21-مايو-2020

(جان هونوري فراجونارد)

أغمض عينيك عن الجميلة وأمضي

تجاهل عينيها الفرعونيتين، وأمح الصورة بعصا موسى وأركب الطوفان واغرق

لا تكن ضوءًا أمام وجهها العاكس ستحرقك

وغطاء رأسها المرخي في طريق الخصلة البيضاء، لا تتصوره مخلوعًا،

سيحاصرك الجمال ويدفعك طفلًا إلى دكان الحلوى

وتسوس الحلاوة قلبك.

أغمض عينيك عن الجميلة ولوح لها سرًا

من حيث يطويك الأفق وتحجبك انشغالاتها

كن مستترًا وراء إبريق قهوة، أو شيخ يطرز الزجاج بالنقش الفارسي

اختبئ وراء أغنية لفرقة شارع،

وراء رقصة منزلية تؤديها أم تحب الطبخ ونباتات الظل وأسر القلوب،

وراء وعاء فخار عتيق، أو ستارة نحيفة مشغولة بالخرز الملونة،

وأن كُشفت، فالعب دور المراهق واستهدف خمس نساء بآن عسى تنجو من الشفقة.

افتح عينيك على الجميلة وايأسْ

فاليأس حارس النوم، ومُطمئِنُ القلوب

افتحهما مستسلمتين وشاهد الجميلة تحيا

تلونُ الملل، وتحارب الحاجة، وتكسر المألوف

تسابق الشمس إلى الغصن

وتفوح كالورد براءة بيضاء

أصغ لها، لخطوتها المتعجلة وقامتها القصيرة، ومرحها الذكوري

أصغ لأنوثتها المتوارية،

فليس غيرك من يسمع رنين الفضة الساكنة، ولحن الشمع المعطر

ولا غيرك من يهتدي إلى البقعة المعتمة، والدمعة المغلفة

اتلُ اسمها وحيدًا واصغ إلى معناه:

ا ل ج م ي ل ة

وتذكر.. هذه الجميلة ليست لك.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

طفلة داخل غيمة

عالم ما بعد الحداثة

دلالات: