انتشار صور ومقاطع فيديو تفيد بوقوع إصابات في صفوف متظاهري الفصائل.

وفي مشهد معاكس لما جرى في احتجاجات تشرين، هاجم مناصرو الفصائل الحكومة التي وضفوها بـ"العملية" واتهموها بممارسة العنف ضدهم، الأمر الذي دفع مناصري احتجاجات تشرين إلى استذكار موقف الفصائل وجماهيرهم من ضحايا التظاهرات.

رأى متفاعلون أن الفصائل حاولت مجددًا استغلال اسم السيستاني الذي خالفته في مواقف عدة

وأخذ أحد المغردين مشهد يوثق قيام متظاهري الفصائل بمهاجمة القوات المسؤولة عن حماية الخضراء بالحجارة، وكتب معلقًا: "عصابات الجوكر التخريبية تقوم بضرب القوات الأمنية بالحجارة، والقوات الأمنية ترُد عليهم في محاولة اإبعادهم وتتقدم بااتجاههم، بعد أن حاولت هذه العناصر الجوكرية التخريبية حرق السفارة السعودية"، واختتم تغريدته بـ"مثلما تُدين تُدان، إن ربكَ لبالمرصاد"، في محاولة للتذكير بالاتهامات التي كانت تطلق على المتظاهرين.

فيما ركز عدد كبير من المتفاعلين، على الإشارة إلى أن تظاهرة الأحد لم تكن تمثل أنصار المرجع السيستاني ولا موقف المرجعية الدينية، بل هي محاولة من الفصائل لإثبات وجودها باستغلال اسم المرجع الأعلى الذي طالما خالفت نصائحه وتوجيهاته حول قضية السلاح خارج الدولة ووقفت بوجهه عبر التورط في قمح احتجاجات تشرين، على حد تعبيرهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد السنك والوثبة.. السيستاني يطالب بسحب سلاح الميليشيات ويتوقع معركة ضارية

فصائل مسلحة ترفع ورقة السيستاني بوجه الاحتجاجات.. والمرجعية ترد فورًا!