حضرت لك الجزيرة..
صنعت لك أساورًا من الصدف لتربطنا الأمواج معًا..
هل سيكون صنع قاربًا ورقيًا، وملأه بقبل النجاة محاولة إنقاذ هشة لتنجح؟
علّمت على كل الطُرق الرملية المظلمة
التي سنمشي فيها حتى نجد حافات الأشياء اللا منتهية..
أقول لك هل هناك حافة للعيش معًا؟
فترد: الموت مثلًا؟
أقول: وحافة للحب؟
فتحدق بعيني، وتقول:
ألم تحدثيني أمس عن ترك الكتابة؟
لقد كُنت تعلم وبشكل ما، أني أطرح عليك سؤالًا فقط حين أريد كتابتك..
أحدق في السحب، وأفكرُ عاليًا:
ما رأيك لو تدحرجنا على ثلج يشبهها؟
أخلقه لك بطريقة ما، مثلما أخلق كل شيء.
فتشتعل ضحكتك على كتفي حتى استطيع تخيل الأرض البنية هذه ثلجًا..
تسخر من سذاجة الخطط التي ارسمها لتمرير الحب.. تقرب يدي إلى فمك، وتتنفس فوقهما حتى يتسلل البرد من أطراف أصابعي، وتطلقه للطبيعة حرًا..
مثلما أطلقتني.
هل تخاف أن أمد يدي إلى الممحاة؟
لا.. ليس بعد، لا تقلق
حضرت لك الليل أيضًا والأماكن المشبوهة، نحن مستعدون الآن لنلعب الغميضة، وحتى نجد بعضنا (بالغش طبعًا) سنتحدى الأماكن التي اختبأنا فيها أن تجد ساذجين مثلنا دربوا قلوبهم على التقصي..
ابتعت لك ربطة عنق، وقميصًا أسودًا لامعًا
وخواتم فضية كثيرة لتصبح ثقيلًا
تخيلت أنك ستبدو دميتي الصغيرة بطلة كهذه.. وأثارت غريزتي الفكرة
فهذا الشعور، يجعلك تصبح ممتنًا لكل شيء، وهذا ما لا يحصل مع نرجسية مثلي!
كان عليك تفهم الأمر فحسب، كما لو أنه عقدة كتابية أخرى تتجاهلها..
ثم..
لا بد أن ينتهي هذا المرح، وأخرج من نادي الحب، وأعود لأمارس عملي ككاتبة مستقلة، فطرتها الفردانية
ستظن أني تغيرت كثيرًا، وأن هاجس العزلة عاد ليأخذني منك، وما عدت تستطيع أن تكون حبيبي فأنا حادة على حساس مثلك!
ستكتئب، وتحاول ترويضي ظنًا منك أني أفقد رشدي، أو اتهرب من صعود القارب
وسأمحو كل شيء كما كنت تقلق،
لطالما كنت تقلق أن تعود لرأسي كفكرة، يبدو أن حياتك فيه كانت صعبة..
فأقول لك بهذا الغرور الذي وهبتني إياه أصابعي
أقولها وأنا أمرر ممحاتي على قلبك:
جرب فقط
أن تحمل على عاتقك مسؤولية 28 حرفًا!
اقرأ/ي أيضًا: