03-فبراير-2022

الطلب العالمي سيكون لصالح المنافسين (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

تظهر المؤشرات والبيانات العراقية والدولية، إلى تراجع هيمنة النفط العراقي في بعض الأسواق الآسيوية التي تمثل المنفذ الأكبر للنفط العراقي، وعلى رأسها السوق الصيني الذي بدأ يفقده العراق لصالح السعودية وروسيا، فضلًا عن السوق الكوري الجنوبي، فيما تظهر البيانات الهندية بالمقابل هيمنة النفط العراقي على السوق الهندي، فضلًا عن تنامي صادرات العراق النفطية إلى أمريكا بشكل نسبي.

تراجع صادرات النفط العراقي إلى الصين

وفي آخر إحصائية أعلنتها إدارة الجمارك الصينية، فإنّ الصادرات النفطية العراقية إلى الصين تراجعت بأكثرمن 10% خلال 2021، مقارنة بالعام الذي سبقه 2020.

13%  من صادرات النفط العراقية اليومية من حصة الولايات المتحدة الأمريكية

وتشير تقارير الإدارة إلى أنّ "الصادرات النفطية العراقية إلى الصين بلغت أكثر من 54.07 مليون طن متري بما يعادل (383.897 مليون برميل) وبمعدل 31.991 مليون برميل شهريًا خلال عام 2021 وبنسبة انخفاض بلغت 10.1 بالمئة مقارنة بعام 2020، الذي شهد صادرات بلغت 60.11 مليون طن متري أو ما يعادل 426.781 مليون برميل، وبمعدل 35.565 مليون برميل شهريًا".

وجاءت السعودية بالمرتبة الأولى كأكبر مصدر للنفط إلى الصين خلال عام 2021 بصادرات بلغت 621 مليون برميل، تليها روسيا ثانيًا، ومن ثمّ العراق ثالثًا، وعمان رابعًا، وأنغولا خامسًا.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، انخفضت صادرات العراق النفطية إلى المصافي الصينية المستقلة بنسبة 49.6% لتصل إلى 3.826 مليون برميل، مقارنةً بشهر تشرين الثاني/نوفمبر الذي بلغ 7.597 ملايين برميل، وهو انخفاض كبير يقارب النصف.

انخفاض صادرات العراق النفطية إلى كوريا الجنوبية بأكثرمن 22%

ومؤخرًا، كشفت إدارة الجمارك الكورية الجنوبية أن العراق جاء بالمرتبة الرابعة كأكبر مصدر نفط إلى كوريا الجنوبية خلال عام 2021، بعد انخفاض صادراته النفطية إليها بأكثر من 22% مقارنة بـ2020.

وقالت الإدارة في إحصائية اطلع عليها "ألترا عراق"، إنّ "العراق جاء رابعًا كأكبر مصدر للنفط لكوريا الجنوبية خلال العام الماضي 2021، وبواقع 59.993 مليون برميل منخفضة بنسبة 22.3% عن عام 2020 الذي بلغت فيه الصادرات 77.196 مليون برميل".

وأضافت أنّ "كمية النفط الخام العراقي المصدر لكوريا الجنوبية خلال شهر كانون الأول الماضي 2021 بلغ 5.859 مليون برميل منخفضًا بنسبة 14.9% عن شهر تشرين الثاني من عام 2021 الذي بلغت هذه الكميات 6.881 مليون برميل".

وأشارت إلى أنّ "السعودية جاءت بالمرتبة الأولى كأكبر مصدر للنفط لكوريا الجنوبية خلال عام 2021 وبكمية 290.248 مليون برميل، تليها الولايات المتحدة الأمريكية وبكمية 118.668 مليون برميل، ومن ثم جاءت الكويت ثالثًا وبكمية 110.195 ملايين برميل، والعراق رابعًا، ومن ثم جاءت الإمارات خامسًا وبكمية 56,809 مليون برميل".

تنامي صادرات النفط العراقي إلى أمريكا

بالمقابل، أظهرت إحصائيات أمريكية أنّ استيرادات الولايات المتحدة خلال الاسبوع الماضي من النفط العراقي ارتفعت بما يقارب الـ30% مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإنّ أمريكا استوردت النفط الخام من العراق بمعدل 434 ألف برميل يوميًا خلال الأسبوع الماضي، مرتفعة عن الأسبوع الذي سبقه والذي بلغ 317 ألف برميل يوميًا، حيث تمثل الـ434 ألف برميل نفط عراقي، ما يعادل 8% من مجمل ما استوردته أمريكا من النفط الخام يوميًا خلال الأسبوع الماضي والذي بلغ 5.523 مليون برميل يوميًا، حيث جاء العراق بالمرتبة الثالثة بعد كل من كندا والمكسيك.

