01-أكتوبر-2017

محمد العبيدي/ العراق

لقد أسرفنا كثيرًا في مدح من نحبهم، ومثل خيط شفيف يسيل من القلب، ذلك الأسف.

يوم كانت الأيام وظلالها تتعثر في صوتكِ، كنتِ نذرًا، وقد نسي تمامًا في ازدحام النجوم التي شاخت في جيوبي، وها أنا أمامكِ، في ربوتي أقشر أيامي بما علق بها من أسمائكِ ووجوهكِ العديدة.

المياه التي تركناها خلفنا، المياه التي غطت قلوبنا في يوم ما، يوم تبنينا دوي العاصفة وبإفراط وكخسائر يومية أغلق يَدي الفارغتين منكِ ولست بعيدًا عن اليابسة.

غريبٌ هذا الهواء الذي يمر، هذا الارتفاع الكثيف من غيابكِ، وكي لا أبتعد كثيرًا، أقف وحيدًا مثل شباك يتهيأ لـفتح ذراعيه لاحتضان الهواء العليل، أفتقدكِ دائمًا، كيف صنعت لنفسكِ كل هذه الوحدة؟ تلك روحك أتبعها أينما تحترق ولا تتوارى من دمها، القلب إن لم يعد يتذكر يدًا لوحت له في يوم ما، تخلى عنه أيضًا.

خذ قلبها بقوة ودع قلبك يبرد بين يديها، عسى أن يصلح لشيء! ذاك الذي أتلفته الحروب والسجائر والعرق المغشوش، ومثل تاريخ سرتكِ المخفي بحنين متراكم منتهي الصلاحية، تركته قوافل من البدو وجنود شجعان مجهولون مروا من هنا وهم يسحلون العالم من هزائمه ومثل سر أخذ يطفو في قلب ميت كنت أنتِ.

في يوم مولدهِ، قبلة على صليبكِ وهو يتدلى في مراعيكِ، مدي ذراعيكِ كجناحي طير واستنشقي الهواء عميقًا، وتذكري بأن هذا هو وقتنا المتبقي والذي سال منه الكثير أمام أعيننا ولم نفعل شيئًا.

هل لديك يدان قادرتان على احتضان من تحبّين؟

رهبان كثر خلفكِ، يقلدون صلاتكِ وقد أخفقوا في جمع ضوء يديكِ. تنهض المدن الى أعيادها كل يوم وأنا برفقة اسمي الوحيد ننتظر سطوع جبينكِ الأغر.

في حروبنا العديدة، حروبنا المجاورة للقلب وبعتمة مطلقة في السماوات الغريبة وكأنه ظلك الأخير أيها الوجه، أعود إليها متأخرًا كل ليلة، وكنجمة نحيلة كالأيام، نعلّق أمنية في سقف الغرفة، ونصلي لها كي تكبر، لكننا نخسرها معًا في الصباح الأكيد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طوطم الكتاب

أنا خليل.. أنت هبة