19-أبريل-2021

حرب المسيّرات تصل أربيل (فيسبوك)

تتخلل كل ضربة قوية نسبيًا، مجموعة من العبوات الناسفة التي تنفجر على أرتال الدعم اللوجستي التي تنقل معدات ولوازم التحالف الدولي في مختلف الطرق العراقية، من البصرة جنوبًا وحتى صلاح الدين والأنبار شمالًا وشرقًا.

يقول عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية إن من يستهدف القواعد الجوية يريد بقاء القوات الأجنبية في العراق ونعيش حاليًا حرب الصواريخ والطائرات المسيرة 

تعرّض مطار أربيل مساء 15 نيسان/أبريل لقصف نوعي بطائرة مسيرة كما أكد العديدُ من المصادر، فيما أدى الهجوم إلى إصابة مدني، بينما قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان إن "صاروخًا استهدف مطار أربيل أدى إلى إصابة مدني".

اقرأ/ي أيضًا: إصابة حرجة.. هجوم صاروخي جديد يستهدف قاعدة بلد الجوية

ونفى محافظ أربيل "وجود أي أضرار مادية أو بشرية جراء الاستهداف الصاروخي لمطار أربيل"، فيما توقفت حركة الملاحة مؤقتًا نتيجة إغلاق مطار أربيل.

المحاسبة بالصواريخ المضادّة

قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق إن "المسؤولين عن هجوم مطار أربيل سيحاسبون"، مشيرًا إلى أن "أي جماعة مسلحة ليست من القوات العراقية الرسمية عليها الانسحاب من حدود الإقليم".

بدوره، وجه القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي حدثت في أربيل ومناطق أخرى، مشيرًا إلى أنها "أعمال إرهابية هدفها زعزعة الأمن".

أمين عام البيشمركة جبار ياور أكد استهداف أربيل "بطائرة مسيرة انطلقت من منطقة مخمور وانفجرت في أحد مباني مطار أربيل"، واصفًا ما حصل بـ"العمل الإرهابي الذي استهدف منشآت مدنية"، كما أشار إلى أن "اللجان التحقيقية المشكّلة لم تصل إلى إجراءات عملية ضد المتورطين".

ومع تصريح ياور عن اللجان التحقيقية، يبدو أن المحاسبة التي تحدث عن رئيس حكومة الإقليم لم تكن بالإجراءات السابقة عن طريق الاعتقالات، حيث أن المنصات الإعلامية التابعة للفصائل المسلحة تحدثت في اليوم ذاته عن تعرضات لنقاط أمنية تابعة للحشد الشعبي انطلقت من حرس إقليم كردستان، واستهدفت اللواء 30 أو ما يُطلق عليه "حشد الشبك" ضمن محافظة نينوى.

ضربات جديدة وهدنة مهددة

لم ترد الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف مطار أربيل وغيرها من العمليات العسكرية، ليتبع ذلك، وفي 18 نيسان/أبريل، استهداف لقاعدة بلد الجوية بواسطة خمسة صواريخ انطلقت من منطقة (دوجمة) التابعة لقضاء الخالص أدت إلى إصابة منتسبين اثنين من فوج حراسة وحماية القاعدة، بحسب ما أعلنت خلية الإعلام الأمني، والتي تعهدت برد صارم على "العمل الإرهابي".

يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية بدر الزيادي إن "من يستهدف القواعد الجوية يريد بقاء القوات الأجنبية في العراق، ونعيش حاليًا حرب الصواريخ والطائرات المسيرة ولا بد من ضبط الوضع الأمني، ويجب أن يكون هناك حل سياسي للاشتباك الحالي".

استهداف محافظة أربيل بصورة مستمرة يضع الحكومة المركزية في حرج مع السفارات الأجنبية وقد يؤدي إلى تزعزع العلاقات

في سياق ذلك يشير قائد محور مخمور– كوير في قوات البيشمركة سيروان البارزاني، بتصريح صحفي إلى أن "هدنة وقف النار بين أربيل وبغداد هشة، وأن قواته في حالة تأهب وحذر، بسبب عدم وجود ضمانات من بغداد وقوات الحشد الشعبي".

اقرأ/ي أيضًا: العمليات توضح بشأن طائرات أف - 16 العراقية في قاعدة بلد

وأوضح أن "القاعدة الأمريكية التي كانت في منطقة مخمور نقلت إلى مطار أربيل، بعد انسحاب البيشمركة من هذه المناطق وانتشار الجيش والحشد فيها".

وبعد القصف الصاروخي الذي طال قاعدة بلد الجوية، أفادت مصادر أمنية "ألترا عراق" بسقوط صاروخين داخل قضاء كفري التابع لإقليم كردستان"، فيما أشارت إلى عدم وجود إصابات بشرية بل أضرار مادية فقط.

"لا تفاوض على الدم"

استهداف محافظة أربيل بصورة مستمرة يضع الحكومة المركزية في حرج مع السفارات الأجنبية وقد يؤدي إلى تزعزع العلاقات بحسب نواب ومتخصصين دعوا إلى تحرك أمني مشترك لوقف هذه الهجمات.

تزامن الحديث عن الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، مع حوارات فينا وحوارات أخرى حول القضايا المتأزمة بين الولايات المتحدة وإيران وبرنامج طهران النووي، دعا ذلك إلى ترجيحات بوجود مفاوضات تجمع واشنطن وفصائل تابعة للحشد الشعبي.

بدوره، يرى المحلل السياسي، والمقرّب من الفصائل، نبيل العزاوي أن "ترامب اعترف بجريمته وتباهى وقبال ذلك هناك دم لا يسقط بهذه الطريقة حتى بالعرف العشائري"، مشيرًا إلى أن "الكلام عن المفاوضات هو مجرد بروباغاندا".

لا توجد مفاوضات بين قيادات الحشد الشعبي الحقيقية ومن خلال الحوار الاستراتيجي والدليل على ذلك – كما يقول العزاوي في حديث لـ"ألترا عراق" – هو عدم وجود مبادرة من القيادات التي يتبعها مئات الآلاف للتفاوض.

ويضيف العزاوي: "الحديث عن مفاوضات يراد منها تسويق أن الحشد مؤسسة تتبع القائد العام للقوات المسلحة، ذو الميل الأمريكي، مستدركًا "لكن الحقيقة أن قيادات الحشد لا زالت تقاتل وتستهدف الأرتال وهو حق وواجب دستوري وقانوني".

ويؤكد العزاوي أن "التفاوض إذا كان له وجود فهو أحادي الجانب ولا يساوي الحبر الذي كتب فيه لأن الطرف المتضرر من الأمريكيين لم يوافق على الحوارات"، مشيرًا إلى أن "المسألة مسألة دم، والثأر لن يذهب إلا إذا خرجت القوات في أسرع وقت".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هجوم جديد للفصائل قرب قاعدة "الإمام علي".. وجنرال أمريكي ينشر صورة

"باتريوت" والكاتيوشا.. واشنطن تحدد أبرز ملفات زيارة الكاظمي إلى البيت الأبيض