بالمقابل، فإنّ العراق يصدر يوميًا أكثرمن 3.270 مليون برميل يوميًا، لذا فأن 13% من صادرات النفط العراقية اليومية كانت من حصة أمريكا.

العراق يسيطر على السوق الهندي

ووفقًا لبيانات صناعية حديثة، فإنّ حصة أوبك من واردات النفط الهندية تراجعت في 2021 إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عقد على الرغم من انتعاش مشتريات النفط الخام السنوية، إلا أنه مع ذلك ما زال العراق مسيطرًا على السوق الهندي.

وشهد أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك، ومعظمهم من الشرق الأوسط وأفريقيا، تقلص حصتهم من استيراد النفط الهندي إلى 70٪ في عام 2021، من ذروة بلغت 87٪ في عام 2008، ومع ذلك ووفقًا للبيانات فأنّ العراق ظل أكبر مورد للهند في عام 2021 منذ أن تجاوز المملكة العربية السعودية في عام 2017، فيما من المتوقع أن تزداد الإمدادات العراقية إلى الهند في عام 2022 حيث سترفع شركة هندوستان بتروليوم (HPCL) بنسبة 45 ٪ من النفط الخام لتوسيع طاقتها التكريرية.

وحول هذه البيانات يعلق الخبير النفطي نبيل المرسومي في حديث لـ"ألترا عراق"، إنه "يلاحظ بحسب البيانات الصينية بأن السعودية هي المصدر النفطي الأول للصين وارتفعت صادراتها بنسبة 3.1%"، مشيرًا إلى أنّ "السعودية تستحوذ على نحو 17% من واردات النفط الصينية وتليها روسيا".

وأوضح أنّ "العراق تراجع إلى المرتبة الثالثة بسبب الانخفاض في الحصة السوقية للعراق تجاه الصين بسبب المنافسة التي يعاني منها النفط العراقي من قبل نفط الأورال الروسي والنفط العربي السعودي لذلك نلاحظ أن صادرات العراق إلى الصين تراجعت بحدود مليون و87 ألف برميل باليوم بعد أن كانت بحدود مليون و200 ألف برميل يوميًا".

وفيما يخص السوق الهندي، يشير المرسومي إلى أنّ "العراق أصبح المصدرالأول للهند لسلعة النفط الخام وتجاوز السعودية، ومن المتوقع أن تشهد إمدادات العراق في 2022 زيادة مستمرة نتيجة لتطورطاقة التكرير في المصافي الهندية التي سترفع طاقة تكرير 45% مما سينعكس إيجابيًا لصالح النفط العراقي"، وفيما يتعلق بالولايات المتحدة فأنّ "الزيادة في صادرات العراق خصوصًا النفط الثقيل يأتي من كونه مرغوبًا للمصافي الأمريكية حيث أن الولايات المتحدة تصدر النفط الصخري الخفيف وتحتاج النفط الثقيل المناسب لمصافيها ولا سيما النفوط الحامضية التي تكون نسبة الكبريت فيها مرتفعة". 

ومع هذه التغييرات والتراجع في حصة النفط العراقي في بعض الأسواق الآسيوية، تطرح تساؤلات ومخاوف عما إذا سيفقد النفط العراقي جاذبيته تدريجيًا، خصوصا في الأسواق الآسيوية التي تمثل المنفذ الأكبر للنفط العراقي.

هذه المخاوف ليست بعيدة، بل هي واضحة في تصريحات وزير النفط العراقي احسان عبد الجبار، الذي قال في إحدى المؤتمرات إنّ "النفط لن يكون السلعة الأولى للتنافس بعد عام 2040، وستكون مساهماته في الطاقة بسيطة وقليلة، وسيكون هناك منتجين منافسين كثيرين للعراق، وأن المنافسين هم من تفضلهم الدول المستهلكة للنفط حاليًا".

تقليل الاعتماد على النفط عالميًا والإقبال عليه سيكون تدريجيًا عبر إقبال المستهلكين نحو عدد محدود من المصدرين لكميات معينة من النفط، لكن العراق ليس من  بينها

ويتضح من تصريح عبد الجبار، أن تقليل الاعتماد على النفط عالميًا والإقبال عليه، سيكون تدريجيًا عبر إقبال المستهلكين نحو عدد محدود من المصدرين لكميات معينة من النفط، لكن العراق ليس من  بينها.